اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > صديقي ممدوح عدوان

صديقي ممدوح عدوان

نشر في: 21 مايو, 2010: 04:22 م

فاروق صبري ما زالت لهجتك المصيافية الجميلة تعبّر عن ودّك الصافي وأنت تودعني عبر الهاتف :ولك وين رايح .. أنت كمان تسافر.. بقى خليك عدنا!!!!وأنا في هذه الجزيرة البعيدة والجميلة كأسطورة حاولت التواصل معك وكم ونّت روحي حين قرأت ما يشبه الرثاء كتبه أحدهم عنك واكتشفت بعد ذلك بأنك مريض وتكررت محاولاتي كي اسمع ضحكتك
المدوية كأحزاننا ولم افلح ولكن الصديق علي سفر طمأنني بأنك بخير ، وسوف يرسل لي عنوانك الإلكتروني ولم احصل عليه عنده خاطبت نفسي وقلت: أن تكون بخير و"ضحكتك" تضئ سما الشام كما فوانيس رعود اذارية تنير شوارع كركوك هذا أمر لا يشك فيه أنا وأنت الذي وعدتني بأن نحيا ونسكر ونكتب ووووو رغم الموات الذي يحيطنا ويغزونا (يجب أن نعترف بالموت الذي نمر به، فنحن في مرحلة موت إذا لم نعترف بها نكون أغبياء فعلاً ، وعلى الرغم من ذلك فأنا أنبض بالحياة ، واستمر في كتابة الشعر ولا أصرح بوجود مستقبل زاهر ، إنني فقط أؤكد عدم موتي ويجب علينا أن لا نموت " هذا ما تقوله لي ضمن متابعة كتبتها حول أمسيتك الشعرية في "مكتب عنبر" منشورة في جريدة " المحرر نيوز" اللبنانية في شهر تموز لعام 1998 لأتوقف قليلاً عن ما تصرخ هواجس ونترك فسحة لما تنطق قصيدة:كل شئ صار موزوناً مقفىصار محدود المعانيمجلس الشعب المسيرات نظام السيرتصميم المبانيوقفة الناس أمام الفرن دور الناس في السجنمواعيد الولادات الجنازات , الأغاني ، والأماني…كل شئ صار موزوناً ومقفى …فلماذا تكتب الشعر الحديث .. يا خبيث!؟هذا المقطع بحجم كف وحلم"علي البصري" الذي بترتهما ديمقراطية التكنلوجيا السافلة وديناصورية أقذر الطغاة ، هذا المقطع من قصيدتك يوقف الجريدة عن موعد توزيعها المعروف للقراء الدمشقيين يوماً ويخرجني منها نهائياً كمراسل ثقافي في دمشق وبأمر من رئيس تحريرها نهاد الغادري الذي ترتجف شفتاه وشارباه كتاجر حلبي يرتعب من غضب الذين يسوّقون بضاعته ، لا بأس بما حدث لي مع الغادري لأنك تواسيني بجلسة عرق في نادي الصحفيين ….. عرق !! ها ، لا يقدمونه في النادي ،فقط يقدمون بيرة ونبيذ ، تمحي دهشتي وأنت ترفع كأس العرق وتقول كأسك يا فاروق وتوضح لي بأنك الوحيد المسموح له ذلك، وأردّ عليك: اها والله أنت ما محروم من حقوقك ككاتب يا خبيث!!!!يا الله وينداح ضحكك الصاخب المنتهي "بأسى شفيف" وأنت تؤكد في حوار صحفي_نشر في جرائد كردستان عام1995 مع شاعر كردي عراقي يزور دمشق : اشعر بأن القنابل الكيماوية التي نزلت على "حلبجة" أحرقت ضيعتي "دير ماما" أيضا! في وقت صرخ فيه صاحب "دمشق الحرائق" في وجه هذا الشاعر الكردي وفي مقهى فندق الشام والذي حاول التعرف عليه ومحاورته :لا أريد أن أعرفك أو أحاورك انتم الأكراد كلكم خونة وعصاة!!ما تزال نساء أكراد العراق يضفرن نبل وجسارة موقفك مع ضفائر بناتهن المطرزة بـ_قرديلات_ حمراء، خضراء ، صفراء ،بيضاء …….وما يزال أكراد العراق ومثقفوهم ينظرون بغضب صوب مثقف تنفث مواقفه بكيميائيات الفريق الركن الأول علي حسن المجيد !!وها هم شباب عراقيون في عام 1982- أقصاهم أقذر طاغية - اتخذوا من "مساكن برزا" مسكناً لهم ، يستمعون من كاسيت مسجلتهم لقصيدتك وهم يرددونها مغناة وهاهو كوكب حمزة يدندن على عوده وأنت تقرأ مقاطع من شعرك ومن ثم تحلق مع "طيوره الطايره" وها تلفون بيتي يرن في الساعة الواحدة ليلاّ وإذا بصوت صديق يقول : بسرعة اخذ تكسي وتعال إلى نادي الصحفيين إذ تنتظرك مفاجأة تعشقها' وهناك مائدك منتصبة كفضاء وجدك الساحلي ، عانقت خلاله مبدعنا سامي عبدالحميد والفنان فاضل خليل القادمين تواً من العراق واللذين ترتل صوتهما عبر نشيج الأغنية العراقية القديمة ومن ثم ونٍّيت :كل الأغاني انتهت الا أغاني الناسوالصوت لو يشترى ما تشتريه الناسمنهم أنا مثلهم والصوت منهم عادياجار آمنت بالنجم الغريب الداريا ما ارتحلنا وظل القلب صوب الداراليوم بتنا هنا والصبح في بغداد و… يا سالم المرزوق خذني في السفينة ، في السفينةخذ مقلتي ما تشاء الا حكايات النساء يا سالم المرزوق زوجتي الحزينة في بيت والدها سجينة ومع هذا الونين اعتذر لسعدي يوسفنا لارتباك اقتنائي لمقاطع شعرية من قصائدك ويظل قلبك النبيل والجسور صوب بغدادك الجريحة وأنا الآن … الآن في هذه الجزيرة التي تطفو فوق بحار الله الأولى انتظر سفينة سالم المرزوق ، لعلها تأتي وتأخذني إليك ، إلى عراقك الذي يشيّع كل لحظة.لكن سمعت أنت الأخر مسافر .ولك وين رايح ياصديقي!!!rn* مسرحي عراقي يعيش في نيوزلندا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram