اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مباراة في حب العراق

العمود الثامن: مباراة في حب العراق

نشر في: 19 مارس, 2021: 09:25 م

 علي حسين

يحاول عدد ممن يحملون صفة " محلل سياسي " ، تصوير مشكلة العراق على أنها خلاف بين طوائف الشعب، وأنها معركة بين معسكر الشيعة من جانب ومعسكر السُّنة من جانب آخر، وهي شطارة استطاع مروجوها الحصول على المنافع والمناصب والامتيازات، وأن تنتج لنا في النهاية برلماناً طائفياً وحكومة محاصصة فاشلة .

يوم أرسل الأمير فيصل، الذي أصبح في ما بعد ملكاً على العراق، رسالته الشهيرة إلى عدد من الشخصيات السياسية العراقية يسألهم فيها: ما نوع الدولة التي يرغب العراقيون بإقامتها؟ كانت الاجابة واحدة اتفق عليها معظم الساسة آنذاك وهو أن الجميع متفقون على إقامة دولة مدنية قوامها المساواة بين جميع الطوائف.

كان هذا سنة 1917، وكان العراق آنذاك نموذجاً للدولة المقبلة على الحرية، نوابه ووزراؤه من نخبة الناس، عاصمته تزدهر فيها الثقافات والتجارة والمدارس وتبنى فيه الجامعات، كان الرصافي يوجه خطبته الشهيرة لأول مجلس نيابي يؤسس في العراق قائلاً: إن الملك لم يخلق لتكون البلاد له، بل هو نصب ليكون خادماً للبلاد والعباد.

أسرد هذه الشواهد لأثبت أن الحكاية في العراق ليست صراعاً مذهبياً مثلما يحاول البعض تصويرها للعالم، قبل يومين ضربت كفاً بكف وأنا أشاهد "محلل سياسي" يكيل التهم إلى جهاز أمني سيادي واعتي به " المخابرات " ويتهمه بالطائفية، فيما شاهدنا قبل اشهر كيف سخر البعض من جهاز مكافحة الارهاب واعتبره ذليلا للامريكان وللأسف تتكرر في برامج الفضائيات ظاهرة لا وجود لها إلا في هذه البلاد المغرقة في الخطابات والشعارات، تتلخص في محاولة البعض أن يطمس دور الأجهزة الأمنية في استقرار البلاد وفي معارك التحرير، فيما أصرت بعض الفضائيات على أن تجعل من الأجهزة الأمنية شماعة تعلق عليها أخطاء الساسة.

عندما كنت في هذا المكان انتقد أداء الأجهزة الأمنية واطالب بالحفاظ على قيمة الأمنية، فهذا لأنني مثل ملايين العراقيين نريد اجهزة امنية وطنية.

لقد كانت الجريمة الأكبر التي ارتكبها بعض المسؤولين هي توريط الاجهزة الأمنية في لعبة السياسة واستخدامها لصالحهم ، تحت شعارات الحفاظ على أمن الوطن وفرض هيبة القانون واقامة علاقات متوازنة مع جميع بلدان العالم ، فلا يمكن ان نفرح عندما يلتقي مسؤول امني بوفد ايراني ، ونحزن عندما يلتقي هذا المسؤول نفسه بوفد من دولة عربية مثل الامارات او مصر ..علينا ان ندرك أن اقامة علاقات مع محيطنا الاقليمي والعربي تصب في مصلحة العراق .. عندما هدمت داعش تراث الموصل ، سارعت دولة الامارات لاعادة بناء جامع النوري ومنارة الحدباء وكنيسة الطاهرة التي صلى بها بابا الفاتيكان ، في مبادرة أمل في الشراكة والعمل على احياء روح التسامح بين جميع ابناء المنطقة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram