علي حسين
كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن الرجل المنفوش الشعر الذي احتفل العالم امس بذكرى ميلاده، وكيف أن نظريته التي لم يحل لغزها سوى أشخاص على عدد الأصابع لا تزال تثير العالم، مثلما تثير حكايات صاحبها ألبرت آينشتاين الذي كتب ذات يوم وكأنه يصف أحوالنا: " إن الكذب هو كل ما لدى الإنسان الفاشل، فهو يتصور أنه يستطيع خداع الناس بأن يحاول صرف أنظارهم عن الحقيقة، ليستبدلها بمنطق الخرافة".
أرجوكم أن تعذروا إلحاحي ومتابعتي لشؤون من يدّعون السياسة، فأنا مثلكم أبحث عن خبر مفرح فلا أجد سوى أخبار الساسة وصولاتهم المقدسة، ولهذا تجدني، عزيزي القارئ، أبحث عن أخبار المرحوم آينشتاين، لأنني مللت من نظريات حزب الفضيلة عن القوم الكفار في العراق! سيطالبني عزيز بالتأكيد بأن أغلق فمي، فما لنا ومال آينشتاين، ونحن محاصرون بقانون المحكمة الاتحادية وميزانية هيثم الجبوري ، وتقلبات المناضل احمد الجبوري " ابو مازن ، وطرد الأمريكان؟ أيها السادة، أنا مواطن بسيط، ما أطمح إليه اليوم هو أن أجد ساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسر العراقي وهو يتابع رئيس وزراء الأردن الذي لا يزال يقول إن موت 9 مواطنين مسؤولية سياسية تتحملها الحكومة التي ..
ماذا تقرأ في أخبار هذه البلاد غير المآسي وأضيفت لها "بلوى" البرلمان؟، خُـذ مثلاً تلك العنتريات التي يمارسها حزب الفضيلة وهو يرفض إقرار قانون العنف الأسري لأنه مخالف لتقاليدنا، أما المحسوبية وسرقة المال العام وقتل الأبرياء فأمور فيها نظر، هل تريد مزيداً من الأخبار؟ تفضل، لا يزال اكثر من مئة " نائم و " نائمة " يتمتعون بإجازة مفتوحة ومدفوعة الثمن مع عوائلهم في عواصم العالم، هذه الأخبار تدور أحداثها ووقائعها في بلاد تذكّرنا فيها الأخبار والبيانات ليــل نهـار بأننا دولة مؤسسات، لكننا في زمن يصرُّ فيه البعض على رفع برقع الحياء السياسي في ما يتعلق بالدفاع عن مصالح الوطن والمواطن.. الجميع لا يريد أن يدرك أنّ الإصلاح ليس خطبة يلقيها محمد الحلبوسي ، ولا أُنشودة ترددها عالية نصيف ، إنه شجاعة في المقام الأول، وهو فرض وليس دموعاً يذرفها عمار طعمه وحزبة الفضيلة على قانون الاحوال الجعفري ، الإصلاح ياتي من قوانين وتشريعات تؤسس لدولة العدالة الاجتماعية .
مسكين المواطن لم يكن يعلم وهو يذهب الى الانتخابات ، ان حزب الفضيلة مصر على تسليط فقهاء الشريعة على رقبة البرلمان ، وأن بعض النواب كارهون لمبدأ المواطنة، مصرون على إشاعة مبدأ الطائفية باعتبارها نموذجاً يحصدون من ورائه المكاسب والمغانم والمناصب.