محمد حمدي
أعلنت وزارة الشباب والرياضة عن إقامة مؤتمر صحفي هو الأكبر والأهم للجنة خليجي 25 المؤلفة من الملاك المتقدم للوزارة، يُعقد اليوم الثلاثاء أمام جميع وسائل الإعلام، للحديث عن آخر المستجدّات التي تسبق الإعلان الرسمي عن المدينة المُضيُفة للنسخة 25 للبطولة من قبل رؤساء الاتحادات الخليجية في السادس والعشرين من الشهر الحالي بعد إعلان نتائج اللجنة المختصة من الاتحادات الخليجية برئاسة اليمني حميد الشيباني التي تجوّلت على مدى أربعة أيام مطلع الشهر الحالي وتفقّدت المنشآت الرياضية والخدمية والسياحية في البصرة.
اعتقد جازماً مع اتضاح الصورة الى حدود بعيدة أن البصرة قد ظفرت فعلاً بتنظيم البطولة وإن الإعلان هو مسألة وقت ليس إلا وقد عبّر عن ذلك أكثر من مرّة وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، سواء بتواجده في قطر أو السعودية والبحرين وأثناء تواجد المنتخب الكويتي في البصرة وأعضاء الاتحاد أيضاً، وتعزّزت القناعات لديه بتنازل دولة قطر رسمياً عن حقها كدولة بديلة أو منافسة لاستضافة البطولة وإعلان دعمها المباشر لملف العراق، تبعتها البحرين أيضاً بذات الدعم والآلية التي تقدم البصرة كاستحقاق طبيعي لتنظم خليجي 25.
ما سيتم الافصاح عنه اليوم في المؤتمر الصحفي بكل شفافية هو طروحات تفصيلية عن المتغيّرات والمستجدّات في البصرة في ميدان البُنى التحتية وأهم الأجابات لوفد اللجنة الفنية، وطريقة العمل والتنسيق بين وزارة الشباب والرياضة والهيئة التطبيعية من جهة ومحافظة البصرة والمؤسّسات الساندة الى العمل من الجهة الأخرى، فضلاً عن الافصاح عن موعد اكتمال عدد من المشاريع الستراتيجية الكبرى التي وُضِعَتْ كأساس لاغنى عنه وشرط إكمالها لا يقبل أنصاف الحلول والمماطلات.
من أهم هذه المشاريع ملعب الميناء الرياضي سعة 30 ألف متفرّج الذي طال به الأمد وتكررت الأعذار لأكثر من تسع سنوات خلت وبات من الضروري إكماله نهائياً في فترة لا تتجاوز الستة أشهر ليكون جاهزاً وقابلاً للفحص.
شخصياً أرى أن هذه الفترة مناسبة جداً إذا ما علمنا أن الملعب وملحقاته وصلا الى نسبة 80% من حجم العمل الكلي، وإن جميع احتياجاته وأولها كراسي الجمهور قد وصلت وثُبّتَت في مكانها المناسب، ناهيك عن أعمال التشطيب والإنهاءات التي تتطلّب أعمالاً متواصلة بلا انقطاع قبيل اشتداد الحر في البصرة الذي يقلّص ساعات العمل بصورة حادة، المنشآت الأخرى تتعلّق بالخدمات الفندقية وبصورة خاصة فنادق المدينة الرياضية الثمانية بعدد المنتخبات المشاركة التي تحتاج هي الأخرى لأعمال تشطيب أخير وتجهيز متكامل، ومعها الفندق الكبير في مجمّع القصور الرئاسية الذي توقف العمل به لذات الأسباب القديمة الجديدة المتعلّقة أولاً وأخيراً بوفرة الأموال.
ما تبقّى غير ذلك، يتعلّق بالطرق الرابطة، وبعض الملاحظات التي تتعلّق بالجانب السياحي وهي أمور مفروغ منها، بذات القدر الذي يجعلنا على درجة عالية من الاطمئنان عن مصير البطولة الذاهبة الى البصرة بقوة.
مع كل ذلك نرى أن الاختبار الحقيقي للجاهزية لم يبدأ بعد لنقول إننا نجحنا بأمتياز في إدارة الملف فثمّة أمور كثيرة علينا ألا نغفلها أبداً لأنها ستعني ببساطة أننا خسرنا كل جهودنا، ولن تكون لدينا القدرة في المطالبة بأية بطولة مرة أخرى، وأقصد هنا التراخي والشعور بالراحة بأننا كسبنا الجولة لأن ما ينتظرنا هو عمل شاق كثير لا يعرف التهاون سواء في إنجاز البُنى التحتية أم ملفات الإدارة الحكيمة والعمل التطوّعي وتأهيل البصرة وتدريب الجماهير وأخذ الحيطة والحذر للمفاجآت غير المحسوبة!