اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا يكرهون العراق؟

العمود الثامن: لماذا يكرهون العراق؟

نشر في: 4 إبريل, 2021: 10:39 م

 علي حسين

أكتب بينما خبر إضافة مسحة من الجمال إلى الحياة المصرية، بعد الموكب التاريخي الذي نُقل خلاله 22 من المومياوات الملكية المصرية من موقعها بالمتحف القديم إلى متحف الحضارة، وكان على رأس مستقبليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو الأمر الذي أثار موجة من السعادة والفخر في الشارع المصري والعربي .

ما حدث يؤكد أنه: لا بديل عن دخول الثقافة والفنون بقوة في معترك الحياة العامة.. ولا مكان لسلطة تغييب الفنون وتسخر من تاريخ بلادها وتتغنى ببلدان الجوار، وتعتقد أن الصاروخ أهم من بوابة عشتار ، والسعي إلى التضييق على الفنون باعتبارها مخالفة لأخلاق وقيم المجتمع.

وأنا أنظر إلى موكب المومياوات تذكرت الشيخ مرجان أحد قادة الأخوان المسلمين حين ظهر قبل سنوات يطالب بهدم الأهرامات لأنها حرام.. وكيف انهالت فأس أخواني أيام محمد مرسي لتقطع رأس طه حسين، وهي نفس الفأس التي ترفع في العراق بوجه كل من يريده دولة رفاهية وثقافة وفنون.

أهدانا أهل مصر خلال الأيام الماضية حدثاً ثقافياً عالمياً، حيث اختارت الدولة الوقوف إلى جانب الحضارة، في الوقت الذي يصر ساستنا على أن هذه البلاد لا تنفع معها سوى فتاوى مطاردة المسيحيين ، وعبوات منتصف الليل .

ذات يوم كان العراق يزهو بأعمال محمد مكية ورفعت الجادرجي ومعهما الجيل العملاق قحطان المدفعي وإحسان شيرزاد، ومعاذ الآلوسي وإحسان فتحي ومحب الدين الطائي ونوري محمد رضا وهشام المدفعي، ونزار علي جودة وقحطان عوني وسعيد علي مظلوم، وعبد الله إحسان كامل، ومعهم العشرات يملؤون مدن هذه البلاد ، بحضورهم وصخبهم، لم يبق اسم "لامع" إلا وأراد أن يضمّ إلى سيرته، منجزاً يقدمه إلى بغداد، وتحول العراق إلى منارة، تتلاقى فيه الحضارات وتتنافس عليها الأحلام والآمال.. ذلك عصر كان منظروه يريدون لهذه البلاد أن تكون بلاد متعايشة، متسامحة، والأهم تعبق بألوان لوحات فائق حسن وعطا صبري وفرج عبو، وشهرزاد محمد غني حكمت ، وايقونة جواد سليم نصب التحرير ، ولم يكن يدور بخلد هؤلاء أن تتحول مدن العراق إلى خرائب، يريد القائمون عليها أن يجعلوا منها داراً للآخرة بعد أن كانت حاضرة للدنيا.

للأسف، إن البعض من ساستنا كأنهم لم يقرأوا بعد أحداث مصر، أو أنهم يعتبرون أننا نعيش في جزيرة معزولة لا علاقة لها بما يجري، ومن ثم لا يجوز مقارنتها بمصر أو غيرها من بلدان العالم الآخر، ففي الوقت الذي تحاول فيه دول إقرار قوانين وتشريعات لدعم الثقافة، نجد في هذه البلاد من يعترض على ميزانية وزارة الثقافة لأنها تصرف على "الراقصات" كما صرح ذات يوم نائب مؤمن يكره كل ما يتعلق بالعراق .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram