TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: ندعو للسلام ولكن

كردستانيات: ندعو للسلام ولكن

نشر في: 22 مايو, 2010: 05:43 م

وديع غزوانلم تجد كل مناشدات المسؤولين في الحكومة الاتحادية او حكومة إقليم كردستان ولا احتجاجاتهم لوضع حد للقصف الإيراني او التركي المتكرر للمناطق الحدودية , ولم يضع اي منهما اعتبارا للاضرارالتي يسببها هذا القصف وما يمكن ان يصيب العلاقات التاريخية من تداعيات ليست في صالح اي طرف , اضافة لما يشكله هذا العمل من انتهاك لسيادة العراق .
وكأي شعب فانه يعز علينا هذه اللاابالية من الجانبين ازاء موقف  العراق , الذي اتسم بالمرونة والدعوة لمعالجة قلق الجانبين الإيراني والتركي من تسلل معارضين الى اراضيهما بالحكمة والحوار , خاصة انهما يعرفان جيداً انه ليس بمقدور السلطات المتخصصة العراقية معالجة قضية استغلال هؤلاء اراضينا بالقوة بسبب طبيعة الارض والتضاريس ووعورة الطرق في تلك المناطق , لذا فليس هنالك من حلول بغير الحوار والتفاهم . وليس من المنطق ان يتحمل شعبنا كل هذا الاذى دون مبررمن قبل جارين اعلنا في اكثر من مناسبة حرصاً غير اعتيادي على تطوير العلاقات ناهيك عن حجم التبادل التجاري والاستثمارات الإيرانية والتركية الواسعة في الإقليم التي تفترض ابتعاد كل اطرافها عن كل ما يعكرها . وما يثير الغرابة والاسى ان المستشار الاعلامي في السفارة الايرانية ,بدلاً من ان يعتذر عن تكرار القصف يطلب (كما اشارت الاخبار (ضرورة منع استخدام الاراضي العراقية للاعتداء على ايران) ومبرراً استهداف الناس الآمنين بـ (موافقة الحكومة العراقية على حماية الجانب الايراني لحدوده) .نتفهم كشعب وحكومة حرص الجانبين الايراني والتركي على امنهما, في نفس الوقت الذي نتمنى على الجانبين ان يقدرا حجم مسؤولية كل الجهات المعنية من برلمان او حكومة في العراق بشكل عام وفي كردستان خصوصاً ازاء امن المواطنين وتجنيبهم  ويلات العمليات العسكرية , والاستجابة الفورية لدعوة حكومة الإقليم بايقاف القصف  واجراء (حوار مباشر مع حكومات دول الجوار وخاصة تركيا وايران على اسس القانون الدولي واحترام الجيرة وسيادة كل بلد) .وسبق ان اعلنت اكثر من جهة عراقية عن سياستها الثابتة بعدم استخدام المناطق الحدودية وسيلة لزعزعة امن اي دولة وخاصة ايران وتركيا , وهو موقف راسخ تؤكده الاتفاقات في كل المجالات بين العراق وكل من ايران وتركيا  , وهنالك مساع كثيرة لتضميد جراح الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع كل دول العالم خاصة دول الجوار .. علاقات مبنية على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتجنب لغة التصعيد والتهديد والوعيد التي اثبتت التجربة ان نتائجها ستكون وخيمة على كل الاطراف . ندعو من قلوبنا ان ينعم الجميع بالسلام انطلاقاً من ايماننا بانه الطريق الوحيد لتحقيق الرفاهية لكل شعوب وامم المعمورة .. نعمل للسلام ولانريد حرباً  ,و لكن ليس على حساب مصالح شعبنا او سيادتنا وليس هيناً علينا ترويع طفل او شيخ او امرأة او تشريد عائلة .. نمد يدنا بمحبة للجميع ولانطلب غير ان يكفوا اذاهم عنا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram