أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، أمس الاثنين، بأن معلما انتحر بإطلاق النار على نفسه شرقي تكريت، من دون معرفة الظروف التي دفعته إلى ذلك، فيما أكد شيخ عشيرة أن المعلم كان يعاني من صدمة بسبب تداعيات قرار إلغاء البطاقة التموينية.
وقال المصدر في حديث لـ(المدى برس) إن "معلما يدعى رحيم طه الطياوي أقدم، قبل ظهر اليوم (أمس)، على الانتحار بإطلاق النار على نفسه داخل منزله الواقع في قرية سمرة التابعة لناحية العلم، ( 10 كم شرقي تكريت)".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "عائلة المعلم أبلغت الشرطة بالحادث"، مبينا أن "قوة أمنية هرعت إلى منطقة الحادث ونقلت الجثة إلى دائرة الطب العدلي، وفتحت تحقيقا في الحادث من دون معرفة ظروف الانتحار".
من جانبه، قال الشيخ غازي الفيصل العبيدي أحد شيوخ ناحية العلم (يسكن بالقرب من منزل المعلم) إن "رحيم طه كان يعاني من صدمة بسبب تداعيات قرار إلغاء البطاقة التموينية كونه أبا لـ14 طفلا وحالته المادية ضعيفة"، لافتا إلى أنه "كان يشكو إلى جيرانه فقر حاله خصوصا بعد إصدار القرار".
وكان مجلس الوزراء قرر الأحد، (11 الشهر الحالي) تخيير المواطن العراقي بين الموافقة على تسلم البدل النقدي بدلا من تسلم الحصة التموينية، أو الاستمرار باستلام مفرداتها، بعد نحو خمسة أيام على قراره الذي أصدره خلال جلسته الاعتيادية الـ48، التي عقدت في السادس من تشرين الثاني الحالي، والذي نص على إلغاء البطاقة التموينية وتوزيع 15 الف دينار لكل مواطن شهريا.
وشهدت محافظات عراقية عدة تظاهرات حاشدة تنديدا بقرار إلغاء التموينية، فيما طالب المتظاهرون بتحسين مفرداتها بدلا من إلغائها، فيما حذر خبراء اقتصاد من أن يؤدي القرار إلى زيادة الفقر والتضخم في البلاد.
وشهد العراق قبيل تظاهرات شباط 2011 عدة محاولات انتحار والتهديد بالانتحار، احتجاجا على تردي الخدمات وانتشار مظاهر الفساد الإداري، تأثرا بالشاب التونسي محمد بو عزيزي الذي أقدم على حرق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة السلطات البلدية في الولاية لعربته التي كان يبيع عليها الخضار، وهو ما أدى فيما بعد الى انتفاضة شعبية أسقطت نظام الرئيس زين العابدين بن علي نهاية شهر كانون الثاني 2011.
وشهدت مدن عراقية خلال الأشهر القليلة الماضية حالات انتحار لمختلف الأسباب منها ما يتعلق بالفقر والفشل في الدراسة وغيرها.