ترجمة : عمار كاظم محمد في آخر مقتطف خاص من كتابه الجديد حول اصول الحياة الجديدة ، يبدأ المؤلف تلك الرحلة الملتوية من البالوعة الى الصهريج وربما لايبدو أن هناك كلمة انكليزية قد مرت بتغييرات كثيرة طوال عمرها مثل كلمة " المرحاض " ففي الأصل حوالي عام 1540 كانت كلمة التواليت تشير الى نوع من القماش او قطعة صغيرة منه ومازالت تستخدم للدلالة على نوع من المناديل.
ثم غدت نوعا من القماش يستخدم التزيين المناضد ثم غدت مصطلحا لأدوات النظافة والزينة ثم صارت تعني قطعة القماش للمنضدة نفسها ومن ثم تعني عملية التزيين بحد ذاتها وتحولت لتغدو عملية التزين اثناء استقبال الضيوف ثم صارت تعني غرفة تبديل الملابس نفسها وتحولت لتعني اي نوع من الغرف الخاصة قرب غرفة النوم ثم  استعملت لتعني غرفة لغسل اليدين والوجه ثم صارت تعني التواليت بحد ذاتها وهو ما يفسر لماذا يكون " ماء التواليت " وهو نوع من العطور الانجليزية يمكن أن يصف شيئا يمكن أن تمسح به وجهك وانت مسرور ."Garderobe" كلمة أنكليزية انقرضت عن الاستعمال الآن وهي تعني خزانة الملابس او حجرة التواليت مرت تقريبا بنفس المراحل من التطور وكل بشكل اقل فتركيبتها تتكون من كلمتي   "guard"  و "robe" كانتا تشيران الى معنى مخزن  ثم صارت تعني اي غرفة خاصة ثم تحولت الى مخدع واخيرا صارت تعني التواليت وعلى أية حال فان آخر شيء هو دائما أن تعني شيئا خاصا .الرومان ربطوها بصورة خاصة بالخلوة والمحادثة فمراحيضهم العامة كانت تحتوي بصورة عامة على 20 مقعدا او اكثر والناس يستعملونها بصورة طبيعية كما لو ان احدا يصعد الباص في الوقت الحالي  في عام 1770 كان الفرنسيون يطلقون على التواليت اسم  المكان الانكليزي  والذي يبدو تفسيرا محتملا حيث يعني كلمة " مرحاض " حيث اخترع القس هنري ميول الكاهن في دورست المرحاض الارضي في منتصف القرن التاسع عشر وهو بشكله الاساسي كان بشكل خزانة مرتبطة ببالوعة ارضية جافة مع مقبض يتم سحبه لتذهب الفضلات وتختفي الرائحة وكذلك فان اكثر مياة المجاري كانت تذهب الى البالوعات لكنها كانت مهملة بشكل عام وكانت محتوياتها تتسرب الى ما يجاورها من امدادات المياه وفي اسوأ الحالات كانت تطفح وكان هناك اناس مختصون بتنظيف تلك البالوعات واذا كانت هذه الطريقة في الحياة هي اقل ما يحسد عليه المرء فانا اعتقد انها لم توصف بعد . فهم يعملون بفرق  مكونه من ثلاثة الى اربعة عمال يقوم الأصغر سنا فيهم كما يفترض بالنزول الى الحفرة ووضع النفايات في سطل ثم يقوم الثاني والذي يقف عند الحفرة برفع وتنزيل السطل فيما يقوم الثالث والرابع بحملها الى عربة تقف في الانتظار وغالبا ما يعاني العمال من الاختناق وحتى الانفجارات لكونهم يعملون احيانا تحت ضياء الفانوس في بيئة غازية قوية . في منطقة سانت جليس اسوأ مناطق لندن في ذلك الوقت كان هناك ما يقرب من 54 ألف شخص يتجمعون في بضعة شوارع ومن الطبيعي في تجمع بشري كبير كهذا ان ينتج كميات كبيرة من النفايات اكثر مما يحتمل نظام البالوعات بكثير وفي احد التقارير سجل المفتشون لبيتين ملئت اقبيتهما بالنفايات لعمق 3 أقدام  وكان النهر عبارة عن" فيضان دائم من النفايات السائلة  " كما وصفها احد المراقبين وكانت الجداول التي تغذي نهر التايمز اسوأ من التايمز نفسه  حيث كان النهر عام 1831 يبدو ساكنا بسبب النفايات الصلبة فيه . الى هذا المستنقع جاء شيء اثبت بشكل مفاجيء انه كارثة وهو المرحاض المتدفق وقد كان هذا النوع موجودا لبعض الوقت وقد تم بناؤها أول مرة من قبل جون هرينغتون للملكة اليزابيث الاولى وحينما قدم هرينغتون هذا الاختراع لها عام 1597 ابدت الملكة سرورا عظيما وامرت ببنائه فورا في قصر ريشموند فقد كان شيئا جديدا سابقا لعصره في ذلك الوقت وقد مرت 200 عام تقريبا الى ان قام جوزيف براهما وهو نجار وصانع اقفال حديدية باختراع المرحاض المتدفق الحديث عام 1778 فقد تم هذا التصميم بشكل عصري وتبعه الاخرون لكن النماذج الاولى منه لم تعمل بشكل جيد بل ربما بشكل معاكس في بعض الاحيان حيث كانت الغرفة تمتلىء في بعض الاحيان الى الدرجة التي كان يتمنى المالك المذعور لو انه تخلص منها . لكن الى ان تم ابتكار الانابيب التي على شكل U  ومحبس الماء وهو ذلك الخزان الصغير الذي يعيد الماء الى قعر التواليت بعد كل استعمال فان كل احواض التواليت كانت تعمل كقناة لروائح البالوعة حيث انها كانت تسرب الروائح التي لا تطاق خصوصا في الطقس الحار وقد حلت تلك المشكلة في واحد من الاسماء اللامعة جدا في التاريخ الانكليزي وهو توماس كرابر (1837-1910 ) الذي ولد لأسرة فقيرة في يورك شاير واكتسب سمعة مبكرة في لندن وهو بعمر 11 عاما حيث اخترع الشكل الكلاسيكي للمرحاض المكون من صهريج صغير وسلسلة سحب تحتوي  على مانع للتسرب ومياه صرف صحي نظيفة خالية من الرائحة وموثوق بها.عن: الغارديان