سجل اعترافاته : محمود النمرالناقد فاضل ثامر من الاسماء العراقية والعربية المهمة التي تشكل المشهد النقدي سواء كان ذلك في الشعر او السرد وما بعد السرد ،فهو ناقد يمتلك قدرة استكشافية في تفكيك النصوص واحالتها الى مناسيبها الاولى ،فهو يمنح النص قدرتين الاولى فتح تفاصيل التأويل النصي والثانية كشف دلالات النص المنطوية مابين الكلمات ،سألناه عن البدايات والمكونات التي تشكل منها فاضل ثامر فأجاب
*ما اسم الكتاب الاول الذي قرأته؟ - ربما كان ذلك يعود الى مطلع الخمسينيات كنت انذاك طالبا في الدراسة المتوسطة ،وكنت مولعا بقراءة الصحف والمجلات ،وكان ذلك في عام 1951عندما قادتني قدماي الى شارع الرشيد ومنها الى سوق السراي ،وهنالك بدأت اقتني الكتب الصغيرة ،في البداية استهوتني الكتب البوليسية منها الروايات الخاصة ب –شارلوك هولمز- وكتب - ارسين لوبين – ووجدت فيها متعة كبيرة كنت اقتني الكتاب – بعشرة فلوس – وفي الجمعة التالية اذهب الى هناك مرة ثانية سيرا على الاقدام في شارع الرشيد الطويل وانا اراقب بشكل خاص مجموعة محال الخطاطين الممتدة على طول الشارع منها محل الخطاط الكبير –هاشم الخطاط – والفنان صبري – واتذكر ايضا الفنان –اوكسن – قريبا من سينما –روكسي – وبعض الرسامين الشعبيين الذين يرسمون صور –البورتريه – الى ان اصل الى سوق السراي ،حيث ابدأ باقتناء الكتب وتبديلها ،في مرحلة لاحقة قادتني القراءة الى التعرف على كتب ادبية وثقافية ،منها كما اتذكر كتب – سلامة موسى – ومن الكتب التي اثرت في – هؤلاء علموني – الذي عرفني الى مجموعة من المفكرين والفلاسفة الذين بهروني بعوالمهم وسعة افقهم ،ومنها الى الادب الانكليزي والحقيقية ان هذه الدراسات استطاعت في تلك المرحلة ان تؤسس لدي وعيا علميا ووعيا ثقافيا انسانيا وشموليا ولعل كتب سلامة موسى هي التي قادتني الى حب الكتاب ،وبعدها انتقلت تدريجيا الى قراءة الادب العربي والعالمي ،ومن اوائل الروايات التي قرأتها عندما كنت مرتبطا بالعمل السياسي رواية – الام - لمكسيم غوركي – ثم انتقلت الى قراءة روايات ديستوفسكي وخاصة رواية –الحرب والسلام – وبقية الاعمال الادبية الكبيرة التي تعرفت عليها في مراحل مختلفة من حياتي ،وعندما دخلت الجامعة عام 1957 في قسم اللغة الانكليزية ،وافدت من اللغة الانكليزية التي نهلت منها الكثير من خلال قراءات امهات الاعمال الادبية والروائية والقصصية والنقدية باللغة الانكليزية التي ظلت المصدر الاساسي لثقافتي منذ ذلك التاريخ وحتى الان .*وما آخر كتاب تقراه الان ..؟-اتجول بالقراءة بين مجموعة من الكتب النقدية التي اشتريتها حديثا من شارع المتنبي منها كتاب- عتبات -يعرض فيه الكاتب آراء –جيرار جينيت – حول مفهوم -العنوان في العمل الادبي – وكذلك عن العتبات النصية واللانصية التي يكشف عنها احيانا عمل ادبي محدد ودلالة هذا الشيء من الكتب المهمة ،ايضا حصلت على كتاب يتعلق باشكالية المصطلح النقدي وهو من منشورات الاختلاف للمؤلف –بن عيسى بوحماله – وهو كتاب مهم جدا ،انصح الطلبة والاساتذة باقتنائه لانه يقدم مسحا كاملا لاشكالية هذا المصطلح في المجالات الشعرية والنقدية والاسلوبية والكثير من الجوانب التي فيها عملية حفر وعميلة جمع وعملية اقتناء ،وهنالك كتب كثيرة منها نقدي ومنها روايات ايضا منها رواية–بنات الرياض – رجا العالم – وهي كاتبة سعودية ،واعتقد انها رواية جريئة تكشف عن بنية اسلوبية حديثة وهي تعتمد على المدونات الشبكة العنكبوتية –الانترنيت – فيها صياغة جميلة وجريئة ولغة صادمة ايضا للاعراف والثوابت داخل المجتمع السعودي وهي رواية حظيت بتقريض وملاحقة الكثير من الكتابات النقدية المحلية العربية *واخر ماكتبت او ماتعكف على كتابته الان..؟-انجزت في الفترة الاخيرة عددا من الدراسات في المجال السردي وتناولت مجموعة من الاعمال الروائية والان انا انهمك في متابعة في محاولة استكمالها ونشرها واتوقع خلال الاشهر القليلة ان انجز كتابا عن السرديات ،كما انجزت كتابا يتضمن دراسات وحوارات واشكاليات تتعلق بعلاقة المثقف بالسلطة وهي اشكالية ظروف مابعد التغيير ،وهذه المشكلات التي واجهت الحركة الثقافية بشكل عام لانني اشعر باني كنت مشتبكا بهذه الاشكاليات حد النخاع ،لست ادري انا الوحيد الذي يشعر بان هموم الثقافة كلها هي فوق راسي لانني ابالغ احيانا اذا ما قلت ذلك فحاولت ان اعبر بكثير من هذه الجوانب من خلال هذه المعالجات.
فاضل ثامر:سلامه موسى قادني الى عالم الكتب
نشر في: 22 مايو, 2010: 04:36 م