كوبنهاغن / رعد العراقي في لحظة استثنائية من تاريخ العراق اختلطت فيها اوراق المفكرين وانكشف فيها زيف المنجمين الذين ادعوا ان حلول عودة لحمة العراقيين في زمن الدماء المباحة هي ضرب من الخيال لكنهم وسط البحث والتخطيط وارتباك التفكير تناسوا ان هناك أملاً سحرياً غاب عن الجميع اسمه (موحد القلوب العراقية)
هي وصفة لا تجدها الا عندما تخرج الحقيقة التي تكمن في اعماق وضمائر العراقيين حين يسمو حب الوطن فوق نعيق الغربان التي تلاعبت بهواجس ومشاعر ابناء الوطن الواحد في لحظات هول ما جرى من احداث ، انه النقاء ورسالة السلام والمحبة التي خبرها العراقيون وعشقها كبيرهم قبل صغيرهم هي كرة القدم وماتمثله من عطاء وتحد يقوده جيل من شباب المستقبل تحت عنوان منتخب العراق.اسم له معنى كبير وخيمة تلوذ بظلاله كل الاطياف من دون ان يسأل احد من اين انت ، أليس هو الجامع والحاضن في زمن الشتات ، وهو مانح البسمة على الشفاه رغم الانين والبكاء ، وهو فارض بلا وعي العناق في أوقات خلاف الأبناء ، فكيف سيكون الحال عندما تسمع كل تلك الجموع نشيد الوطن يعزف وحيدا بين كل البلدان ويرتفع بيرقه مزهواً يعلن ان ابناء الرافدين تحدوا الصعاب وانتزعوا الانتصار وحلقوا عاليا حاملين بسواعدهم كأس الفخر لبطولة قارة هي اكبر قارات العالم. تلك هي صورة ماحدث حين انتزع اسود الرافدين كأس آسيا عام 2007 وهي نفسها التي اثبت فعل وتأثير ما ذهبنا اليه في اطلاق الوصفة السحرية التي غابت عن الجميع فانطلقت الأفراح حينها ونزلت النساء والشيوخ والاطفال الى الشوارع تهتف وتنفض من الصدور الآهات غير مبالية لما تخفيه دسائس الحاقدين ، بل انها وجهت صفعة لكل من راهن على انتصاره بزرع بذور الفتنة وهو يتلذذ بمناظر الدماء لتقول له كفى ان الجبال لا تهزها الريح الصفراء.لكن دعونا نعود بالذاكرة الى ما قبل الحصول على كأس آسيا وكيف كان الدعم لهذا المنتخب من قبل كل الجهات الرسمية سنجد انه كان خارج الحسابات سواء بالاهتمام او بمدى تأثيره بصنع الفارق على مستوى الشارع ، لذلك فان استعداده لم يكن يتجاوز مباريتين تجريبيتين سبقها خوضه منافسات بطولة غرب آسيا وهي قياسا بالفرق الاخرى كانت فقيرة جداً ما جعله بعيداً عن ترشيح المراقبين للفوز بالبطولة وبرغم هذا فانه قلب كل التوقعات وذلل الصعاب واحدث ردة فعل جعلت من كان يضعه في خانة الإهمال والتهميش في موقف الإحراج والذهول. وعليه كان التسابق في احتضان المنتخب بعد تحقيق الفوز كبيراً وغير مسبوق وتوالت التصريحات من مختلف الجهات التي كانت تؤكد على إدراك أهمية كرة القدم وما احدثته من تفاعل واندماج عجزت عنه اعتى الخطط والمبادرات لتحقيق تجمع وسط نيران الخوف والإرهاب.وبادر الكثير الى اللقاء باللاعبين والتقاط الصور التذكارية معهم والثناء عليهم وتكريمهم واقيم لهم نصب تذكاري يدلل على عظمة صنيعهم اما الوعود فكانت تصب كلها في صالح إطلاق كل الإمكانات المتوفرة من اجل النهوض بكرة القدم عموما والاحتفاظ بالانجاز من خلال توفير عوامل تدعيم المنتخب سواء بالملاكات التدريبية المتقدمة او توفير المعسكرات الخارجية على مستوى عال.نقول لقد بدا الخوف يتسرب الى قلوب الجماهير في نسيان المسؤولين لكل الوعود التي اطلقت في نشوة الفوز وخاصة ان هناك انتكاسات حصلت لاأسود الرافدين في خليجي 19 وتصفيات كأس العالم .
من ينتشل منتخبنا الوطني من وضعه المتردي ؟

نشر في: 22 مايو, 2010: 05:09 م









