عبدالله السكوتي وهذه كناية عمن احترف حرفة في غير اوانها، فمن المؤكد ان تعود عليه بالوبال، ومن وضع مالا في صناعة ففاته الربح وخسر رأس المال ؛ ويحكى في هذا ان احدهم اقتنى طبلا فأصبح طبالا وذهب الى احدى القرى يقرع على طبله بقوة ويبحث عن حفلات الختان والزفاف،
فما دعاه احد، فاستغرب لحال القرية، وسمع النواح في كل بيت يمر به، فاستفسر عن الامر فقيل له ان القرية اصيبت بالوباء، فلطم وجهه وندم على خسارته وقال:(بسنين الوبا صرنا طبلجيه).وكان الشاعر الملا عبود الكرخي قد باشر زراعة ارض له في قضاء المحمودية، وصادف ان بيع الحاصل بأبخس الاثمان، فخسر ماصرفه في ثمن البذر وأجور الفلاحين الذين قاموا بفلاحة الارض، فنظم في ذلك قصيدة مضمنا المثل حيث قال:(بصخيريجه زرعنا والسليميه/ وبسنين الوبا صرنا طبلجيه)كثيرون في هذا الوقت العصيب احترفوا حرفة لاتليق بهم ولاتتلاءم مع مستواهم الفكري ولذا نرى من قريب وبعيد حجم الخسارة التي تعرض لها العراق، وربما امتهن هؤلاء مهنة في غير اوانها ؛ ففي زمن النظام السابق احتكر رئيسه الشاشة الوحيدة وهي شاشة التلفزيون الرسمي، وكان العراقيون يتابعون التلفزيون وينظرون الى وجه الرئيس فإن كان مبتسما قالوا ان الحرب ستنتهي وان كان غاضبا فهناك هجوم، وان وجدوه لاهذا ولا ذاك فالامور على حالها ولم يتغير شيء ؛ اما الآن فقد اتسع الامر لكثرة السياسيين وتقلب امزجتهم بسبب او دون سبب مع انها اشارة حقيقية على حجم التحضر في تناول الديمقراطية، ومع هذا تستطيع ان ترى الفائز والخسران بتصريح يدلي به او لتشنج يتشنجه في لقاء تلفزيوني، والكثير من هؤلاء دخلوا الى مهنة السياسة بلا اوليات، خدمتهم الصدفة وربما القليل من الجرأة او الظرف فأصبح بعضهم بقدرة قادر سياسيا، لكن الامر لن ينتهي عند هذا وانما السنين الآتية ستفرز وتنقي وستعزل الصالح من الطالح، لقد وجد البعض ان السياسة مهمة سهلة ودعي ان يمثل هذا الحزب اوذاك لشهادة يحملها او تاريخ نضالي حتى وان كان بسيطا، مثلا سنة سجن في ابو غريب مع اختلاف الاسباب والدواعي فصار بالتزكية قائدا سياسيا، من حيث يعتقد ان القيادة ربما تكون تصريحات صحفية اولقاءات تلفزيونية، او ربما وسامة غير عادية وينسى ان الظروف الحالكة السواد والتجارب المريرة مع حنكة سياسية بعيدة هي التي تصنع القائد، الكثير من منظري السياسة لم يلجوا ابوابها ولم يدخلوا معتركها الصعب، لان السياسة مهنة الكبار الذين يحولون الخسارة الى نصر كما فعل استالين مع هتلر حين فاجأه بدخول روسيا فاحتال استالين على الامر وعن طريق معلومة بسيطة من عميل ألماني في اليابان تفيد ان اليابان حليفة ألمانيا لن تهاجم شرق روسيا في سيبريا، لذا قام استالين بتحويل قوات الشرق من سيبريا الى موسكو ولينين كراد لضرب الجيش النازي والانتهاء منه، حيث كان العامل الحاسم في حسم هذه الحرب هو المعلومة البسيطة التي حصل عليها العميل الالماني.لنفكر معا وبجدية هذه المرة ان العامل الحاسم في تشكيل الحكومة هو الاتفاق على تسمية رئيس الوزراء، ومن المؤكد ان نظام الدكتاتوريات قد ولى ولم يعد الرئيس بمفرده من يشغل الشعب اذا ابتسم او تجهم وانما هنالك برنامج ديمقراطي متكامل هو سيد الموقف وهو الذي سيعطي الامل للعراقيين باختيار رئيس وزرائهم، مع احتمال الانتهاء من العامل الحاسم، ليحمل من امتهن مهنة لاتلائمه اغراضه وليرحل كي لايكلفه هذا ان ينطبق عليه المثل السابق.
هواء فـي شبك :(بسنين الوبا صرنا طبلجيه)
نشر في: 22 مايو, 2010: 08:56 م