أحمد فاضل

هذه الرؤيـة لها هدفان متصلان ، أولاً أنه من المفيد وصف كلمات فرح الجمالية و “ معرفاتها التجريبية “ حول الذات والموضوع ، باعتبارهما كمراجع للظواهر إلى حد كبير ،

ومع ذلك فإنه من السابق لأوانه الزعم أن الشاعرة السورية المغتربة سلوى فرح ، هي تجريبية باستمرار بالطريقة التي قد نطمح أن تكون لها فلسفتها الخاصة فيها ، في الواقع هناك مكان يمـكن العثور عليه ضمن هذه الحجة للإعتراف بها في حين أنه من المُسّلم به أن كلمة “ التجربي “ لا تستخدم دائما في أغلب الأحيان تلك الفلسفة ، والحافز وراء هذه الرؤية يكمن في سؤال هو :

ما قيمة القصيدة إذا لم تكن كذلك تُمكن المتلقي من التعرّف على كاتبها شخصياً إلى الحد الذي يصبح صياغتها بحجم أفكاره أو أكبر ، فالظواهر داخل هذا النص لا يمكن اختزالها بسهولة إلا إذا اعتبرناها تصورات الإحساس ، أو يمكن اعتبارها مادياً حقيقة ما قالته فرح في نصها الذي بين حروفنا هذه ، أقصد به “ استدر مع ضوئي “ الذي حمل عنوان مجموعتها الشعرية الصادرة عام 2017 :

طيفُ الماء تدلـــــــــــــى...

اجمعْ خصلاتي برفقٍ

ظلالي ترشحُ صحوةً

رعشاتُ أجنحةٍ تُصلِّي

هذا المعتقد المعرفي التجريبي لظاهرة – الماء كطيف – يعكس اجتراحات العاطفة حينما ترتعش ، وهو استقراء لصورة الأنثى في وحدتها يمكن أن نجد صداه في مفهوم الواقع المرئي المحتـوي ، في ما أسماه الشاعر الإنكليزي هربرت ريد “ بناء من الخيال المرئي “ ، هذه الصورة الرائعة نراها ممثلة عند التكعيبيين في واقعيتها ، ومن شبه المؤكد أن نقـل هذه الأفكار الفنية إلى الشعر كان بسبب قرب بيكاسو صديـق الشاعر غيوم أبولينير ، كما يقول إدواردو كاك سعى إلى نهـج تكعيبي للشعر في قصائد معينة استخدم شذرات من الأصوات والصور بين الكلمات لنقل تصور مشهد معين ، أو لحظـة ذات إيقاع موجز أو كثافة دلالية له مساس في الغربة التي تشعر به الشاعرة كما في :

رفيفَ ثغري

فراشةٌ وعطرٌ فرنسيٌّ

تنفسنيْ تحليقاً

اعزفنيْ وطناً

أمنحكَ لحناً لا يَنكسِر

يغفو على شهقةٍ الشرق

ثم يطفو

زهرة ماسيَّة بين دمكَ

ساهمت هذه الصورة الشعرية كممارسة أيضاً ضمن الابتكارات السردية التي دأبت على كتابتها فرح منذ بداية قولها للشعر في غربتها في كندا ، حيث أصبحت التحولات المبتكرة تلك تصب في التحولات المبتكرة والمستعملة في المنظور المكاني والزماني لها :

أهبُكَ لحظةَ كيانٍ

روحاً.. إكسيراً

بقاءاً وصيرورة

غسقيَّةٌ شَفقيَّة

استَدرْ مع ضُوئــي

عـهدُ الشّمس

قِبلَةُ الحياة ....

فائدة /

يقول الشاعر والناقد الإنكليزي جيفري سايد في كتابه “ المعرفات التجريبية وغير التجريبية في الشعر “ المأخوذ من مادة في أطروحة الدكتوراه التي قدمها بعنوان “ووردزورث الشعرية التجريبية وتأثيرها « :

المعرفات التجريبية

أعني بالمعرفات التجريبية تلك الجوانب من القصيدة التي تعمل كعوامل تحكم للحد من الالتباس في تفسير معانيها

، هناك سبعة منها هي :

1 - الجمل القابلة لإعادة الصياغة

2 - النحو النحوي

3 - علامات الترقيم التقليدية

4 - أوصاف البيانات الحسية للأحداث والأشياء

5 - غياب الحذف

6 - غياب الكناية

7 - استخدام التشبيه والاستعارة .