TOP

جريدة المدى > سينما > من ساعي بريد فرنسي إلى أيوب العراقي

من ساعي بريد فرنسي إلى أيوب العراقي

نشر في: 28 إبريل, 2021: 10:46 م

بغداد: المحرر

مخرج وصانع أفلام عراقي, درس الإخراج في كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، و من ثم درس الصحافة في كلية الآداب، له مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة و التي شاركت بالعشرات من المهرجانات السينمائية حول العالم وحازت على العديد من الجوائز ، كان آخرها فيلم (الشيخ نويل) الذي حصد العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية

انتهى مؤخراً من تصوير أخر مشهد من مشاهد فيلمه الروائي الطويل ( آخر السعاة ) بعد مرور أكثر من شهرين على بدء عملية التصوير ، حيث تم تصوير الفيلم بأكمله في مدينة كربلاء المقدسة و بهذا يصبح أول فيلم سينمائي طويل يصور في هذه المدينة بالرغم من الظروف القاهرة التي تمثلت بجائحة كورونا .

في لقائه تحدّث سعد العصامي عن فكرة الفيلم وموضوعه قائلاً:

كتبت المخرج سيناريو الفيلم مع السيناريست العراقي ولاء المانع، وتم تطوير السيناريو مع مجموعة من النقاد السينمائيين ، تدور أحداث الفيلم حول ساعي بريد يدعى أيوب يعمل في إحدى المناطق الريفية ، يفصل من مهنته بعد أن يتوقف الناس عن إرسال الرسائل البريدية بسبب تطور وسائل الاتصال و قضاء شركات الاتصال على هذه الخدمة ، وبسبب استيلاء أحد المالكين على أرضه ، تبدأ رحلته في الحصول على قطعة أرض حتى يستطيع أن يشيد عليها بيت يأوي عائلته ، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن ، ويشير الى أن الخطوط الرئيسة بالفيلم مستوحاة من قصة ساعي البريد الفرنسي جوزيف فردينان شوفال، الذي قضى أكثر من 30 عاماً بتشييد منزله و الذي جعله تحفة معمارية في قلب مدينة لادروم الفرنسية.

وعن الأسلوب الذي اتبعه في تنفيذ هذا الفيلم أشار العصامي الى أن سيناريو الفيلم هجين ما بين الواقعية الإيطالية و الموجة الفرنسية الجديدة فهو مثال حي على ( سينما المؤلف ) و لهذا فأن البعض سيجد أن خطاب الفيلم قاسٍ في توجيه و إثارة مجموعة من التساؤلات حول ما تودّ تفسيره شخصيات الفيلم ، و هذا هو واجب السينما ، السيناريو الجيد هو الذي يشير الى الخطر لكي ينتبه له المجتمع ، أن يشير إلى أن الإنسان هو الأهم في معادلة الحياة .

هذا النوع من السينما يعتبر صرخة صريحة من أجل كسر جميع التابوهات التي فرضتها القيم العشائرية و العنصرية و اسشراء الفساد في زمننا هذا، و لهذا فأن أسلوب اشتغال الفيلم جاء على الاعتماد على اللقطات المتوسطة و توظيف الكاميرا التي قادها مدير التصوير المبدع محمـد جواد وفق احتمالية جمالية بصرية، محاولاً تقديم كوادر سينمائية مثيرة للاهتمام و تعكس ملامح الشخصيات من خلال الاشتغال على المضمون بنفس قيمة العناصر التشكيلية في الفيلم ، و بما أن السيناريو كتب على الطريقة الواقعية الإيطالية فقد تم الابتعاد عن استخدام الديكورات و التصوير داخل الاستوديو و الاعتماد على التصوير في الأماكن الواقعية و لقد كلّفنا هذا الأمر تحضير الكثير من المواقع لجعلها تناسب زمن الفيلم .

وشارك في هذا الفيلم عدد من نجوم التمثيل في العراق ، وعن ذلك يقول المخرج سعد العصامي: في هذا الفيلم اشترك نجوم كبار لهم حضور لافت على الساحة العراقية ، حيث كانت البطولة للفنان القدير رائد محسن بدور أيوب و الذي قدم أداءً تمثيلياً عالياً أمام الكاميرا، و شاركته في البطولة الفنانة العراقية الجميلة أيار عزيز خيون، و التي لعبت دور بلقيس زوجته وهو الظهور الأول لها أمام الكاميرا ، بالإضافة الى مشاركة النجم العراقي مقداد عبد الرضا و النجم إياد الطائي و مجموعة كبيرة من نجوم التمثيل في العراق.

وعن جاهزية عرض الفيلم وإن كان سيطلق عرضه في العراق أو سيشارك في المهرجانت السينمائية قال العصامي:

الفيلم الآن دخل الى حجرة المونتاج حيث سيتم العمل على التقطيع الأولي و عملية ربط المشاهد و بعدها سيتم تحويله الى هندسة الصوت لكي يتم صناعة شريط الصوت و الموسيقى التصويرية للفيلم ، و هناك اتفاق أولي مع الموسيقار سامي نسيم لصناعة التوليفة الموسيقية للفيلم .

أما عن المهرجانات السينمائية فسنجرب حظنا ابتداءً من المهرجانات الكبيرة و المهمة (صاندانس - كان – برلين – فينيسيا – تورونتو) و من بعدها مهرجانات أخرى تأتي بالخط الثاني ( كارلوفاري – لوكارنو – نيويورك – سان سابستيان ..الخ ) لأنك و كما تعلم أن مشاركة الفيلم في أي واحد هذه المهرجانات سيزيد من فرصه بالوصول الى أكثر دور العرض في العالم ، و إذا ما بقى وضع الجائحة على حاله فسنقرر تأجيل طرح الفيلم في السينمات عسى أن يتخلص العالم من هذا الفايروس اللعين ، علما أن الجهة المنتجة للفيلم هي مجموعة قنوات كربلاء الفضائية و هذا الفيلم هو الفيلم الروائي الطويل الأول التي أنتجته المجموعة بعد إنتاجها للعديد من الأفلام السينمائية القصيرة التي حصدت الكثير من الجوائز حول العالم و لقد أشاد بها الكثير من النقاد السينمائيين و المهتمين بالوسط السينمائي ، كما ساهمت شركة عراق سيل للاتصالات بدعم الفيلم في مرحلة الإنتاج .

وعن رأيه في المشهد السينمائي العراقي وأبرز المعوقات التي يواجهها قال: كما تعلم حضرتك أن العراق له تأريخ سينمائي عريق لكن منجزاته السينمائية قليلة و كل هذا يعود الى الوضع السياسي المتقلب للبلد ، و خاصة في زمن النظام المقبور فقد تم تهديم البنية التحتية السينمائية بشكل كامل و أصبح إنتاج الأفلام مقتصراً على بعض المخرجين الموالين للنظام الحاكم ، و بعد سقوط النظام انتظرنا الفرصة التي جاءت متأخرة عبر مشاريع بغداد عاصمة الثقافة و التي كان من الممكن أن تكون فرصة ذهبية للنهوض بواقع السينما للعراق و لكن ماتت أحلامنا عندما شاهدنا العجب العجاب. وأضاف قائلاً: في العراق يوجد غياب للدعم الحكومي و غياب للمنتج المحلي و لهذا أصبحت صناعة السينما مهمة شبه مستحيلة ، و عجلة السينما ما زالت تسير ببطء لأن أغلب المخرجين يريدون الربح من الدولة من دون الخوض في شباك التذاكر و تحقيق أرباح مشروعة عبر عرض أفلامهم على الجمهور ، و لهذا فالسينما بالعراق بحاجة إلى منتج خاص ، محترف ،مثقف سينمائياً ، و يستطيع دفع فيلمه بالسوق العربية و المحلية من أجل تحقيق الربح المنشود و بالتالي يصبح لدينا اقتصاد سينمائي.. مستدركاً بضرورة أن

تساهم الدولة منح قروض تجارية بفوائد ميسرة لدعم الشباب و صناع الأفلام كافة من أجل صناعة أفلام روائية طويلة و دعمها كما تفعل دول الخليج في المساهمة في صناعة الأفلام ، و هذا المشروع ليس بالصعب اذا ما تبنته نقابة الفنانين االعراقيين مثلا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram