وائل نعمة المشهد الاول، رجل يرتدي الزي الخليجي ويبدو على وجهه الوقار والاحترام، ويحمل بيده مفتاح سيارة حديثة كان قد ركنها بالقرب من المكان الذي وقف فيه، كان يبدو عليه القلق حين اقترب من احدى محلات بيع الاجهزة الكهربائية في منطقة المنصور.
المشهد الثاني، رجل في العقد الخامس من العمر يجلس وراء مكتب، تحيطه الاجهزة الكهربائية، وعيناه تنظران الى الشارع، حيث اقترب الرجل الخليجي منه، وبلهجه خليجية محترفة  سأله عن مكان قريب لتصريف عملات أجنبية «أوروبية» الى الدولار الامريكي. المشهد الثالث، أمرأة غاية في الجمال تلحق بالرجل الخليجي وتخبره بصوت عال ان المنظمة تنتظرهم  ويجب ان يسلموا الاموال في الحال!حينها ألتفت الخليجي الى الرجل الخمسيني وحيرته تزداد شيئا فشيئا، ما دعا صاحب المحل إلى ان يستفسر بصورة اوضح عن مايجري! الخليجي اوضح له بأنه قادم من الامارات ويحمل اموالا كثيرة لغرض اعطائها الى منظمة عراقية تعنى  بالاطفال الايتام، وهو من منطلق الانسانية جاء قاطعا كل هذه المسافة ليساعد الاطفال الابرياء، لكنه تفاجأ بأن المنظمة تعذرت عن تسلم مبالغ بعملات «أوروبية « وفضلت ان تكون بالدولار! الرجل الخمسيني اثاره الموقف واراد ان يتبارى في ميدان الانسانية خصوصا أن الأطفال هم ابناء جلدته، سيما ان للامر منفعة ماديه بفرق السعر!، حينها عرض عليه ان يأخذ العملات ويحولها الى الدولار، وبعد اتصالات أستطاع ان يعرف سعر العملة مقابل الدولار، وجلب المبلغ بالدولار من احدى شركات الصيرفة التي سبق وان تعامل معها في عمله، وسلم المبلغ للخليجي الذي بادره بالشكر والقبلات داعيا الله ان يوفقه لانه شارك في مساعدة اطفال مساكين. لكن بعد ان غادر الرجل الخليجي اكتشف صاحب المحل بأن العملة مزيفة حين عرضها على احد الخبراء في هذا المجال!!!. انها ليست مقطعاً من مسرحية او فيلم بوليسي ولكن هذا مايحدث مؤخرا في شوارع بغداد حين حذرت الجهات الامنية و اصحاب محال الصيرفة في مناطق مختلفة  من انتشار شبكات نصب واحتيال تخدع المواطنين باساليب عديدة بهدف الاستحواذ على اموالهم».rnشبكات النصب يؤكد عدد من أصحاب شركات الصيرفة ان هذه الشبكات تستخدم طرق خداع ذكية تجنبها الوقوع في ايدي رجال الامن وتختار اوقاتا معينة تمكنها من الاستيلاء على ملايين الدنانير، واستطاعت ان تخدع الكثير  من المواطنين الابرياء مستغلة عدم وجود رقابة امنية متخصصة بمتابعة مثل تلك العصابات الخطيرة. وروى مواطنون إن هؤلاء أنفسهم يترددون في اغلب مناطق العاصمة فهم اغلب الأحيان يصطادون ضحاياهم ويتوارون من منطقة إلى أخرى ويختارون اوقاتا مختلفة وبحسب طبيعة الهدف وتارة يدعون بأنهم يعملون مع جمعية الهلال أو الصليب الأحمر أو منظمات دولية إنسانية.rnجزاء الإحسان!هذه المجاميع الاجرامية استطاعت ان تحتال على الكثيرين،  حيث كان جاسم عادل احد الذين أحتيل عليهم من قبل الشبكة الاجرامية، فهو لم يتوقع يوماً أن يكون جزاء الخير أن يخسر أموالاً تخصه، وكان دافعه تقديم المساعدة للغير، ولكنه تفاجأ بأن هناك من يستغل هذه الناحية لأيذاء الاخرين واستغلال جهدهم من دون أن يهتز لهم رمش، ويجعلونك تعيش قصة حقيقية كونهم مجموعة ويحبكون لك قصة وبأدوار محفوظة تجعلك تقتنع بصدقهم وكأنك تعيش في حلم فهم يأتون مرتدين اللباس الخليجي ويحملون عملة أجنبية ليس لها أية قيمة مادية ويقومون بالادعاء بعدم قدرتهم على استبدال أموالهم التي يودون دفع قسم منها زكاة للفقراء وهم لايعرفون مكان المصرف أو مقر الجمعية الخيرية التي يريدون التبرع لها، ويمثل هؤلاء الأشخاص أدوارهم ببراعة تامة ويقومون بتبديل العملة الأجنبية فيما بينهم وأمامك كي تتشجع وتشعر بالثقة بعدم وجود أي عملية غش أو خداع، وفعلاً تقوم بتصديقهم تحت تأثير الرغبة في المساعدة، حيث يتركون لي هامش ربح لابأس به (فرق سعر العملة) وعندما يذهب جاسم  الى المصرف لتبديل العملة، يتفاجأ بأنها مزورة، وكانت النتيجة أنه خسرماله وابتلي بجريمة يعاقب عليها القانون وهي حيازة العملة المزورة، ولم يستطع اثبات أي شيء على أي من الأشخاص الذين تبين  له بعد فوات الأوان بأنهم ليسوا من الخليج وانما مواطنون محليون، الا حينما استطاعت الجهات الرسمية ان تلقي القبض عليهم.rnفنون الخداع!الجهات الامنية كانت مستنفرة كل أجهزتها للقبض على هذه العصابات، وبالفعل استطاعت، القاء القبض على مجموعة تزور عملة أوربية، حيث استطاعوا ان يلقوا القبض على اشخاص  يقومون بأستغلال المواطنيين عبر استخدام الجانب الانساني في مساعدة منظمات او التبرع الى جهات معينة في العراق، وكان اعضاء العصابة يرتدون الزي الخليجي ويتحدثون باللهجة نفسها. المجموعة كانت تضم ثلاثة اشخاص هم الاعضاء الاساسيون  في هذه الحلقة. الاول كان يدعى (أ. ر) وهو في ثلاثينيات العمر ويسكن في منطقة الحسينية. أحد ضحاياه كان قد خدعه في منطقة بغداد الجديدة حين التقاه (أ.ر) مدعيا بأنه من دولة الامارات وبحاجة الى تصريف عملة أجنبية