علي حسين
إذا أردت أن تعرف كيف تُدار السياسة في بلاد النهرين، فإن مشاهدة اللقاء الأخير مع رئيس مجلس النواب الأسبق محمود المشهداني، تكفيك لتقف على أبعاد الخراب الذي عشنا فيه خلال السنوات الماضية.
خاطب المشهداني جمهور المشاهدين بأن لا إصلاح من دون عودة الآباء المؤسسين، وقبل أن تسأل عزيزي القارئ عن عناوين هؤلاء الذين أسسوا للمحاصصة الطائفية، يمكنك أن تعود إلى الخلف وتتذكر صورة مجلس الحكم الذي تم تقاسمه، على أساس الطائفة وليس وفق معيار الكفاءة .يتساءل السيد محمود المشهداني عن الأسباب التي أدت إلى خراب العراق، ويختتم الحوار بأن مشكلته مع الشباب الذين لا يريدون أن يعترفوا بأن لكل طائفة أوصياء يديرون شؤونها.!
بعد مشاهدة محمود المشهداني، أيقنت أن العراقيين، نساءً ورجالاً، يستحقّون الجنّة، لسبب أساسي، هو أنهم يتعرضون للكذب والنفاق والخديعة كلّ يوم وعلى مدى عقود طوال .
كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلاً، لماذا نتوسّل الأُمم المتحدة أن ترعى اللاجئين العراقيين؟ ولماذا نفرح حين يوافق البنك الدولي على التفكير بإقراضنا بضعة ملايين؟ نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وسأكتفي بمتابعة أخبار الآباء المؤسسين الذين كانوا أول من أسس لمفهوم "الكيكة" العراقية.
ليس لديَّ موقف شخصي من الدكتور محمود المشهداني الذي اشتهر بتعليقاته الغريبة في البرلمان والتي أدت إلى إقالته، فالرجل دائماً ما يقحم نفسه في مجال التنظير السياسي بعد أن فاته التميّز في مجاله كطبيب، ولا أُريد أن أتحدث عن إخفاقه كسياسي ، لكن مشكلتي معه انه يريد ان يؤسس لنمط جديد من السياسة شعاره"يرّادلها بخت"وهو الشعارالذي أطلقه قبل عام لكي يعود إلى كرسي السلطة وبرّر مطالبته هذه بطريقة كوميدية حيث قال لمحاورته :"لإننا"شبعنا أخطاء وبعد منخطأ"، و لا أدري عن أية أخطاء تحدثالسيد المشهداني والتي تعلّم منها ساستنا الافاضل..هل هي سرقة أموال الشعب والزواج الحرام بين السلطة والثروة في العراق بالتزوير والرشوة والعبث بمقدرات الناس؟!
للأسف يعاني كاتب مثلي من مشكلة عميقة مع الآباء المؤسسين، فهم رغم اعتراف البعض منهم بأن ما جرى خلال السنوات الماضية كان كارثة بكل المقاييس، لكنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن يدركوا أن تظاهرات تشرين فرضت واقعاً جديداً، وأن تصفير العداد، والبدء من جديد مع آباء المشهداني نوع من أنواع الاستهانة بدماء الشباب، ولهذا كنت أتمنى على المشهداني أن يحترم عقول المشاهدين.
ولا أعرف ما إذا كنا نعيش عصر الأفذاذ كما قال المشهداني، فما معنى أن أكثر من ربع العراقيين تحت خط الفقر؟ وما معنى أن يحصل المشهداني على تقاعد يصل إلى الأربعين مليون دينار في الوقت الذي تحرم الأرامل والأيتام من الفتات؟ .
جميع التعليقات 2
Anonymous
الاستاذ على المحترم الكل يعلم انحطاط ورثاثة هولاء المؤسسين ، لكن العتب على هذه القنوات المصرة على دعوة هذه النماذج المقرفة والمقززة والتي تؤدي الى تحطيم اعصاب هذا الشعب المغلوب على امره ،
Khalidmuften
نعم للاباء المؤسسين حيث اسسو للطائفية والقتل على الهوية وسرقة ونهب خزينة الدولة وترك عامة الشعب حفاة عراة .