عمـار سـاطع
ماذا بعد أن انتهت حكاية انتخابات اختيار مكتب تنفيذي جديد لقيادة العمل الرياضي الأولمبي في العراق، بعد ولادة عسيرة وتدخلات دولية وأخرى قارية من أجل التوصل لحلول ناجعة تنقذ رياضة الوطن من العقوبات أو العزلة؟!
أي حلول تلك التي تناقض نفسها بنفسها.. إذ أن القانون وتطبيقه جرى وفقاً لاجتهادات شخصية، ربما جاء بعضها ترقيعاً يُرضي أطرافاً.. ويمنح البعض فرصة البقاء ضمن ركب الترشيحات ويقضي على آمال آخرين، مثل تلك التي سبقت اختيار المكتب التنفيذي والتي حدثت لاختيار الفائزين بمقاعد محددة في الجمعية العمومية التي يحق لها الترشح والتصويت والمصنفة بين المتميزين والأبطال وغير الاولمبية والكوتا النسائية!
حتى نُقرب الصورة للمتابعين.. فإن ما جرى من اصطفافات واتفاقيات تؤسس لتكتلات همها الفوز وليس مصلحة الرياضة، هو مقرفٌ حقاً، لأنها باتت تظهر وتصبح مكشوفة من خلال اجتماعات ومحادثات تفرض نفسها مقابل أثمان العهود والتعهدات ومن بعدها الاتهامات والتخوين التي استمرت وقطعت شوطاً مهماً في مسيرة الرياضة العراقية وأسست الى اختيارات لا تمنح مكانة للأفضل والأجود والأحسن، بل تأتي متوافقة ومتطابقة على قياسات الأشخاص الذين يملكون نفوذاً وتأثيرات المدعومين والمسنودين، بغض النظر على برنامج العمل الذي يفترض أن يظهر قبل كل شيء لرسم ملامح الأهداف التي يودُ المرشح تحقيقها!
ما حدث من كشف للأوراق وشرح للتكتلات وتأدية قسم الاتفاق، هو امر مقرفٌ تماماً، وقد أشرنا إليه أكثر من مرة وحذرنا من الاستمرار على هذا النهج غير الصحيح والتخندق المسيء، وعليه كُنا ندرك ونعي أن الأهم في ما نقوله، هو توعية الجميع بهدف القضاء على دابر مثل هكذا ظواهر تؤدي فيما بعد الى انقسامات وكشف حقائق تُدمر الرياضة العراقية وتعيدها الى الوراء!
أبرز تناقضات الواقع المرير للرياضة العراقية في حقبة الرئيس السابق والجديد، الكابتن رعد حمودي، منذ نيسان 2009 ولغاية اليوم هو أن رياضتنا عاشت في ترفٍ غير مسبوق، إذ صُرِفَت عليها قرابة الـ 400 مليار دينار لمدة 12 عاماً وهو رقم مهول، بل ومذهل، لم ينفع الاتحادات الرياضية المنضوية تحت خيمة الاولمبية أن تحقق أي تقدم وتفوق يُذكر نتيجة هدر الأموال بشكل أو بآخر، دون أن تنجح الرياضة العراقية للوصول الى حافة الإنجاز أو تقديم مواهب وأبطال على مختلف الأصعدة وصولاً الى منصات التتويج وتقديم رسالة الانتصار الفعلي الذي تأسست الأولمبية من أجله!
تخيلوا أن 70 بالمئة من المبالغ التي تمنحها الدولة العراقية الى اللجنة الأولمبية خصصت، وفقاً الى رئيس اللجنة الاولمبية ـ وهذا الكلام بعد دورة ريودي جانيرو صيف عام 2016، كانت تذهب الى رواتب ومنح موظفي اللجنة الأولمبية وممثليات المحافظات وموظفي الاتحادات الرياضية، بينما بقيت الرياضة العراقية تبحث عن المنقذ، وهي تعيش صراعات مكاتبها التنفيذية وتقاطعات أعضائها منذ أعوام، وتتوسم بمن يبحث عن حقها المسلوب، بل وتلهث خلف تسجيل رقم أو تحقيق فوز!
أقول الى الاخ رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية.. إن رياضتنا عرجاء، وعليكم أن تعلموا أن كل ما واجه رياضتنا كان بسبب سياستكم الخاطئة وقيادتكم الضعيفة، هذا هو الواقع.. لأنكم لم تتصدوا للمهام الجسام بحنكة ودراية وتعاملتم بانسانيتكم ومبدأ إتاحة الفرص لمن لا يستحقها وكانت أغلب قراراتكم تتأثر بعلاقاتكم ومدى الضغوطات التي تُمارس عليكم!
أتمنى أن تتحمل مني ما أذكره الآن.. فثلاث دورات انتخابية سابقة والنتيجة واحدة، افتقار في الرؤية وضعف في الإدارة وغياب في الأهداف وعجز في العمل.. يا سيادة رئيس اللجنة الاولمبية المُنتخب.. يا كابتن رعد.. أيها الحارس الذي كُنا ننظر إليك قامة وأنت تحمل لواء الوطن وتدافع عن عرينهِ بشموخ.. يا صاحب القدرة الاستثنائية في الحفاظ على شباكه نظيفة، عليك العمل بجدية أكبر واهتمام أكثر!
إن رياضتنا ضائعة ومُتأثرة جداً بسبب التراخي الذي حصل منكَ ومن معك؟ وأعلم أنني لن أتحدث عن شخصك، بل أقصد عملك في الاولمبية، طيلة الأعوام الماضية، فقد أثرت تلك السنوات حتى على تاريخك الكروي الناصع، وأنا ومعي الكثير من المراقبين والمنتقدين نبحث عن رياضة تُبحر صوب الإنجازات ومنصات التتويج!