خاص/ المدى
هرباً من عطش النهار، يلجأ عمال البناء الى العمل بعد الافطار في شهر رمضان بالتنسيق مع صاحب المنزل.
ويقول عمال بناء التقتهم (المدى) إن الجلوس شهرا كاملا يعود الجسم على الكسل.
ويؤكد خلفة البناء ابو احمد في حديث لـ(المدى) "نلجأ الى العمل ليلا بسبب صيام العمال وارتفاع درجات الحرارة في النهار". ويضيف ابو احمد "يبدأ عملنا بعد الافطار بساعة تقريبا لحين آذان الفجر، ونكون انجزنا نحو ما ننجزه نهارا".
ويشير خلفة البناء الى أن "اصحاب المنازل وجيرانهم متعاونون معنا ويقدرون وضعنا في هذا الشهر".
بدوره، يقول عامل البناء ميثم محمد في حديث لـ(المدى) "جلوسنا في شهر رمضان بدون عمل سيؤثر بشكل كبير على عائلاتنا، لذلك نلتجئ الى العمل ليلا رغم ان هذا الوقت هو الاهم في شهر رمضان لقضاء وقت مع العائلة".
ويتابع محمد "في بعض الاحيان عندما نعمل في المناطق الشعبية نشعر بالحرج من المواطنين، إذ ان عملنا يسبب لهم الازعاج لكن ما باليد حيلة".
ويضيف عامل البناء أن "عملنا غالبا ما يكون مقيدا إذا كان في منزل يسكنه اصحابه، عكس العمل في المنزل الخالي"، لافتا الى أن "اصحاب المنزل يكونون في هذا الفترة يتهيأون للاسترخاء بعد وجبة الفطور". من جهته، يبين العامل الاخر حسين رحيم لـ(المدى) أن "الجلوس طيلة شهر رمضان خطوة غير صحيحة حتى لو كان العامل يملك المال الكافي في هذا الشهر"، مضيفا أن "الاعتياد على الجلوس والنوم يولد الكسل ويفقد الرغبة في العمل في الايام المقبلة".
من جهته، يقول المواطن محسن علي الذي يسكن في منطقة شعبية: "في كثير من الاحيان تكون مهنة عمال البناء مصدر ازعاج للاخرين خصوصاً من لديهم كبار في السن ومرضى في المنازل".
لكنه يعود ويبدي تعاطفه قائلا لـ(المدى) "في الوقت ذاته هم بأشد الحاجة الى العمل، ويجب دعمهم معنويا بالكلام الجميل وعدم نبذهم وانتقادهم".
ويرى علي انه "كان من الافضل أن توفر الحكومة رواتب رعاية اجتماعية حتى وإن اقتصرت على شهر رمضان فقط، لكي تسهم ولو بشيء بسيط في مساعدة هؤلاء الطبقات الكادحة والتخفيف عن كاهلهم".