TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك ..عمال ومطالب

شبابيك ..عمال ومطالب

نشر في: 19 مايو, 2010: 05:58 م

عبد الزهرة المنشداوي بمناسبة عيد العمال الذي تم الاحتفال به بداية هذا الشهر و في مختلف محافظات العراق . اول ما نتمناه بهذه المناسبة التي كان لها طعمها وتأثيرها الفاعل في المجالين السياسي والاجتماعي لابد لنا من التعليق على ما تم رفعه من مطالب وشعارات
 نادى بها البعض من عمال القطاع الخاص شاركهم فيه عدد ليس بالقليل من القطاع العام الذين افقدهم النظام السابق هويتهم وأراد منهم ان يتحولوا الى جزء لا يتجزأ من منظومته الاستخبارية والرقابية باستغلال النقابات عندما سعى لفرض سيطرة أزلامه على قمتها وبذلك تحولت النقابة المهنية تحولا بدرجة 180 وفقدت أهدافها ومشاريعها و مهنيتها لتتحول الى مكاتب رقابة بوليسية على العمال في المصانع والورش . ما نسمعه من أحاديث وكلام ونقاشات حول دور العامل والعمال ونقاباتهم في هذا الوقت على وجه التحديد، ليس بالمسر ويعود ذلك الى ان ثقافة النقابة  قد تم محوها منذ عشرات السنين من ذاكرة المواطنين بفعل النظام البائد الذي قام بمناورة  لم ينتبه لها الكثير من المواطنين بما فيهم شريحة العمال نفسها عندما اصدر قراره المرقم 150 لسنة 1987 وحول فيه العمال الى موظفين ليظهر وكأنه أراد من ذلك فائدة هذه الشريحة التي لم تكن تهمه الا بشيء واحد، هو لفها بعباءة النظام المهلهلة لكي يؤمن استمرار نظامه لاسيما وان نقابات العمال في العراق كانت تعد من اخطر الجهات التي يمكن لها احداث ما لا تريده سلطة غاشمة بفعل ثقافتها وثوريتها المتوارثة وموقفها من الحكومات التي لم تكن تتماشى مع تطلعات الشعب العراقي. قد لا يسمح الأمر بالإثقال على القاريء في هذا الحيز المحدود بالمعلومات التي يمكن التطرق إليها حول نقابات العراق العمالية ، وتضحياتهم، وإنسانيتهم، ومهنيتهم ولكننا لا يفوتنا ان نذكر ان فهم العمل النقابي هو غير ما يفهمه جيلنا الحالي اذ ان البعض أراد ان يزجه في متاهات بعيدة عن جوهره كان يربطه بتوجهات سياسية بعيدة كل البعد عن عمل النقابة والنقابيين وحتى بعض الأحيان هناك من يريد التوجه بالنقابة نحو المذهبية وهذه طامة كبرى متأتية من الجهل الذي ورثناه  كما ذكرنا وبتقديرنا ذلك يعود الى  اضمحلال ثقافة العمال المبرمجة بحسابات النظام السابق. فيما يخص مطلب الغاء قرار تحويل العمال الى موظفين ،هذا الامر لا يمكن ان يتم لا بسبب سياسة الدولة الحالية بل العمال انفسهم من الذين حولوا الى موظفين ، فلا نعتقد بان ذلك من مطالبهم . الشيء الآخر ان ما يجب التركيز عليه هو الاعداد لقانون عمل مستقبلي يمكن ان ينضوي تحت لواءه عمال العراق الذين سيشمرون عن سواعدهم عند بد البناء وسيتكاثرون وسيحتاجون بطبيعة الحال الى النقابة والقانون أي ان الأمر سيفرض نفسه فرضا وليس شعارا يرفع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram