سبق للزميل المحرر(عبد الزهرة المنشداوي) ان اشار في عموده الموسوم( شبابيك)الى ناحية مهمة كنت اود لو ان المعنيين في وزارة التربية او حتى في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد مروا عليها .مفادها ان بريطانيا في عام 1853 كانت بحالة من التردي في كل زوايا الحياة ومفاصلها بدءا من الفقر المدقع مرورا بالمرض وانتهاء بالجهل ولنتصور مجتمعا بهذه المواصفات التي لا يحسد عليها بطبيعة الحال .
ولكي يتبدل المجتمع باتجاه الأفضل لم يكن للبلد من القائمين عليه بإيجاد الحل الناجع لجعله يتبوأ المركز الذي يمكن ان يجعل البريطاني مثار إعجاب العالم فكان الاختراع هو المدرسة الابتدائية. استعادة ما ذكره زميلنا يعود الى ان مديرية تربية بابل وفي هذا الوقت بالذات عقدت ندوة نقاشية حول فعالية المناهج الدراسية في تطوير المجتمعات وهي بادرة لابد من العمل على تعزيزها ومساندتها من الجميع لأننا ورغم مرور فترة جاوزت السبع السنوات لم نسمع عن حلقات دراسية او برامج عملية تعمل على جعل مناهجنا الدراسية بمستوى الطموح .فطلابنا ما زالوا يتسربون من مدارسهم والمعلم والمدرس يراوحان في مكانهما فلا مكسب مميز حازا عليه يجعل منهما أكثر حماسا للإقبال على تربية الأجيال الواعدة .المفاهيم القديمة للتربية هي الحصول على الشهادة والتوظيف من اجل الراتب اما الاستزادة من العلم والكشف عن المواهب الخلاقة التي لا نعتقد ان بلداً كالعراق يخلو منها ولكن مشكلتها بأنها بعيدة كل البعد عن اهتمام المعنيين الذين دائما ما يوكل إليهم المنصب ليأخذ جل اهتمامهم مكاسبه وليس ما لديه من مشروع يصب في فائدة أبناء المدارس .اعتقد بان على مديريات التربية ان تعمل اول ما تعمل على ايجاد السبل الكفيلة بشد الطالب لمدرسته اول الامر ومن ثم البحث عن المنهج الدراسي الذي لا يعمد الى حشو معلومات لا اول لها ولا اخر فيطالب التلميذ أن يكون فيزياويا ونحويا ورياضيا وجغرافيا (رحالة) باستثناء ان يكون فنانا او رياضيا بطلا لإحدى الألعاب هذا ليس بالمهم في مدرستنا الحديثة العراقية فمقولة العقل السليم في الجسم السليم نعتقد اعيد النظر فيها منذ فترة .فترة العطلة الصيفية للمدارس والتي نحن على ابوابها يمكن ان تنتهز كفرصة للمداولة في التلميذ العراقي والمدرسة العراقية والسبل الكفيلة للارتقاء بواقعهما .اما ان يبقى الامر حشو رأس التلميذ بتواريخ الفاتحين وامجاد الماضي البعيد ومن ثم ينساه التلميذ بعد أداءه الامتحان فما هو بالأمر الذي يجعلنا نبني الآمال على أجيالنا القادمة والسبب ان المدرسة والمدرس والتلميذ تتم العهدة بهم الى ما لا يملك ان يعطي في مثل هذا المجال .
مناهج دراسية
نشر في: 21 مايو, 2010: 05:01 م