علاء المفرجي
في مواد صفحة سينما اليوم موضوعان عن فيلم (الأب)، الأول ترجمة لتقرير أعده المترجم أحمد فاضل يتحدث فيها أنتوني هوبكنز عن دوره في هذا الفيلم أما الموضوع الثاني فهو رأي نقدي للناقد السينمائي علي الياسري عن الفيلم والإداء المبهر لهوبكنز
فالفيلم حصل جوائز الغولدن غلوب وعلى ستة ترشيحات لجائزة الاوسكار التي أُعلنت مؤخراً .. وكان الفيلم الذي أخرجه المخرج فلوريان زيلر، فعاليات الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي، ونال هذا الفيلم والممثل المخضرم هوبكنز عن أدائه دور البطولة العديد من الجوائز منها جائزة الميدالية الفضية في مهرجان تيلورايد السينمائي (أنتوني هوبكنز) وجائزة التقدير في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (أنتوني هوبكنز) ، جائزة العيون الذهبية في مهرجان زيورخ السينمائي (أوليفيا كولمان) ، وجائزة الجمهور في مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي و ,جائزة اختيار الجمهور في مهرجان ساين في سادبري ، جائزة اختيار الجمهور من مؤسسة صندوق استثمار الأطفال CIFF، وترشّح الفيلم لنيل جائزة الجمهور في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وتم اختياره رسمياً في أهم المهرجانات السينمائية.
الفيلم من إنتاج المملكة المتحدة وفرنسا، ويعد التجربة الأولى في السينما لمخرجه الكاتب الروائي والمسرحي الفرنسي فلوريان زيلر، والذي تحولت كثير من مسرحياته إلى أفلام سينمائية، ومن بينها “الأب” الذي كتب له السيناريو كريستوفر هامتون الحاصل على الأوسكار عن فيلمه “علاقات خطرة- “ ويتم تكريمه أيضاً بجائزة المهرجان التقديرية.
وتدور أحداث الفيلم، حول أب مسن يرفض الاعتراف بتقدمه في العمر، ولا يقبل المساعدات التي تقدمها له ابنته، وتكون المعضلة الأكبر عندما يبدأ شعوره يهتز بالأشخاص والعالم من حوله.
الفيلم الذي يضعه المتابعون للسينما في صدارة الأعمال التي ستنافس على جوائز الأوسكار المقبلة، يقدم فيه دور الأب، النجم العالمي أنتوني هوبكنز الذي يعد أحد أبرز الممثلين في العالم، والحاصل على أرفع الجوائز، ومنها؛ الأوسكار والبافتا وإيمي وسيسل بي دوميل، وتشاركه البطولة في دور الابنة الممثلة الإنجليزية الحاصلة على الأوسكار أوليفيا كولمان، كما يشارك أيضا الممثل الإنجليزي روفَس سيوَل في دور زوج الابنة.
أثار الفيلم صدى واسعاً لدى نقاد السينما والجمهور أينما عرض وخاصة أداء أنتوني هوبكنز الذي أكد في هذا الفيلم أنه مازال معطاء في التمثيل وقادر على منافسة الشباب في الحصول على الجوائز، فقد كتب أوين غليبرمان في مجلة فارايتي: “أن الأب يقدم شيئًا لم تأت به أفلام قليلة عن التدهور العقلي في سن الشيخوخة بهذه الطريقة، إنه يضعنا في ذهن شخص يفقد عقله، ويفعل ذلك من خلال الكشف عن هذا العقل ليكون مكانًا للتجربة المنطقية والمتماسكة على ما يبدو”، بالنسبة لصحيفة الغارديان، كتب بنجامين لي عن أداء هوبكنز: “إنه عمل مذهل ومفجع، مشاهدته وهو يحاول أن يشرح بعقلانية لنفسه ومن حوله ما يمر به، في بعض أكثر لحظات الفيلم إزعاجًا بهدوء، يتغير عالمه مرة أخرى لكنه يظل صامتاً، مدركاً أن أي محاولة للتساؤل عما استيقظ عليه لن تقع إلا على آذان صماء، يقدم هوبكنز سلسلة كاملة من الغضب إلى الغضب للإزعاج وعدم الشعور به أبداً”.
كتب تود مكارثي من هوليوود ريبورتر: “أفضل فيلم عن الشيخوخة منذ فيلم “آمور “ قبل ثماني سنوات، الأب قدم نظرة ثاقبة ودقيقة في الزحف على الخرف والأضرار التي تلحق بمن هم على مقربة من المصابين، أمام أداء مذهل من أنتوني هوبكنز كرجل إنجليزي فخور ينكر حالته، يمثل هذا العمل القوي أول ظهور إخراجي رائع لمؤلف المسرحية الفرنسي فلوريان زيلر”.