TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رقبة فلويد ورأس صفاء السراي

العمود الثامن: رقبة فلويد ورأس صفاء السراي

نشر في: 13 مارس, 2021: 09:20 م

 علي حسين

يقول الخبر الأول إن وزير الصحة الأردني تقدم باستقالته بعد وفاة ستة أشخاص في مستشفى شمال غربي عمان بسبب انقطاع الأوكسجين لمدة ساعة، ويضيف أصحاب الخبر "البطرانين" أن ملك الأردن توجه بنفسه إلى المستشفى لمتابعة حالة المرضى، ويؤكد الخبر الثاني الذي أتحفتنا به بلاد كافرة مثل كوريا الجنوبية أن مسؤولاً كبيراً وُجد منتحراً وقد كتب ورقة قال فيها :

فعلت أشياء غير حكيمة وأنا آسف للأمة "، واتمنى عليكم ان لا تأخذنكم الظنون وتعتقدون أنه استولى على عشرات المليارت، أو سرق أموال الكهرباء، الجريمة أكبر ياسادة، فأن الرجل اعتبر نفسه مسؤولاً عن ما فعله موظفون في الشركة التي يرأسها حيث اشتروا أرضاً حكومية دون مزايدة رسمية.. هل انتهت المسألة عند هذا الحد؟.. لا، يا اعزائي، فقد قدم وزير الإسكان استقالته وخرج رئيس الوزراء ليقدم اعتذاراً للشعب، ونحن في هذه البلاد حولنا قصوراً رئاسية إلى قنوات تلفزيونية، ورفعنا شعار المال الحكومي حق مستباح لجميع السياسيين، أما الخبر الثالث فهو من بلاد الإمبريالية الغاشمة التيومنعتنا من بناء مستشفيات حديثة وتركت النفايات تملأ شوارع بغداد، فقد قررت ولاية مينيسوتا الأميركية دفع مبلغ وقدره "27 مليون دولار" تعويضاً لعائلة جورج فلويد.. وأتمنى عليك، عزيزي القارئ، أن تستذكر أنه في هذه البلاد قُتل مئات المتظاهرين، منذ أن مزقت قنبلة "حكومية" رأس صفاء السراي، وبدلاً من مواساة عوائل الضحايا، خرجت علينا الأحزاب "المؤمنة" لتصفهم بالجوكرية وعملاء أمريكا الذين يريدون إشاعة الفسق والرذيلة ، وتخريب المشروع الإيماني الذي تسير عليه بلاد الرافدين.

حتما ان هذه أخبار البلدان "البطرانة"، فماذا تعني وفاة ستة مرضى، ونحن استطعنا أن نحصل على المراتب الأولى في موت المواطنين بسبب أو بدون سبب؟، طبعاً، جنابي ليس خبيراً في شؤون الديمقراطية العراقية، التي تتيح لوزيرة مثل عديلة حمود أن تحصل على وسام "الجودة" برغم أنها ضربت مثلاً في سرقة أموال الصحة وحولتها إلى أقاربها.

كلما يطل علينا أحد نواب "الصدفة" وهو يهدد ويتوعد، أتذكر الرجل العجوز "نيلسون مانديلا" الذي قضى نصف عمره سجيناً وبدلاً من أن يسن قوانين لمصلحة "جماعته"، تحدث عن أهمية أن تظل بلاده في المقدمة.

مارست قواتنا الأمنية كل وسائل القمع، من ضرب بالرصاص الحي، وقنابل الغاز، لأن المتظاهرين تجاوزوا الإشارة الحمراء في طريق الديمقراطية العراقية، لم يطق عادل عبد المهدي أن يسمع البعض يشكك بنزاهة حكومته فخرج يعلنها صريحة: "إنّ المتظاهرين يريدون الخراب".

أخطر ما جرى للعراق منذ سبعة عشرعاماً، هو هذا العبث بمفهوم العدالة، ملايين من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، ومجاميع تتمتع بالثروة والمناصب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram