TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: الاستقرار الامني مسؤولية جماعية

كردستانيات: الاستقرار الامني مسؤولية جماعية

نشر في: 21 مايو, 2010: 05:08 م

وديع غزوانلاسباب كثيرة بعضها معلن وآخر مخفي في دهاليزالسياسة وأقبية المخابرات العالمية , صارت ظاهرة الارهاب دولية وشغلت بجرائمها المروعة دول العالم كافة بما فيها المتقدمة منها بامتلاكها وسائل الكشف عن الجريمة وأحدث التقنيات لمتابعة خيوط الجريمة المنظمة ,
 لذا فالعراق لايشذ عن هذه القاعدة رغم انه , وبسبب ما حدث في 2003 ونتائجه كان الاكثر تضرراً من زمر الجريمة الارهابية , باستثناء افغانستان التي فرخت القاعدة وما يتبعها من فصائل مجرمة اتخذت قتل الابرياء وسيلة لعملها الشيطاني .ونظرة فاحصةالى ما حققته الاجهزة الامنية على طريق تنظيف العراق من العصابات الاجرامية ومقارنتها باداء الاجهزة الامنية في دول العالم ,تؤكد لكل منصف ان ماتحقق كبير ويستحق الثناء اذا ما اخذنا بنظر الاعتبارعمر اجهزتنا الامنية وما صاحب عملها  من مصاعب وعراقيل بسب انعكاس الوضع السياسي العام  على ادائها وتاثرها وشمولها بالمحاصصات اضافة الى انعكاس ظواهر الفساد المالي على  ما متوفرلها من اجهزة ومعدات , غير ان هذا لايعني اعفاءها نهائياً من مسؤولية الخروقات الامنية الكبيرة في بغداد او سواها لان حماية ارواح المواطنين يقع في صلب مهامها . ان مسؤولية حفظ الامن واستقراره جماعية في كل دول العالم  ولا تتحملها جهة دون آخرى , كما ان المجتمع كافراد او منظمات يتحملون جزءاً ليس بالهين من هذا الواجب المقدس , غير ان هذه المفاهيم ما زالت لدينا عائمة وغير واضحة المعالم , ونظن انه انطلاقاً من اهمية اشراك الجميع , كلاً حسب دوره , بمحاربة الارهاب اكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني , خلال استقباله رئيس ونائب رئيس المكتب التنفيذي الجديد لاتحاد علماء الدين الاسلامي في كردستان , ( ضرورة وقوف علماء واساتذة الدين الاسلامي الكردستاني بقوة وشدة امام هذه الظاهرة ) .. وينطبق هذا الشيء على بقية شرائح المجتمع الاخرى بنسب متفاوتة بحسب حجم تاثيرها وفاعليتها وواجباتها في المجتمع . وهنا يتحمل اساتذة المجتمع والهيئات التعليمية والتدريسية ورجال الدين والمثقفون والادباء دوراً فاعلاً في بناء الا نسان وتعميق مفاهيم التعايش الا خوي بين كل ابناء الوطن الواحد , ونبذ اساليب العنف  ومروجي ثقافة الارهاب بإسقاطهم اجتماعياً ونبذهم وتحصين الشباب من شرورهم . ان محاربة الارهاب وتجفيف منابعه لايتم بالاجراءات العسكرية فحسب , بل لابد من ان ترافقه حملات مساندة شعبية مدروسة ومنظمة , يكون الدور الاول فيها لرجال الدين واساتذة الجامعات والمدرسين  والمعلمين , كما يمكن ان تتم استشارة متخصصين من ذوي الخبرة بتفعيل دور اللجان الامنية في المجالس البلدية ومجالس المحافظات , التي يبدو انها مقتصرة على اجراء اللقاءات بالمسؤولين الامنيين دون البحث عن وسائل تسهم واقعياً بتجفيف منابع الارهاب ومصادره .ما نقوله مقترحات وافكار اولية يمكن ان تتعمق بتبادل المشورة والحوارالجماعي بين الاجهزة الامنية والتربوية والخدمية والرياضية وغيرها والخروج بنتائج عملية بهذا الاتجاه , دون ان نغفل التأثير الكبير لاستقرار الوضع السياسي على الجانب الامني وهي مسؤولية اقطاب العملية السياسية التي نظن انهم يعونها جيداً .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram