عدت مجموعة من الشباب الدراجات النارية بأنها إحدى وسائل النقل المهمة لرخص اثمانها ولسهولة التنقل بها وكونها اقتصادية باستهلاك الوقود مقارنة بالسيارات التي تكتظ بها الشوارع فضلا عن اعتبار الدراجات من الرياضات التي لقيت رواجا كبيرا بين الشباب . احمد مؤيد يمتلك دراجة صغيرة قال لـ"المدى" ان "الدراجة تساعدني على الوصول من والى مكان عملي بسرعة وقضاء بعض المشاوير القريبة ولا تكلفني الا القليل من الوقود" .
وأعطى مؤيد عدة مواصفات لدراجته بالقول "انها رخيصة الثمن واقتصادية بالنسبة لصرفيات الوقود اذ لا تستهلك كميات كبيرة من البنزين وهي غير مكلفة مقارنة بأسعار اجور التكسي او الباصات ، واصفا إياها افضل وسيلة نقل نظرا لدخله االمحدود جدا".
قلة وعي
فيما قال رامي عبد الرحمن صاحب دراجة رياضية ضخمة تسمى (هارلي) ان "رياضة الدراجات النارية هي من أحب الرياضات الى قلبي" مشيرا الى ان"المجتمع العراقي يرفض هذه الرياضة ويعتبرها خطيرة وتقتل صاحبها".
واوضح ان "بغداد تفتقر لوجود ساحات وميادين خاصة لممارسة رياضة الدراجات النارية لذلك نستخدم الطرقات العامة والساحات لممارستها"، مشيرا الى ان" شارع ابو نؤاس ومنطقة الجادرية هما المتنفسان الوحيدان لممارسة هوايتنا كونهما يعدان المكان المناسب في ظل عدم وجود ساحات، لإقامة المسابقات والاستعراضات للدراجات النارية لنستمتع نحن والجمهور الذي يأتي كل اسبوع" .
الباحث الاجتماعي رعد الدليمي اوضح ان"التهور وطيش الشباب يؤدي عادة الى الحوادث الكبيرة للدراجات النارية فضلا عن قلة الوعي وعدم الامتثال لقوانين المرور الامر الذي يتسبب بازدياد نسبة الحوادث المميتة والتي تزايدت مع انتشار اعداد الدراجات النارية في الشوارع بعد العام 2003 والانفتاح الكبير على البضائع والسلع التي تدخل البلد دون رخص او رقابة" .
واضاف الدليمي ان "على الجهات المعنية بالشباب توفير ساحات خاصة لممارسة هذه الرياضة والاهتمام بهذه الفئة وتوفير اجواء مناسبة لهم لممارسة رياضاتهم". وطالب مديرية المرور العامة بتنظيم دورات تثقيفية للشباب وتوعيتهم بقواعد السير لضمان سلامتهم.
واكد ان " سائق الدراجة النارية يجب ان يخضع لاختبارات خاصة من قبل مديرية المرور العامة واجراء الفحوص اللازمة ليكون مؤهلا جسديا ونفسيا وعقليا لكي يمنح رخصة للقيادة ويحاسب المخالف وفق القانون.. تحت هذه الضوابط فقط يسمح للشخص بركوب الدراجة في الشوارع " .
مجموعة في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) اطلقوا على انفسهم اسم (هواة الدراجات النارية في العراق) يتواصلون عبر الموقع بنقاشات عديدة حول الدراجات وموديلاتها وانواعها واشكالها واسعارها، وقال احمد منصور احد مؤسسي هذه المجموعة ان "الهدف من تأسيس هذه المجموعة هو من اجل التواصل بين هواة هذه الرياضة والتعرف على بعضنا البعض ومناقشة الامور التي تتعلق بالدراجات النارية ومواكبة اخر التطورات والموديلات واكسسوارات الدراجة النارية" .
لقاء اسبوعي واضاف منصور "نلتقي ايام الجمعة من كل أسبوع في الجادرية، ونقيم المسابقات والاستعراضات والحركات البهلوانية وتكون المسابقات مثيرة وممتعة" .
وبين ان "بعض سواق الدراجات لا يمتلكون الثقافة الكافية التي تؤهلهم للقيادة في الشارع ولا يلتزمون بقواعد المرور ما يجعل المجتمع العراقي يأخذ هذه النظرة السيئة على هذه الرياضة، مطالبا الجهات ذات العلاقة بتوفير اجواء مناسبة لهواة الدراجات من اندية وساحات وميادين خاصة لهذه الرياضة" .
ورغم اعلان مديرية المرور العامة في وقت سابق عن اتخـادها إجراءات مشددة تجاه المخالفين من سائقي الدراجات النارية في بغداد والمحافظات، والتي تتضمن مصادرة الدراجة المخالفة لقوانين المرور واحالتها الى الكمارك الا ان تنفيذ هذه الاجراءات قليل جدا.
وكانت مديرية المرور العامة اصدرت بيانا عن فرضها اجراءات صارمة بحق المخالفين من سائقي السيارت منها حجز الدراجات التي يكون حجم محركاتها اقل من 125 سم مكعب / سي سي / واحالتها الى الكمارك للتصرف بها فضلا عن التدقيق في لوحات ومستمسكات تلك الدراجات في عموم الشوارع وفرض غرامات بحق المخالفين ،وان الدراجات التي يكون حجم محركاتها اكثر من 125سم مكعب يمكن تسجيلها عند المرور العامة ومنحها لوحات مؤقتة حيث اعدت المديرية ضوابط لتسجيل هذه الدراجات وهي ذات الضوابط التي يتم من خلالها تسجيل المركبات، لان فب ذلك تنظيم السير وتقليل الحوادث المرورية بسبب سير الدراجات النارية في الشوارع بصورة عشوائية .
وسيلة نقل خطرة
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة زياد طارق في بيان تلقت " الـمدى" نسخة منه ان "معظم المصابين بحوادث الدراجات هم من العمال والكسبة والطلاب (أصحاب الدخل المحدود) الشريحة الأكثر معاناة ,ويستخدمون الدراجات النارية للوصول الى اماكن عملهم , مبينا إن هذه الحوادث تحتاج إلى وقت طويل للعلاج والشفاء والبقاء في المستشفى لفترة طويلة وبالتالي تكون عبئاً ثقيلاً على عاتق الدولة فضلا عن الإصابة بالعوق الدائمي.
وأشار الى أن "هذه الحوادث تعد أحدى المصادر المهمة لارتفاع نسبة الوفيات المبكرة بين الشباب"وان أكثــر مـن ثلثي مستخدمي الدراجات النارية هم ممن بمستوى شهادة المرحلة الابتدائية أو أقل) ما يفسر محدودية إدراك هذه الشريحة من المجتمع للمخاطر الحقيقية للدراجات النارية".
فيما اشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص عن حدوث (مليون و300 الف حالة وفاة في كل انحاء العالم 50 مليون عصابة. و إن (90%) من هذا العدد في الدول النامية والفقيرة. وهذا يدل على غياب الثقافة الشخصية وعدم الالتزام بالقوانين.