محمد حمدي
أتواجد في البصرة برفقة وفد اتحادات الخليج العربي لكرة القدم الفنية التي تتولّى تقييم المنشآت الرياضية والسياحية والخدمية في البصرة وإعداد تقرير مفصّل الى لجنة البطولة المركزية بغية اعتماد تقريرها النهائي بهذا الشأن ومن ثم إسناد البطولة الى البصرة في نسختها الخامسة والعشرين فيما لو حصلت القناعة تماماً بأحقية البصرة والعراق عموماً على تضييف البطولة التي تكتسب مكانة كبيرة في نفوس الجماهير الخليجية.
وسبق أن تواجدتُ مع لجان أخرى زارت العراق والبصرة تحديداً ولم نحصل منها على قناعات راسخة تمنحنا حق التنظيم برغم وجود ملعب المدينة الرياضية الكبير أو ملعب البصرة الدولي الذي ينال أعجاب ودهشة كل من يتواجد فيه ويعده الأكبر في المنطقة.
لقد علّمتنا التجارب وتحديداً ملاكات وزارة الشباب والحكومة المحلية لمحافظة البصرة واتحاد الكرة أيضاً أن الملاعب وحدها لا تكفي لانجاح بطولة جماهيرية بحجم بطولة الخليج، فثمّة أمور ساندة أخرى يعلمها القاصي والداني ومفادها أن البطولة وتنظيمها يحتاجان الى تسويق صحيح ومهارة في العمل وتكامل في البُنى التحتية للمدينة وبصورة خاصة الخدمية والفندية والسياحية فضلاً عن تقبّل الجماهير والشعب البصري الكريم بطبعه لتواجد آلاف الزائرين وسيّاح الرياضة، وإن كانت الفرضية الأخيرة تفنّد نفسها بقبول رائع للجماهير كما رأينا وسمعنا ولمسنا ذلك في بطولات الصداقة وغربي آسيا والمباريات الودية الأخرى التي كان آخرها مع المنتخب الكويتي قبل نحو شهرين، هذا من جانب ومن الجانب الآخر الذي لابد لنا من أن نشيد فيه ونذكره، هو الاعتراف الصريح لمعظم أعضاء اللجنة وقناعتهم بما تفقّدوه من ملاعب رئيسة وساندة للتدريب وخدمات فندقية أنبثقت الى الوجود حديثاً كما في فنادق الملنيوم والموفامبيك والهوريزون وشط العرب وغيرها.
لا أريد أن أجمّل الصورة وأجعلها وردية تماماً، ولكنّها والحقُ يقال مقبولة الى حدود جيدة يضاف لها أن ملف خليجي البصرة 25 مدعوم محلياً على أعلى المستويات التي تبدأ بمجلس الوزراء ووزارة الشباب والرياضة التي تكفّل وزيرها عدنان درجال على عاتقه أخذ زمام المبادرة في إقناع الاشقاء الخليجيين بجدوى البطولة وما تعنيه للعراق بصورة عامة وصولاً الى المحافظ أسعد العيداني وتسخيره إمكانات المحافظة لهذا الغرض أيضاً واجتهاده الكبير في المجال الاستثماري الذي أفضى الى نهضة فندقية لايُستهان بها.
من الجانب الآخر لابد للمتابع أن يراقب بوضوح ما فعلته قطر من إيثار واضح وحرص على دعم العراق عبر سحب ملفها البديل أو ما أعلنت عنه صراحة، ولامس دعم السعودية والكويت والبحرين للملف العراقي بقوة، كل تلك الأسباب مجتمعة تدفعنا الى الاعتقاد بأن النسخة الخليجية رقم 25 وما يدور حولها لا بد أن تكون قريبة جداً من البصرة هذه المرّة حتى في عيون أشد المتشائمين.
مع كل ذلك لا ينبغي أن نتوقف عند هذا القدر ونركن الجهود جانباً فهناك من المنشآت الرئيسة ما لم يكتمل بعد مثل ملعب الميناء وفندق شط العرب الكبير في مجمّع القصور الرئاسية أو حتى شبكة الطرق السريعة من المطار الى المدينة الرياضية والى داخل البصرة أيضاً وما يتم التحجّج به من عدم تمويل المشاريع بحجّة عدم إقرار الموازنة أصبح من سالف الأوان بعد إقرارها والمطلوب اليوم الإيفاء بهذا الالتزام الضروري لنريح جماهيرنا من عناء الترقّب المتعب.