اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > المدى مُنشِّطاً ثقافياً

المدى مُنشِّطاً ثقافياً

نشر في: 21 مايو, 2010: 04:30 م

ممدوح عدوانمنذ عقود لم ير الجو الثقافي السوري نشاطاً نوعياً. فباستثناء بعض الندوات التي صارت تقام على هامش معرض دمشق للكتاب لا نكاد نرى أي تحرك قادر على اجتذاب الناس وإثارة اهتمامهم.ولكن..
منذ سنوات تحرك الجو الثقافي السوري تحركاً نوعياً حين استطاع الدكتور (المرحوم) حامد خليل، بالتعاون مع الدكتور صادق العظم والدكتور أحمد برقاوي، بشكل خاص، أن يحول الأسبوع الثقافي السنوي لقسم الفلسفة في كلية الآداب بجامعة دمشق من نشاط كلية إلى نشاط ثقافي على المستوى القطري والعربي.واستطاع هذا الأسبوع أن يتحول إلى مهرجان سنوي حقيقي من خلال قدرته على اجتذاب جمهور كبير يتزاحم لحضور ندواته، ويقصده بعضهم من المحافظات البعيدة.ولم يكن ليحقق ذلك إلا بفضل أمرين جوهريين:الأول: هو دعوته مجموعة من الأسماء ذات الوزن الثقيل في ميدان الفكر العربي من كافة الأقطار العربية، ومن المقيمين خارج بلدانهم العربية.والثاني: هو جدية الموضوعات التي كانت الندوات تناقشها، واقتراب هذه الموضوعات من الراهن بين ما يشغل عقل المواطن العربي وأعصابه.ولم يدم هذا المهرجان طويلاً. فقد نقل الدكتور حامد خليل من عمادة كلية الآداب (وعين في مكان آخر لم يستطع أن ينشط فيه كثيراً بسبب المرض الذي تعرض له، والذي انتهى إلى وفاته)، وأحيل الدكتور صادق العظم (رئيس قسم الفلسفة آنذاك) إلى التقاعد.وبالطريقة التي انطلق بها هذا النشاط خمد بشكل فجائي، وصار يقتصر على نشاطات محلية لا تتجاوز اهتماماته وتأثيره أسوار الجامعة، وربما حدود قسم الفلسفة في كلية الآداب ونسبة ضئيلة من طلابه، حتى نسيه الناس نهائياً.وعاد الجو الثقافي إلى خموده.إلى أن جاء الأسبوع الثقافي لدار المدى. وهذه دورته الثالثة.لقد استطاع هذا الأسبوع أن يعيد إلى الجو الثقافي حيويته المفقودة، وأن يحرض الآلاف من الشبان على ارتياد نشاطاته لحضور الندوات المثيرة والتفاعل مع المثقفين الفاعلين والمؤثرين الذين استقطبهم لندواته ونشاطاته المتنوعة.وسرعان ما تمكن هذا الوريث للأسبوع الثقافي لكلية الفلسفة من التفوق على مورثه في أكثر من ميدان، وذلك للأسباب التالية:أولاً: كانت الموضوعات التي أثارها وفجر النقاشات حولها أوسع مدى وأكثر تنوعاً. لم يقف أسبوع المدى عند موضوع واحد (فكري أو سياسي) يكون هو شعاره. بل نوّع في الموضوعات، وتجول بين الثقافة الأدبية والفكرية والسياسية والفنية.ثانياً: احتل الأدب مكاناً بارزاً في أسبوع المدى، وهو الأمر الذي غاب عن أسبوع كلية الفلسفة.ثالثاً: ربما بسبب كون الأسبوع بإشراف دار نشر، يحمل اسمها، وبسبب أن هذه الدار تتولى توزيع مطبوعات عربية لدور نشر أخرى، كان لمعرض الكتاب الموازي للأسبوع أهميته الاستثنائية، خاصة أن المعرض قد هدف إلى تقديم تنزيلات حقيقية (وليست تنزيلات وهمية كما يحدث في معارض الكتب الأخرى) على أسعار الكتب. وهذه التنزيلات ليست على منشورات الدار وحدها، بل على كافة الكتب المشاركة أياً كانت دار النشر التي تصدرها. وبعد شعار الثقافة للجميع، الذي كان شعاراً للتطبيق فور إطلاقه، وصلت التنزيلات في الأسبوع الثقافي الأخير إلى حدود غير متوقعه، وبحيث يتمكن الشاب من شراء الكتاب بسعر علبة تبغه أحياناً. ثالثاً: الاهتمام بالفنون الأخرى. فبالإضافة إلى ما سبق كانت هناك أمسيات فنية موسيقية وغنائية لنجوم الصف الأول في الفن الجاد والرصين الملتزم.رابعاً: مشاركة نجوم من عالم الفن والسينما والتلفزيون في ندوات خاصة كانت لها جاذبيتها لجمهور كبير من الشبان.خامساً: الأمسيات الشعرية لعدد محدود ومختار من شعراء الصف الأول العرب والمعروفين. (كانت أمسية هذا العام مخصصة للشاعر محمود درويش. وقد تم تأجيلها بسبب الأحداث المتفجرة في فلسطين. كما دعي الشاعر عبد الرحمن الأبنودي إلى أمسية خاصة اعتذر عنها في اللحظة الأخيرة لظروف قاهرة. وكانت أمسية العام الماضي لمظفر النواب.سادساً: تكريم أسماء لها باعها الطويل في الإبداع والثقافة. وكان التكريم لهذا العام لعلي الجندي، وتكريم خاص لمحمد الماغوط من خلال معرض رسم استوحى الفنانون لوحاتهم المشاركة فيه من قصائد الشاعر.لهذا كله لا نكتفي بالقول إن "المدى" دار نشر نشطة. بل إنها مشروع ثقافي جدي. وهي تقوم بدور ثقافي تنشيطي نحن في أمس الحاجة إليه.rnجريدة الثورة السورية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram