عمــار ســاطع
أكاد أجزم أن التحوّل الحقيقي في التحضيرات الفعلية لاستضافة مدينة البصرة للنسخة 25 من بطولة كأس الخليج لكرة القدم أواخر العام الحالي، قد بدأت على أرض الواقع فور إعلان القرار النهائي بفوز فيحاء الوطن وثغره الباسم بالملف الأقليمي الأبرز ليصبح الحُلم حقيقة وتَضحى الاُمنيةُ واقعاً لا محال!
الآن أصبحت البصرة هي خيمة الأشقاء الخليجة وجامعة لأبناء العمومة الذين وقفوا موقفاً مشرفاً من أجل أن يكون للعراق دوراً مهمّاً وأساسياً في عودته ليلتئِم الشمل عنده وبين جمهوره الكبير التوّاق لاحتضان هذا الحدث المُهم في أرض الرافدين بعد غياب دام 42 عاماً من استضافة بغداد لدورة كأس الخليج بنسختها الخامسة عام 1979!
الأهم أن يعي الجميع دوره وأن ينطلق من الآن ليضع منهاج عمله، كلٌ حسب اختصاصه، وعليه يجب أن توضع آلية وتُقَيَمّ بين فترة وأخرى وصولاً الى ذروة الانجاز، مثلما يُفترض أن تتم تشكيل لِجان ترتبط بالهيئة التنظيمية العُليا لبطولة كأس الخليج في البصرة شريطة أن تكون الهيئة من ذوي الاختصاص ومن أهل التجارب السابقة والخبرة العملية.
الهيئة العُليا التي ستعمل وستُشَكل يُفترض أن ترتبط بوزير الشباب والرياضة من جهة وبرئيس مجلس الوزراء وتُمنح صلاحيات وواجبات مؤقتة وكاملة، هدف تأسيسها هو إنجاح تنظيم البطولة وأن تكون مسنودة ومدعومة من قبل الجهات الإدارية في محافظة البصرة والرقابية والمالية في الحكومة العراقية!
إنجاح بطولة كأس الخليج بنسختها المقبلة يفترض أن يكون الشعار الذي ترفعه كافة اللجان العاملة التي ستنبثق عن الهيئة العُليا المُنظّمة للبطولة وتكون هذه اللجان مسؤولة عن أعمالها الموكَلة إليها، وأن تُنسّق مع المؤسسات المعنية كافة من أجل تحقيق النتائج التي تظهر على أرض الواقع شريطة أن تكون نسب النجاح مُرضية ومُقنعة إن لم نقل مُلبية للطموحات التي تتلاءم والحدث الخليجي الكبير!
أيها الأخوة.. نعلمُ تماماً أننا ابتعدنا عن فكرة تنظيم البطولات والمناسبات الرياضية لفترات طويلة لأسباب وظروف يعرفها الجميع، لكننا بالمقابل حققنا نجاحاً معقولاً في استضافتنا لبطولة كأس غرب آسيا صيف عام 2019 وتمكّنا من تجاوز العقبات والعراقيل في امتحاني مدينتي كربلاء وأربيل، وأصبحنا اليوم أمام اختبار واقعي في مدينة البصرة من خلال استضافة كأس الخليج؟!
وحينما نقول إن اختباراً واقعياً قريباً يتمثّل باستضافة كأس الخليج، فأننا نعني هنا مدّيات صورة النجاح التي سنحققها لِنُبهر الجميع، وهو ما يعني ضرورة تكاتف الجهود وتوحيد الخطاب والتأكيد على أهمية دور العراق الريادي في لمّ الشمل والتعاطي بشكل متوازن مع الحدث من دون العودة الى الانعطافات السلبية وعدم الاكتراث الى الأصوات النشاز وإهمال من يسعى الى دق أسفين الخطر بين هذا الطرف وذاك!
من وجهة نظرنا.. نرى أن تكون الجدّية حاضرة في الخطوات الاستباقية القادمة، وأن تكون الاختيارات مؤثرة مثلما تكون عملية الانتقاء صريحة ودون مجاملة تُذكر، والتركيز على النقاط التي من شأنها أن تُظهر حقيقة الشكل الأمثل والأكمل لما نريد تحقيقه والوصول إليه بقناعات رصينة وبحدود الواقعية!
وفي اعتقادنا أن الكرة اليوم باتت في ملعبنا.. ملعب الفريق الواحد المؤلّف من وزارة الشباب والرياضة ومحافظة البصرة واتحاد كرة القدم، وقد أزداد فريق العمل الواحد مع الإعلان الرسمي بمنح العراق حق استضافة البطولة، زاد عدد الفريق الواحد وأصبح اليوم أكثر بتواجد السلطة الرابعة المساندة والداعمة لحق العراق الى جانب تواجد الجمهور الحقيقي الذي سيلعب دوراً بارزاً في مؤازرة الجميع بلا استثناء، مؤازرة من منحنا أن نُكرّمهم بضيافتنا، الخليج وأبناء الخليج الأحبة.. نعم الفريق الواحد سيكون له مواقع حقيقية في الارتقاء بالحدث وتحقيق الإعجاز والإنجاز معاً في دعم البطولة وتنظيمها بما يؤكد توفير الأجواء المثالية الأفضل ليصل الجميع الى النتيجة النهائية ويفلح في التأكيد على صورة العراق وهويته البيضاء ودوره الفعليّ في المنطقة ككل.