اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حواسم 2021

العمود الثامن: حواسم 2021

نشر في: 10 إبريل, 2021: 10:34 م

 علي حسين

ما أن يحل يوم 9/4 من كل عام حتى يشتعل الفيس بين عشاق كلمة "تحرير"، ومنظري عبارة احتلال.. وتختفي الأزمات التي تحاصر المواطن العراقي.

لعل أول كلمة نطقها المواطن العراقي بعد 9/4 كانت "حرية"، فقد عانت الناس على مدى عقود من الاستبداد والدكتاتورية، لكن هذه الناس نفسها اليوم ، وهي تدخل العام الثامن عشر من التغيير ، تجد كلمات القانون والحرية والعدالة الاجتماعية مطاردة في كل مدن العراق ، وأن امريكا استبدلت نظام صدام بنظام آخر بنفس فايروسات الاستبداد وشهوة السلطة.

سقط تمثال صدام في 9/4 فأنشأت أحزاب الطوائف تماثيل جديدة لساسة اعتبروا التغيير ماركة خاصة سجلت بأسمائهم.. لا مفاجأة على الإطلاق في أن يشعر العراقيون بأنهم خدعوا وأن ما يجري هذه الأيام لا يختلف كثيراً عمّا جرى في ظل نظام "القائد الضرورة"، سقط تمثال الدكتاتور لكن نظامه وعقليته ما يزالان في مكانهما، فسلوكيات العديد من سياسيينا ومسؤولينا ليست بعيدة عن نظام دولة القائد الأوحد.وقد كان مشهد الصراع الطائفي على المناصب والمغانم بالغ الدلالة والإيجاز، وإذا كان العراقيون البسطاء قد توسموا خيراً وهم يتابعون مشهد إلقاء القبض على صدام، فقد خاب ظنهم حين اكتشفوا أن بينهم اليوم أكثر من صدام. ولعل السؤال الذي يجب علينا طرحه ونحن نستذكر ما جرى منذ 2003 هو ما معنى كل التضحيات التي قدمت في الخلاص من نظام دكتاتوري لنجد أنفسنا في النهاية أمام دكتاتوريات متخفية باسم الطائفة والمذهب والعشيرة وقوة السلاح، تمارس أبشع أنواع الترهيب والتخوين لكل من يختلف معها في الرأي، ما معنى أن يجد العراقي نفسه أمام وسائل قتل جديدة ؟.. فبعد أن كانت الناس تُغيب في المعتقلات وزنزانات الموت، نجدهم اليوم يُغيبون ويُقتلون باسم الدفاع عن النظام السياسي الجديد، ما معنى أن تُستبدل أجهزة صدام القمعية بفرق الموت التي ترهب العراقيين؟ . بعد ثمانية عشر عاماً يشعر العراقي بالغربة في وطنه، فلم يكن هذا هو الوطن الذي حلم به بعد 2003، والذي الذي سرق منه في وضح النهار.. خرجت الناس تبحث عن الحرية والإخاء والمساواة.. فإذا هم بعد ثمانية عشر عاماً يستيقظون على بلاد تحكمها ثقافة الجهل والفقر والمرض، وساسة يمارسون ديمقراطية البلادة والتفاهة واللصوصية.

بعد 4/9/2003 انشغل الإعلام وشغل كل الرأي العام العالمي بمصطلح الحواسم حيث كان الشعب الجائع والمقهور يبحث عن أي وسيلة ليفرغ غضبه ضد الظلم والجور والعوز، معظم الكتاب والمعلقين انشغلوا بالمظاهر السطحية التي حدثت آنذاك دون أن ينتبهوا إلى أن الحاكم المدني السيد بريمر كان يجهز المسرح لعصر حقيقي للحواسم، وان " حواسم" 2021 " حولت العراق إلى مزرعة تذهب خيراتها إلى اصحاب الكراسي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

 علي حسين درس العلامة جواد علي أخبار وأحداث ابن الأثير وحفظها واطّلع على معظم ما كتب عنها وكل ذلك في إعجاب شديد وحب صادق، وكان جواد علي ابن الكاظمية يعرف أن الموصلي "...
علي حسين

بيانات جديدة عن حالة الأمن الغذائي في الشرق الأوسط: ثلاثة بلدان في المنطقة تعاني من المجاعة بينها العراق

د. فالح الحمـراني أظهرت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة معدلات عالية بارتفاع نسب المجاعة وسوء التغذية، فضلا عن أعراض مثيرة للقلق للغاية تتعلق بزيادة نسبة السكان الذين يعانون من السمنة. ويرجع هذا الاتجاه...
د. فالح الحمراني

نظرة في الميدان السياسي العراقي.. إلى أين يفضي؟

عصام الياسري أسفرت انتخابات مجالس المحافظات العراقية في ديسمبر كانون الأول 2023، عن مكاسب كبيرة للأحزاب الطائفية الماسكة منذ العام 2003 بالسلطة. وبضعة انتصارات طفيفة فقط للقوائم المناهضة للمؤسسة ولم تفز الأحزاب السياسية المعارضة...
عصام الياسري

التعديل والأهلية.. جدل الفقه الجعفري مع قانون الأحوال الشخصية في العراق

علي المدن مرة أخرى تفشل مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق بعد أن سبقتها محاولة أولى عام 2017 تقدم بها النائب حامد الخضري. وكما أعلنت تحفظي في المرة الأولى، وكتبت مقالين نشرتها في...
علي المدن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram