TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قضاء و قدر

العمود الثامن: قضاء و قدر

نشر في: 7 إبريل, 2021: 11:37 م

 علي حسين

أكرر هنا باستمرار، أنني أحاول قدر طاقتي وتحملي، الابتعاد عن سير خط ساستنا "الأفاضل" ، وأن أشغلكم بالحديث عن الكتب، وأصدّع رؤوسكم بمقولات سارتر وشكسبير، لكنني ياسادة أعود مرغماً لكتابة عمود عن واحد من زعماء هذا العصر،

بالأمس وأنا أتجول في هذه الشبكة العنكبوتية التي اخترعها لنا البريطاني "تيم بيرنرز – لي"، والتي نستخدمها في مرات كثيرة لبث الكراهية، والسخرية من الشعوب، وترديد اسطوانة أننا علمنا البشرية القانون، من دون أن نحترم المرحوم حمورابي الذي حاول قبل ما يقارب الأربعة آلاف عام أن يرشد البشرية إلى شيء ينظم حياتهم أطلق عليه الشرائع أو القوانين. لكن المشرع العظيم لم يدر بخلده يوماً أن مسلته ستلقى الاحترام في بلاد الغرب، وستحتضنها بلاد "العم" ديغول الزعيم الذي أنقذ فرنسا من سطوة هتلر، فيما بلاد الرافدين استبدلت القانون بـ"الكعدة العشائرية". أعود لجولتي في الإنترنيت حيث قرأت خبراً يقول إن خمس عوائل عراقية قدمت شكوى قضائية في العاصمة الفرنسية باريس ضد رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي. وتتهم العائلات عبد المهدي بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية وتعذيب وإخفاء قسري" خلال تظاهرات "تشرين". لماذا في فرنسا؟، لان السيد عادل عبد المهدي لا يزال يفتخر بجنسيته الفرنسية، فيما يعتبر الجنسية العراقية مجرد وسيلة للحصول على المناصب والمغانم.

خبر عادل عبد المهدي مر مثله مثل الكثير من الأخبار التي لا تجد لها سوقاً داخل اهتمامات النخبة العراقية، التي كان المطلوب منها أن تكون هي صاحبة الدعوى ، وهي الصوت الحقيقي لضحايا الاحتجاجات .

يخبرنا القاموس الفرنس الشهير "لاروس" بأن كلمة نخبة استخدمت للمرة الأولى في فرنسا عندما احتجت عام 1898مجموعة من الكتّاب، على رأسها إميل زولا على سجن ومحاكمة ضابط فرنسي اسمه درايفوس زوراً لتبرئة أحد كبار قادة الجيش، فقد نشرت كبريات الصحف الفرنسية على صفحاتها الأولى مقالاً مثيراً لإميل زولا بعنوان "إني اتهم" وفيه يوجه سهام النقد لرئيس الوزراء ووزير الداخلية وقادة الجيش لأنهم زوروا الحقائق، المقال الذي أصبح فيما بعد عنواناً للاحتجاج ودخل قاموس الأدب باعتباره أبلغ بيان ضد التعسف والظلم.

في العراق ظل الاسترخاء سيد الموقف عند النخبة العراقية . لم يعرف اهالي الضحايا أن تحقيقا تم أو اتهاما وجه، بل إن أصواتا تتهم المتظاهرين بانهم ينفذون اجندات اجنبية .

ان تلجأ عائلات الضحايا الى باريس للبحث عن عدالة القضاء ، هذا يعني انها تعاني من " قدر " اسود فرض عليها ، واننا لم نستطع ان نحرك المياه في "بركة" السياسة والمجتمع، التي يصر فيها بعض الساسة على إخفاء العلم الوطني جانباً ، لنعيش تحت رايات مختلفة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram