محمد حمدي
مقابلة جمعتني مع إحدى الإعلاميات العربيات المهتمّة بالشأن العراقي عموماً والرياضي على وجه التحديد، ومن جملة ما دار من حديث بيننا سؤال مكرّر لها، متى ستحصلون على ميدالية أولمبية وتريحون العالم وأنتم أولهم؟ وتستطرد قائلة، هل حقاً ستنتهي ملفات الفساد والمشاكل التي تشغلون بها محكمة كاس واللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات العالمية والقارية بمجرد حصولكم عليها؟ وتجيب قائلة :لو كان الأمر ينفع لنصحت رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بإهداء ميدالية الى العراق!
انتهى الحديث المُحرج، وهو حديث مشروع جداً فقد صدّعت فضائياتنا رؤوس العالم من فرط ما أفصحت عنه بالمكشوف عن حجم التقاطعات والاتهامات داخل الأسرة الرياضية العراقية مجتمعة من طرحها لملفات الفساد وصولاً الى التُهم الشنعاء بالخيانة والشرف والحنث باليمين واستخدام الوسائل المخجلة التي لا يمكن أن تمس سلوكيات الأسوياء في العقل وليس الرياضة والرياضيين وشعارهم الجميل بالتقريب والحب والتنافس الشريف، هذا هو المشهد وليُحاجج من يستطيع وأنا وأنتم على ثقة من عدم وجود هذا النفر فالإجماع حاصل على أن وسطنا الرياضي فاقت عدواه وتلوثه وفايروساته انتشار كوفيد 19!
وممّا زاد الطين بلّة هو الانتشار المروّع لعرّابي الفساد وإعلاميي الفضائح، فبين من يلوّح بنشر تفاصيل ملفّات الفساد الى من يدعو الجماهير لترقّب أحدث مسلسلات الخزي في الوسط والتراشق بالألفاظ النابية، ومن جُملة من يطالهم الحديث رأس الهرم اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية في مسلسل انتخاباتها الطويل بحكايات الاقصاء والتهميش والاتهامات، ولا نعلم هل حانت نهايته أم بدايته بعد حلقة التجديد الثالث للمُخضرم حمودي رئيساً للجنة أولمبية وما يُثار حولها الكثير إدارياً، ومدى تأثير ذلك فنياً على فرق اتحاداتها التي تعاني الأمرّين وتسير بعكّازين لتصبح بعدها على كف عفريت بعد هذا الفاصل المتوقّع لسيناريو انتخابات المكتب التنفيذي وما هي الخطوة المقبلة لفصيل المعترضين العنيد.
إن معاناة الوسط الرياضي عموماً قد وصلت الى حدود لا تطاق ووصلت الجماهير الرياضية الى أعلى درجات الملل من تكرار هذه الوجوه والسيناريوهات، ولم يعد أكثر المتفائلين يملك عذراً واحداً أو صورة مقبولة لتمريرها، والحديث عن مستقبل مشرق لإنجاز رياضي بأية لعبة، كما لم يعد هناك تفكير جدّي من الرياضيين أنفسهم بتحسين واقعهم في أوساط رياضية مريضة جداً وميؤس من حالتها، وصرنا نترقّب معجزة تغيير الوضع وإن كنّا بعيدين عن هذا الزمن الذي نتحدّث عنه!
بحسب معلوماتنا، أن هناك فواصل جديدة ستثار خلال الأيام القليلة المقبلة قضائياً وإدارياً وربّما أكثر من ذلك بكثير، الجميع يعلم بها وأوّلهم من يمثل الجهة الراعية للرياضة في القطّاع الحكومي التي يبدو أنها فقدت الحيلة أيضاً في اتخاذ التصرّف المناسب، مع كل ذلك يجب أن تخطو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح أو البدء بمحاولة على الأرض لحلحلة الخلافات أيّاً كان شكلها، فالموازنة للعام الحالي على وشك أن تُقرّ أو أنها ستُقرّ فعلاً، وفرقنا الرياضية يجب أن تكون على المحكّ بانتظار الاستحقاقات الخارجية وإن صفة الإيثار يجب أن تكون حاضرة الآن وليس غداً لتجاوز هذه الصورة السوداوية التي أكلت كثيراً من الوقت على حساب الرياضة والرياضيين.