علي حسين
يبدو أن القائمين على إدارة "دكان" المفوضية العليا لشؤون حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يتمتعون بروح فكاهية وقدرة غير عادية على اصطياد "القفشات المسلية"، وعلى هذا الاعتبار سمعنا صراخهم بشأن الأمير حمزة،
وكيف أن الناطقة باسم "الدكان" السيدة مارتا هورتاردو أبلغتنا قلقها على الأمير الاردني، وأنها لم تنم الليل حتى تطمئن على أن الأميرحمزة نام في قصره. لم يفاجئني هذا الخبر لأنني في كل مرة أرى كيف تتخلى مفوضية حقوق الإنسان عن الموضوعية حين تنظر إلى بلدان مثل العراق وسوريا وليبيا باعتبارها زائدة عن الحاجة.. ما فأجاني هو سيل النكات التي ظلت تطلقها السيدة مارتا هورتاردو وهي تذرف الدموع على ما جرى في الأردن، ولم تكتف بذلك بل أضافت بعض التوابل إلى " طبق " حقوق الإنسان وطالبت المجتمع الدولي بأن يتدخل لحل مشكلة عائلية بين حاكم دبي وابنته. وأنا أقرأ هذه البيانات "المضحكة" تيقنت بالدليل القاطع أن وجود مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في هذه الدنيا الفانية لا لسبب إلا لكي تمارس الخديعة والضحك على الناس، فتراها تصدر بياناً عن خلافات عائلية لمجرد عمل "شَو" إعلامي، وتعتبر الأمر انتهاكاً لحقوق الإنسان!!.. وفي الوقت نفسه تغمض عينيها عن مئات المختطفين في العراق وليبيا وسوريا الذين لا يعرف أحد مصيرهم..مما يثبت أن ماكينة حقوق الإنسان الاممية مصابة بالعطب، أو بالعمى .
ياسادة ياكرام، عشنا في هذه البلاد فصولاً متواصلة من القتل والتغييب من دون أن تخرج علينا السيدة مارتا هورتاردو لتسأل : اين اختفى سجاد العراقي ظن وما هو مصير الاعلامي مازن لطيف ، واين حل الدهر بالكاتب والاديب توفيق التميمي ، وما هي الاجراءات التي اتخذت في قضية مقتل هشام الهاشمي .
تعودنا منذ سنوات على بيانات لجان حقوق الانسان ، التي لم تعد أرقام الضحايا مهمة بالنسبة لها ولا حجم الخراب، في كل يوم مع خبر جديد، لكننا ننتظر متى تطل علينا السيدة مارتا هورتاردو لتقول لنا انا متضامنة معكم .
تعودت المنظمات الدولية ان تنظر الى مشهد مقتل المواطن العراقي بانه ليس مهماً جداً، فهذا أمر عادي يحصل كل يوم ولا يستحق بياناً من منظمة دولية ، ولا مؤتمراً تذرف فيه السيدة مارتا هورتاردو ولو دمعة واحدة . ولا خبر في الصفحات الاولى، ولا برقية تعزية، لاحظوا أن الذين يصدرون بيانات مفوضية حقوق الانسان " الكوميدية " ، لا يعنيهم مقتل شابة عراقية او خطفها في وضح النهار ، فالأمر مجرد حادثة بسيطة. تلك هي باختصار حكاية مفوضية حقوق الإنسان لصاحبتها الأمم المتحدة... حكاية تعيسة تنتهي دائماً بغياب المصداقية.
جميع التعليقات 1
Anonymous
ومتى ناصرتنا هذه المفوضية لنتوقع منها الاهتمام بمعاناتنا الانسانية اليوم