TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العراق الذي في قلوبهم

العمود الثامن: العراق الذي في قلوبهم

نشر في: 5 إبريل, 2021: 10:44 م

 علي حسين

قلت في نفسي وأنا استمع إلى حديث ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد يقول إن: "فضل العراق وأهل العراق كبير، وهناك الكثير من العراقيين بنوا وعملوا وطوروا وساعدوا في بناء الإمارات"، أن العرب يريدون العراق دائماً كبيراً وعزيزاً،

وأن هذه الكلمات التي قيلت لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي هي صوت المحبين الحقيقيين، وهو صوت أكثر رقياً من الأصوات التي لا تريد لهذه البلاد الاستقرار والتنمية .إنه حديث يقول للجميع أتحدى أن يكون هناك من لا يحب العراق الذي هو في " القلوب دائماً"، على نحو تصبح أمامه كل ادعاءات أن هناك من يطمح لخطف دور العراق معها مجرد نكتة ساذجة، تلوكها ألسنة لا تقدر حجم وقيمة بلاد الرافدين.

هذا العراق الذي بني بمشقة رجال كبار من أجل أن يكون جرماً مضيئاً في مدار الأُمم، كان مطرب بغداد الكبير محمد القبانجي يقول "عُراق" بضمّ العين، وحين سُئل لماذا؟ قال مبتسماً من يجرؤ على أن يكسر عين العراق! اليوم نجد من يستكثر على العراق أن يحتل مكانته الحقيقية .

ما قيل في الإمارات وقبلها السعودية وما يقوله جميع الأشقاء هو نوبة حنين إلى العراق كما ينبغى له أن يكون، كبيراً، فتياً، شامخاً، مرفوع الرأس، متدفقاً بالحيوية والعطاء، لا يتحسس رأسه طوال الوقت، ولا ينشغل بالنظر في المرآة طويلاً ذعراً من التجاعيد وعلامات الترهل.

إن صورة العراق الذي يصافح الجميع، هي الصورة التى يحتاجها العراقيون الآن، وينبغى أن نبحث عنها ونثبتها ونجذرها فى أعماق الجميع، العراق بلد التسامح، وبلاد الالتقاء الحميم بين كل الأديان والثقافات والحضارات، ومن ثم فنحن الآن أمام استحقاق وطني وحضاري واجتماعي، في لحظة تبدو مواتية للغاية لكي يتصالح العراق مع نفسه، ويسترد شخصيته التي ضاعت وانمحت بفعل سلسلة من الجرائم السياسية والطائفية، التي تريد لهذه البلاد أن تدور في فلك دول الجوار، بلاد الرافدين الآن عليها أن تقوم من تحت ركام الطائفية.

رجال الدولة في هذا العالم ، هم الذين يدركون أن الانتصار في الحياة ، هو بث الخير والعمل والرفاهية في نفوس جميع ابناء البلد ، عندما قرر الراحل الشيخ زايد تأسيس الامارات العربية عام 1971 كان العراق يسمى آنذاك المانيا الشرق ، يقدم خبراته الى الجميع ، وعقوله تسعى لتعمر البلدان ، وبعد خمسة عقود تحولت الامارات الى واحة من الجمال وورشة للعمل ، فيما لا يزال العراق حائرا في عدد الاحزاب وتوزيعها بين السنة والشيعة ، ونسبة البطالة فيه اقتربت من الاربعين بالمئة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram