TOP

جريدة المدى > محليات > لكنها مازالت مرتفعة .. حالات الانتحار تراجعت إلى النصف في 2020

لكنها مازالت مرتفعة .. حالات الانتحار تراجعت إلى النصف في 2020

نشر في: 27 إبريل, 2021: 10:52 م

 بغداد / المدى

قبل شهرين، ابتلعت "دينا" عشرين حبة إجهاض اشترتها من إحدى الصيدليات في محافظة الأنبار، أملاً بأن تنهي تلك الحبات حياتها، لكن والدتها اكتشفت الأمر سريعاً، بعد أن بدأت دينا (وهو اسم مستعار) بالنزف وفقدان الوعي.

أُنقذت دينا، لكنها تقول إنها "لا تزال تفكر بالانتحار بين الفترة والأخرى"، على الرغم من أنها تعترف أن حالتها تحسنت كثيراً بعد "العلاج النفسي" الذي تخضع له في بغداد.

"لا يوجد أطباء نفسيون في الأنبار، وأصلاً الذهاب إلى الطبيب النفسي وصمة عار كبيرة ستجعل حياتي أكثر تعقيدا"، تقول دينا،.

الطبيب شخّص إصابة دينا بالاكتئاب الحاد، وهي تتلقى العلاج بشكل مستمر مع حضورها لجلسات أسبوعية. "الطبيب قال لي إن ما أشعر به ليس سخيفاً"، تقول دينا وأن "المشاعر التي يسخر منها كل من يسمعها هي شائعة بين الكثير من الشباب حالياً، وتؤدي بالكثير منهم إلى التفكير بالانتحار أو الإقدام عليه". وفي المدرسة، لا تمتلك دينا الكثير من الصديقات: "يتحدثون بالماكياج والمسلسلات وقصص الحب، أنا لا أحس بأي من هذه الأمور"، مضيفة "أحب أن يتكلم الجميع عن الموت، فهو الحقيقة الأولى والأهم".

ورفض طبيب دينا الحديث، لكنه قال إن "غطاء المشاعر سواء كان غضباً على الأهل أو تجربة عاطفية فاشلة غير مهم كثيراً، لأن الاكتئاب يحول أي شيء مهما كان صغيراً إلى سبب معقول للتفكير في الانتحار".

وتقول دينا إنها "غير سعيدة، لا تضحك، ولا تنام، ولا تأكل جيداً، كما إن وزنها يؤرقها لأنها تخاف السمنة". وفي الحقيقة يبلغ وزن دينا، وهي فتاة جميلة للغاية، 55 كيلوغراماً وطولها 170 سنتمتراً، أي أنها بعيدة تماماً عن السمنة لكنها تؤكد "أكره شكلي جداً".

ومؤخراً، ازداد تسجيل حالات الانتحار في العراق، ومعظم تلك الحالات هم من الشباب أقل من 27 سنة، ومعظمها من الفتيات.

ويقول الباحث الاجتماعي العراقي، محمد الصميدعي، إن "العراق سجل نحو 600 حالة انتحار في 2019، نحو ثمانين بالمئة منها من الفتيات.

وبحسب أرقام منظمة الصحة العالمية فإن "1112 شخصاً حاولوا الانتحار وتم إنقاذهم في العام 2019. ويقول الصميدعي إن العام 2020 شهد تناقصاً في حالات الانتحار إلى 375 حالة لكن "الرقم مازال مرتفعاً، وهناك في الأقل ضعف هذا العدد من المحاولات التي لم يُبلغ عنها الأهل بسبب القيود الاجتماعية".

وبحسب الصميدعي فإن "الاكتئاب الشديد هو أحد العلامات التي قد تنذر بوجود رغبات انتحارية لدى الشخص، وعلى ذويه الانتباه إليها".

لكن الصميدعي يقول إن الاكتئاب "ليس بالضرورة مرتبط بالانتحار، فالغالبية العظمى من المصابين بالاكتئاب لا يموتون بالانتحار".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الأعمال الحكومية وغياب السلامة المرورية يحولان طريق بغداد-ديالى إلى مصائد موت!
محليات

الأعمال الحكومية وغياب السلامة المرورية يحولان طريق بغداد-ديالى إلى مصائد موت!

 ديالى / محمود الجبوري فواجع وكوارث بشرية يشهدها يوميًا طريق بغداد - ديالى ضمن الحدود الممتدة من أطراف قضاء الراشدية وصولًا إلى أطراف حدود قضاءي الخالص وبعقوبة، بسبب تزايد الحوادث المرورية المميتة اليومية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram