جمال العتابي اًبا عشتار .. اًشعر أن آلاف المدن ، آلاف البحار والأنهر ، آلاف الأشجار ، والفراشات والطيور تعيش في قلبك..كنت قد صادقت الصمت ، منذ اللحظة الأولى التي وطاًت فيها قدماك عتبة ( طريق الشعب ) و ( الرواد) ..
في ملامح وجهك قصيدة جديدة ،منذ الخطوة الأولى التي تمتد من ميسان الى ( البتاويين) ، كنت قد فتحت قلبك ، فوجدنا انفسنا فيه ، كالماء الصافي . من أي نافذة اًرنو للماضي ؟ من أي باب نمد يدنا للمستقبل ؟ كنا نود اكتشاف قارات جديدة ، ولكن اًين ؟ في الطرقات الدامسة، في حدائق (الرواد) وساحاتها .. في لوحات وتخطيطات .. رسمتها اناملك الرقيقة ؟ ..ربما اًصنع بالكلمات شيئاً يساوي حزنك المعلق بالجدران .. كل جدران الطرق، في الغرفة الزجاجية الأولى المطلة على ممر ( الرواد) .. لم نحشر فيها،اًبداً انا ، وانت ، يوسف الناصر ، فلاح ، قيس قاسم ، مصطفى اًحمد ، سامي العتابي ، ليث الحمداني ، محمود حمد ، كنا نشعر حينها ان العالم كله يعيش ، بيننا ، ومعنا ، كنت تجمع الريح لتبني لك بيتاً ، مع ( عشتار) التي قدمت الينا مبكراً، خلاف كل زملائك الذين عزفوا عن الزواج ، واختاروا ( الصعلكة ) والسهر في الليل .. شئت لوحدك ، ان تعيش في عالم الاطفال والعرائس. مع فتاة تحلم بعيد .. لكنك لم تهنأ حتى بهذة الاًمنية ، لقد اغتالوها ، يا عبد الرحمن .. كل امسك بمعوله يهدم الحلم ، ولم تبق لنا عيون ..حين سافرت الى بلاد ( الأرصفة) .. لم تفكر اولاً بأنك سافرت الى بلاد الحسناوات. اذ كانوا قد انهالوا علينا ضرباً بالمعاول...كل الناس يموتون .. احرقوا الوطن ، وصار سجناً وبنوا على أنقاضه وطناً آخر ، انتزعوا كل قلب .. فقتلك حبك للوطن ..المؤسف ، ان الأشياء التي تبعث على الحزن ، هي وحدها التي تدعوني الى ان اتذكرك يا رحمن ... لم اتخيل في يوم ما انني سارثيك .. بعد انقطاع لثلاثين عاماً ، عشت فيها وحدك في الغربة ، فجاًة تظهر أنت على واجهة الصفحات .. مبتسماً.. خجولاً ، رشيقاً ، انيقا ، صورتك هي نفسها التي اينعت غصناً في قلبي ، لكنها انطفات ، يا حسرتي .. وها هي عشتار تفتح عقد ضفائرها .. وتمشط شعرها على اكتافك .. ترفرف معها العصافير المليئة بالاسرار .. اين هي الان ، ترى هل كبرت ، واصبحت امرأة كيف تحدق بالوجوه من بعدك ؟ كيف تلملم رسوماتك ولوحاتك واشياءك .. كيف تجمع قطرات المطر ، فوق وريقات علقتها في غرفتك ، وفي ( نفنوف) عشتار ، ملاًى بعطر العراق ، بعطرنا ، عطر اصدقائك. ها انت يا رحمن احرقت مشاعل ذاكرتي.. لكنك اعتليت عرش المحبةً.
عبد الرحمن.. اعتليت عرش المحبة
نشر في: 21 مايو, 2010: 04:54 م