بغداد/علي جابرإذا كان الزواج هو الرحمة والمودة و السكينة و الاطمئنان الذي يجتمع فيه الرجل و المرأة ليكونا قوام و أساس البناء السليم للمجتمع ، فان الطلاق هو (التهديم) و فك الشراكة القائمة على الأسس العادلة ناهيك عن الاثار الجانبية السلبية التي تصيب المرأة بالذات و تجعلها محط الأنظار المتشككة
و مادة جاهزة للنقد واللوم والتقريع.. و يرى الكثير من الباحثين ان أسباب الطلاق متعددة منها سوء المعاملة و عدم الانسجام او التفاهم بين الزوجين بالإضافة إلى سوء الحالة الاقتصادية التي تؤدي هي الأخرى الى الطلاق، و قد دلت الإحصاءات الأخيرة ان نسبة عدد المطلقات قد وصلت الى نسب كبيرة حسب إحصاءات وزارة العدل الأمر الذي بات ظاهرة تثير القلق وتساؤلات عدة تحتاج الى حلول سريعة توجب على الدولة التدخل من خلال (قانون الرعاية الاجتماعية) و الذي يمكن من خلاله توفير الحماية لهذه الشريحة من المجتمع. تقول ام سالم/ ربة منزل/ في الخمسين من عمرها:-اهم سبب يمكن ان يؤدي الى الطلاق هو السكن المشترك مع الأهل وأشجع كل زوج قادر على فتح بيت مستقل ان يفعل ذلك و الكثير من البلدان تضع شرط الاستقلال بالسكن كأول الشروط اللازمة للزواج حتى قبل ان تناقش المهر و تكاليف الزواج لكن للأسف في الكثير من الأماكن و خصوصا الريفية في العراق يرون ان استقلالية الأبناء تعد (عاراً) على الابن و تؤدي الى غضب (الآباء) في حين ان اكثر المشاكل تكون بسبب الاحتكاك فأنت لو أسكنت أختين في بيت واحد ستنشأ بينهما المشاكل بدءا من البسيطة مثل (الكنس و الطبخ) صعودا التنافر والتكاره، الأمر الذي يدفع باتجاه التفريق،كما ان الكثير من الآباء و الأمهات ينظرون إلى أبنائهم الذين يستقلون ببيوت مستقلة نظرة عتب و تأنيب حتى بعد مدة طويلة . ياسين الأوسي – مدرس – له رأي آخر إذ يقول:-إن اهم سبب يؤدي الى الطلاق هو تدخلات الأهل في حياة الزوجين و ربما تكون هذه التدخلات بسبب الحرص الشديد و الخوف الزائد لكن هناك طرفان في المعادلة هما أهل الزوجة و أهل الزوج فأهل الزوج يتدخلون بشكل مباشر و كبير اذا كان الزوجان يسكنان معهم و تدخل أهل الزوجة اكبر اذا كانا يسكنان معهم و هذه التدخلات تكون لأبسط و اتفه الأسباب فأذا لم يكن الآباء يمتلكون الحكمة و التأني فان الأمور تتطور الى الطلاق و عادة تكون لأم الزوج خلافات مع (الزوجة) خصوصاً إذا كان في البيت بنات فان الأمر يتطور الى (محاربة) فيزيد من الخلافات .. و هنا لا بد ان يفهم الآباء والأمهات ان الزوجة الجديدة هي (ابنتهم الجديدة) و انها جزء من العائلة و من الواجب احتوائها و معاملتها كبقية افراد العائلة، و التدخلات التي يراد منها الإصلاح لا بأس بها .. و هناك الكثير من العلاقات بين الأزواج و أهلهم ناصعة بعيدة عن الخلافات تقودها الحكمة و التروي .. ويرى عبد الكريم رشيد/باحث اجتماعي/40 سنة : ان هناك حالة اخرى خطيرة واجبة الذكر و هي ضرب الزوجة او (العنف مع النساء) و التي تكون سبباً مباشراً للطلاق و التي ربما يكون سببها الفقر و الظروف الاقتصادية الصعبة كالبطالة فالزوج الذي يجلس مع زوجته دون عمل تزداد مشاكله معها قد تصل الى ضرب الزوجة.. ويؤكد: ان نسبة الطلاق قد زادت مؤخرا بسبب ظروف التهجير و القتل التي مر بها العراق و التي (مزقت العوائل) فقد زادت حالات الطلاق بعد عام 2003 من 20649 حالة الى 41536 في عام 2007 حسب الإحصاءات الصادرة من وزارة العدل و ان دور الباحثين الاجتماعيين هو تأخير البت في الدعاوى لغرض اعطاء الفرصة للإصلاح فيما البعض يرى ان سبب كثرة الطلاق هو (قلة الوعي) لدى الزوجين و عدم التفكير بالعواقب المترتبة على ذلك و حقيقة الظروف السابقة ادت بالنساء الى العمل في الكثير من المناطق لان الرجال اجبروا على عدم الخروج مما زاد من حالات الطلاق و أيضاً ارتفاع أسعار الإيجارات و المواد الغذائية و الوقود أثر على الكثير من العوائل الفقيرة و اما ضرب الزوجة فهو عمل ينم عن (يأس) الزوج وإصابته (بالشيزوفرينيا) او (الإحباط) او (البؤس) و هو سبب يؤدي إلى الطلاق .
الطلاق.. أسبابه كثيرة و نتائجه وخيمة
نشر في: 22 مايو, 2010: 05:26 م