TOP

جريدة المدى > ملحق اوراق > فلسفة الفن المعاصر..مراجعة لكتاب بندر وبلوكر Bender & Blocker

فلسفة الفن المعاصر..مراجعة لكتاب بندر وبلوكر Bender & Blocker

نشر في: 22 مايو, 2010: 04:32 م

(2-1)انجيلا كَرانترجمة ياسين طه حافظهذه الانثرولوجيا لفتت انتباهي قبل بضع سنوات وانا احضر كورساً لطلبة قبل التخرج في موضوع "الفن وتفسيره". يلقي هذا الكتاب الضوء على قراءات في الجماليات. وقد سبب لي وانا أقرؤه بعضاً من الارتباك. فقد تغيرت في السنوات الأخيرة موضوعة الجماليات فراحت تستدعي بهدوء تقاليد ثقافية مختلفة ومناهج.
 هذا يتضح في الحقيقة في موضوعات أُخرى ولكن الجماليات صارت تجتذب نقاشات أكثر في الفلسفة التحليلية وفي فكر القارة وما بعد الحداثة والنظرية النسوية "الفيمنيزم" ودراسات ما بعد الثقافة. قد يرى المرء أموراً ابعد ويقول بان هناك فوارق أساسية بين التحليلية والفلسفة الأوربية "فلسفة القارة" من حيث المنهج والموضوعات. لكن هذه الفوارق قد تم تجاوزها وان عددا من الفلاسفة، بخاصة اولئك الذين يعملون في الجماليات يفيدون الآن من مصادر التقليديين. وفي ضوء هذه التحولات، أتساءل كيف تكون هذه الانثولوجيا مفيدة لي وهي تضم قراءات متخصصة في الفلسفة التحليلية وأن تفيد عددا كبيرا من الطلبة في كورسات الجماليات وتاريخ الفن ونظرية الأدب والدراسات الثقافية؟ هنالك أيضاً الطلاب الذين اعتادوا على "التقاليد" والمقاربات الفلسفية. مثل ما بعد الحداثة، التفكيكية، الفلسفة القارية او فلسفة القارة، والنظرية النسوية وسواها. هؤلاء الطلبة، وبسبب ذلك، يتوقعون ان يجدوا "صفاً"، يدرسون فيه غاية الفن وتاريخ الفن وان يشتمل الدرس على تفحصات لنصوص من تلك الفلسفات التقليدية، ولهذا السبب جعلتني اضاءات هذه الانثولوجيا القليلة للفلسفة التحليلية، أتساءل ان كانت تنفعنا وتنفع الطلبة. والحقيقة ان هذه الانثولوجيا لا تشدد في الاقتصار على الفلسفة التحليلية وحدها، فقراءة القسم الأول منها، والتي تشغل حوالي ثلث الكتاب، تفحص ما يفضل القراء اعتباره "تحديا" للجماليات التحليلية ولما بعد الحداثة. المحرران جون بندر وجين بلوكر يفيدان من فكرة الرواية فيقدمان، في انثولوجيا عن الجماليات التحليلية شركاء لهم في الجماليات التحليلية وقراءاتهم في هذا الحقل وفي مستقبل دراساته. ذلك ما يشغل معظم هذه الانثولوجيا. قراءات في الموضوعات السائدة والمكتسبات التي حققتها فلسفة الفن المعاصرة. قد يكون من الضعف ان يتناول هذا القسم من الانثرولوجيا قراءات خاصة في "التقليد" التحليلي حسب. على أية حال تكون الانثرولوجيا أفضل ما تكون في قسمها الثاني، حيث يتم فحص أفكار وموضوعات من المستوى العام والمتوقع. مثل طبيعة التفسير و "وجود" او "ماهية " الأعمال الفنية، الخبرة الجمالية وقيمة الفن. ولكن بما انها انثولوجيا تسعى لان تقدم مختارات من القراءات، ولطلاب، كان عليها ان تقدم ما بعد الحداثة، وتحديات ما بعد الحداثة للأفكار التحليلية التقليدية، مثلاً عن الموضوعية وتداخل الفن والأفكار وتقويماً لمدى قدرة الجماليات التحليلية على مواجهة تحديات ما بعد الحداثة. هذا الكتاب يخفق قليلاً، في رأيي، في تحقيق هذا الهدف الطموح. لديّ أكثر أقوله فيما بعد. ولكن لأقدم أولا رأياً موجزاً في محتويات الكتاب.القسم الأول يدور حول هذا السؤال: هل للجماليات التحليلية مستقبل؟" الفصل الأول بعنوان "تناول الخزين" يتضمن شرح المحررَيْن للجماليات التحليلية وتحليلهما في خمسة أفكار مركزية. في هذا القسم يحاول بلوكر وبندر ان يقدما كثيراً من الأفكار ووجهات النظر الفلسفية عن ما بعد الحداثة ويُظهران انها ليست غريبة عن الجماليات التحليلية. نحن نعلم ان عمل الجماليات مع التقليد التحليلي مألوف وطويل، كما هو الحال عند "جوزف مارجولي" ومألوف مع ما بعد الحداثيين. هذه المناقشة تلتها أربع مقالات، ثلاثة منها لـ "ريجارد شسترمان" ، "الجماليات التحليلية وتأملات في الماضي والمتوقع" و لا "انيتا سيلفر" "دع ضوء الشمس يدخل" و "هل التحليل يكسب الجماليات وضوحاً؟" و لـ "نيكولاس ولترسوفت" فلسفة الفن بعد التحليل والرومانسية"، اعيد نشرها في عدد خاص لمجلة "الجماليات والنقد الفني" وفي موضوعة مستقبل تحليل الجماليات، ومقالة رابعة "ضمور وحضور الجماليات التحليلية" لجوزف ماركولي، يتفحص فيها بشيء من التفصيل تعارض الأقسام المختلفة مع مبادئ التحليل التي قدمها بيردسلي، كود مان، دانتو ومارجولس نفسه، وعودة الأسئلة التقليدية كالتحليل وطبيعة الفن والثقافة ووصف التفسير المضاد، في أطار معارضة التأسيسية، بينما تنساق هذه كلها وراء إغراء حوريات "ما بعد الحداثة اللا تعرف شيئا".القسم الثاني من الفصل الأول، "تحدي ما بعد الحداثة للجماليات التحليلية وارتباطها بالتفكير ما بعد الحداثي . المحرران يقدمان تاريخا موجزا، ولكنه مفيد للجماليات التحليلية، من الحرب العالمية الثانية عبر الخمسينيات والستينيات إلى حالها اليوم. الجماليات التحليلية قبل الخمسينيات، شهدت نشاطا مركزيا بوصفها حالة لـ "ما بعد النقد" وكانت تسهم في "تصفية" كلام النقاد عن الأعمال الفنية" وضد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

دستويفسكي جوهر الروح الإنسانية

لكن الفكرة المركزية التي سيطرت على دستويفسكي كانت الله والذي تبحث عنه شخصياته دائما من خلال الأخطاء المؤلمة والإذلال.يقول دستويفسكي على لسان الأمير فالكوفسكي في رواية مذلون مهانون (.... لكنك شاعر ,وأنا إنسان فان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram