علي حسين
منذ أن أعلن رجب طيب أردوغان مشروعه لإعادة الخلافة العثمانية وبنى من أجل ذلك قصراً من ألف غرفة وغرفة، واخذ يكثر الظهور كل يوم ليحدد عدد المرتزقة الذين سيرسلهم إلى ليبيا أو سوريا، ويصر على أن مدفعيته من حقها أن تقصف قرى داخل العراق،
لا يمر يوم، إلا ويجد القارئ أو المشاهد خبراً عاجلاً يؤكد أن سلطان أنقرة لا يزال يمني النفس أن يمثل دوراً رئيساً في مسلسل "حريم السلطان"، وكان آخر هذه الصور، إصراره على أن يترك رئيسة المفوضية الأوروبية واقفة، بينما يجلس أمامها متبختراً، ثم يتعطف عليها ويجلسها على " قنفة " بعيدة عنه ، في الوقت نفسه يقرر فيه الانسحاب من معاهدات دولية تدافع عن المرأة ضد العنف. أردوغان الذي يلعب بالدين، يفكر بالطريقة نفسها التي تفكر فيها جماعة الأخوان المسلمين حين تعتقد أن الشعب مجرد قطعان عمياء ، وان المرأة خلقت للمتعة فقط .
منذ أن دخلنا عالم السوشيال ميديا، لاحظتُ أن الكثيرين لا يتعاطون إلا في القضايا الكبرى التي تتعلق بإصرار عالية نصيف على احتلال الفضائيات. والحمد لله قضايا ساستنا كثيرة وطريفة وخفيفة وأحياناً تكون مضحكة، ولذا لا أحد منا ينتبه إلى ما تقوله هذه البرلمانية المخضرمة، فمنذ أيام وهي توجه سهامها إلى الدول العربية التي زارها رئيس الوزراء العراقي، بل ذهب بها الخيال إلى حد أن تخبرنا، بكل أريحية، أن الإمارات هي التي تمنح المناصب في العراق، وكنت سأصفق للنائبة الهمامة التي ترفع شعار "السيادة، لو لا أنني تذكرت أن النائبة عالية نصيف، بشحمها ولحمها، كادت قبل عام من هذا التاريخ أن تطير من الفرح وهي تخبر جمهورها بأن الحكومة العراقية لن تتشكل من دون موافقة طهران .
منذ سنوات لا يمر يوم على المواطن العراقي، إلا ويجد خبراً عاجلاً يؤكد أصحابه أنهم منحوا سلطان أنقرة 24 ساعة لسحب قواته من العراق، وعشنا مع تحذيرات ابراهيم الجعفري التي ابتدأت بالساعات ثم تحولت إلى أشهر، وفوجئنا أخيراً بأن هذه التحذيرات أصبحت من الماضي.
في مرّات كثيرة تبدو لي الكتابة عن تقلبات اردوغان اكثر امتاعا، من أخبار مجلس النواب وخذلانه للمواطنين، ولافتات العشائر التي لا تريد أن تغادر عصر الزعماء، وقوانين قراقوش التي يلوّح بها اصحاب السيادة في المحافظات ، والتي لم تجلب لنا سوى الخراب، ولهذا وجدت أن أخباراً كوميدية عن " قنفة أردوغان " ، أحرى بالكتابة من بؤس الخطاب السياسي العراقي.
من يراجع ما يفعله أردوغان، سوف يجد أن الرجل يعيش عالماً من الخيال، مزهواً بعناده، وسيجد أيضا نائبة مثل عالية نصيف تجيد فن اللعب على الحبال.