TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: الكاظمي ورهان اللحظات الحاسمة

قناطر: الكاظمي ورهان اللحظات الحاسمة

نشر في: 13 إبريل, 2021: 10:16 م

طالب عبد العزيز

الخطوات التي تتحذها حكومةُ الكاظمي جديرة بالتوقف والتأمل والمعاضدة، على الرغم من الخطى السلحفاتية، والخجولة أحياناً، في معالجة المفصل هذا أو ذاك، إلا أن الواجب الوطني، والمسؤول يقتضي منا كلمة منصفة،

بعيداً عن كل ما تطرحه الأطراف الأخرى، المختلفة على سياسته، والمتصارعة في ما بينها، ونرى أنَّ صورة الرجل ومواقفه من التحديات تتضح يوماً إثر آخر، وأنه راح يرسم لنفسه خريطة طريق ناجحة، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، إلا أنه يمسك بالمقود الصحيح في إدارة المرحلة.

وسواء أكان يقوم بهذه طامعاً بالفوز في انتخابات تشرين القادمة، أو بوازع من إرادة وطنية خالصة، خارج ما تفرزه الصناديق الانتخابية، فالحق نقول بأنَّ ما قام به في تهدئة الوضع الأمني جدير بالثناء، حيث لم يستجب لاستفزازات الجماعات المسلحة، وترك أمرهم الى الشارع العراقي، الذي استهجن أفعالهم، في وقت راح فيه يبني مؤسسته العسكرية، ويستعيد الروح الوطنية، التي غابت لسنوات، بسبب السياسات الخاطئة، دونما انفعال وتحيّزٍ لجهة ما، وبذلك نجح في استمالة قلوب الكثير من العراقيين، الذين لسان حالهم يقول: لعله سينقلنا من عصر حكم الإسلاميين الفاشل الى عصر مدني حضاري جديد.

ولعلنا نتذكر كلمته الأولى بعد التصويت عليه كرئيس إنتقالي، والتي قال فيها بأنَّ حكومته هي (حكومة حلول لا صناعة أزمات)، وقد عمل بموجب الكلمة تلك، فقد استطاع أنْ يحدَّ من سياسة إيران في العراق، على خلاف ما عمل به سابقوه، الذين جعلوا إيران وعبر أحزابها وجماعاتها المسلحة مطلقة اليد في رسم سياسة واقتصاد وأمن البلاد، لم يصطدم معها، لأنه كان يعلم بعجزه في أيّ مواجهة، وإن لم ينجح بإخراجها في المنظور القريب إلا انه رسم الخطوط العريضة لنهاية عهدها، من خلال إعادة العراق الى محيطه العربي في الزيارات التي قام بها الى مصر والأردن ودول الخليج، وهي رسائل صريحة بأنَّ العراق عربي، فتعالوا أيها العرب خلصوه من إيران.

,ولعل الرجل لم يدعي أنه يمتلك عبقرية قيادية سياسية فيه، لكنَّ المؤشرات تؤكد على أنه صنع مرحلة عراقية جديدة، وأنَّ عراق ما قبله شيءٌ مضى عليه الزمن، وعراق ما بعده شيءٌ مختلف آخر، هناك جيل جديد استمد من ثورة تشرين أفكاره، جيل يرى في الكاظمي كاظمياً آخر أيضاً، فالذي جاء بتوافقات الأحزاب والكتل لم يعد هشاً ليناً بأيديهم، ويمكننا القول وبجرأة تامة بأنه انقلب عليهم، وما قامت به حكومته، عبر لجنة أحمد أبو رغيف، في مكافحة الفساد، وتتبع خيوط شبكة رجالاته داخل العراق إلا الصورة الحقيقية لما ينوي القيام به، ويطمح في تحقيقه.

هل يكتفي الكاظمي بما قام به؟ بالتأكيد لا، فالرجل يمسك بأكثر من ورقة، ولديه خيارات عدة، لكنَّ ورقة التصدي للمجاميع المسلحة ستكون الاصعب أمامه، أما إّذا تمكن من انتزاع أسلحتها بدون مواجهة عسكرية، وهذا ما نتطلع إليه جميعاً- وإن نراه شبه مستحيل- فستكون إيذاناً له بأن يصبح البطل الوطني الذي صدق عليه رهاننا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram