 بغداد/ المدى نفى السفير الأمريكي في العراق كريستوفر هيل الخميس الأنباء التي تشير إلى وجود"صفقة"بين بلاده وإيران يتم بموجبها"تسوية"الملف النووي الإيراني مقابل الحصول من الأخيرة على تعهدات أو ضمانات بـ"الكف عن التدخل"في الشأن العراقي
وأكد الدبلوماسي الأمريكي خلال لقاء جمعه الخميس مع إعلاميين"هذه المعلومات غير صحيحة". وأردف"موضوع الملف النووي الإيراني أمر منفصل عن الشأن العراقي ولاتوجد أية علاقة"بين القضيتين.واضاف هيل بشأن دور اميركا في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة "نحن نحث الشركاء العراقيين في العملية السياسية على ضرورة تقريب وجهات النظر فيما بينهم وبذل المزيد من المساعي والجهود للعمل على تجاوز الخلافات والمساعدة في بناء الديمقراطية في البلاد وتعزيز مسيرتها". ورأى التأخير في تشكيل الحكومة"أمرا ليس بالغريب في الأنظمة البرلمانية التي قد تحتاج للمزيد من الوقت للإتفاق على شكل وطبيعة المرحلة السياسية القادمة وكيفية اختيار الأنسب في قيادة البلاد والنهوض بها في مختلف المجالات". وحول إعادة العّد والفرز اليدوي الذي جرى مؤخراً لأصوات الناخبين في بغداد، أعرب السفير الأمريكي عن"السعادة لنجاح هذه العملية". ونوّه إلى أن بلاده"تتطلع إلى اليوم الذي تتم فيه مصادقة نتائج الإنتخابات نهائياً والاتفاق على الحكومة المقبلة"، على حد وصفه.واستغرب هيل الأنباء التي تحدثت عن قيام نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة سرية إلى العراق، وتلك التي أشارت إلى أنه يرمي القيام بهذه الزيارة قريباً لبحث الأزمة السياسية.كما جدد السفير الأمريكي التزام الإدارة الأمريكية بسحب خمسين ألف جندي أمريكي من العراق بنهاية آب المقبل، مشدداً بالمقابل على رغبة واشنطن في"توطيد علاقاتها الإستراتيجية مع العراق ودعم جهود تخليصه من طائلة العقوبات الدولية المفروضة عليه بموجب الفصل السابع"من ميثاق الأمم المتحدة.وقلل هيل من اهمية الفترة التي ستستغرقها عملية تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا ان الاهم من ذلك تشكيلها بالتوافق بين الكتل الفائزة، وتوقع هيل ان يعقد مجلس النواب الجديد جلسته الاولى بعد تصديق المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات مباشرة. من جهة ثانية اتهم مسؤول عسكري اميركي كبير ايران بالتدخل السافر في شؤون العراق، والعمل على عرقلة العملية السياسية بتعاون اقطاب سياسيين ذكرهم بالاسم. وقال نائب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال رالف بيكر ان ايران تسعى الى ممارسة نفوذها في العراق بأشكال مختلفة، وأضاف:"لا شك في ان الايرانيين يحاولون ان يكون لهم نفوذ في العراق وهم يحاولون استخدام وسائل عسكرية واقتصادية وسياسية. فنحن جميعا نعرف ان هجمات صاروخية كثيرا ما تقع في بغداد وان ايران هي البلد الوحيد الذي يوفر هذا النوع من الصواريخ".واشار الجنرال بيكر الى ان المساءلة والعدالة قد تصرفت بطريقة سياسية وليس قانونية.من جهته قال المستشار في الحكومة العراقية سعد المطلبي في حديث خاص لاذاعة العراق الحر ان ما قاله القائد العسكري الاميركي ليس من اختصاص الجيش، وان الأحرى بالجانب الاميركي ان يستخدم القنوات الدبلوماسية في نقل وجهة نظره الى الحكومة العراقية عن طريق وزارة الخارجية.وأكد الجنرال رالف بيكر التزام القوات الاميركية بجداول الانسحاب المحددة في الاتفاقية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة موضحا ان مهمتها ستكون استشارية تدريبية ابتداء من ايلول المقبل.وأكد السفير الأميركي في العراق كريستوفر هيل ان تغييرات دبلوماسية وعسكرية من الممكن ان تحدث في العراق تشمله وقائد القوات راي اوديرنو، من دون أن يحدد موعداً لتلك التغييرات، فيما تحدثت أوساط إعلامية أميركية عن احتمال تعيين جيم جفري سفيراً جديداً محل هيل، بسبب فارق الكفاءة بينهما. وقال هيل في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن"الإدارة الأمريكية تنوي تغيير سفيرها لدى العراق، وكذلك تغيير قائد القوات الجنرال ريموند أوديرنو"، لكنه استدرك بالقول ان"التغيير لن يجري في الوقت الحالي".واعتبر السفير الأميركي"إقدام الإدارة الأميركية على إجراء تغييرات في منصبي السفير وقائد القوات هو أمر طبيعي"، مبينا في الوقت نفسه أن"توقيت عملية التغيير غير معلوم لحد الآن".وبين هيل أن"لديه منزلاً على الشاطئ ويهوى اصطياد السمك في بلاده"، لكنه أعرب عن"عدم رغبته بالتقاعد من عمله في العراق".