اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وحرارة الصيف تشتعل..مولدات الكهرباء الأهلية بين تذمر المواطنين وشكاوى أصحابها

وحرارة الصيف تشتعل..مولدات الكهرباء الأهلية بين تذمر المواطنين وشكاوى أصحابها

نشر في: 23 مايو, 2010: 04:49 م

عـدي الهاجري البصـــرةأزمة الكهرباء التي يشهدها البلد منذ سنوات،وما ينجم عنها من انقطاع للتيار الكهربائي يتخلل ساعات النهار واللّيل،جعل المواطن يضطر،من أجل الحصول على طاقة كهربائيّة تسدّ حاجته، إلى الاعتماد على مولدة صغيرة ينصبها في بيته ويحصل منها على ما يعوّض حرمانه من كهربائه الوطنيّة، أو يلجأ إلى مولدة الكهرباء الأهليّة في الحيّ الذي يسكنه، فيسحب منها، لقاء ثمن،
 عدداً من «الإمبيرات» تزيد من فرص حصوله على منافع الكهرباء العزيزة. وظاهرة أنتشار مولدات الكهرباء التي لا يخلو منها حيّ من الأحياء السكنيّة، غدت من التوسّع بحيث سهّلت ولادة تجارة جديدة هي تجارة بيع الكهرباء التي يتعاطاها أصحاب المولدات مستغلين مصيبتنا في الكهرباء الأمّ التي شاخت وهرمت، ففي كلّ أزمة يتردد، عادةً، المثل الصارخ (مصائب قوم عند قوم فوائد)! ويوماً بعد آخر أصبحت مولدة الكهرباء، سواء هذه التي نصبتها في بيتك، أم تلك التي تبعد عنك بعشرين متراً، صديقاً عدوّاً في الوقت نفسه، تحصل منه على كهربائك، لكنه يُفسد عليك هواءك، ويُلوّث بيئتك، ويُكدّر أذنيْك بهديره اللّعين، ويحمّلك أعباء لم تكن تفكّر فيها أصلاً، فضلاً عمّا تدفعه من جيبك من أجل سريان طاقته.   rnالحياة مع المولدات على الرغم من منافعها التي لا ينكرها أحد تجلب المولدات الكهربائيّة الكثير من المتاعب للمواطنين، وتثير تذمرهم وغضبهم؛ فالمواطن محمّد لفته المقيم، في حي الجمهوريّة، مثلاً، يقول: معاناتي مع صاحب المولدة لا تنقطع، ولولا هذا الصّيف الحارق ورطوبته، لكنت سحبت السلك الذي يصلني بمولدته، وأنهيت معاناتي! ويضيف: لا يتجاوز عمل هذه المولدة ستّ ساعات، ثلاث منها خلال الظهيرة، ومثلها خلال اللّيل، ومع ذلك تنقطع عادة عن العمل أثناء هذه السّاعات بأسباب تجدها جاهزة دوماً لدى صاحبها، فمرّة المواد الاحتياطيّة التي لا يجدها، وأخرى عطلات رأس التوليد، وثالثة الوقود وصعوبات الحصول عليه، ورابعة شدّة الحرارة وتعطيلها المحرّك، وحتى الماء المستخدم في تبريدها ويلاقي السيد صاحب المولدة مشقة في توفيره! وينهي محمّد تذمره قائلاً: أدفع عن كلّ أمبير من الكهرباء التي تأتيني من المولدة عشرة آلاف دينار، وهو مبلغ كبير على ما أحصل عليه فعلاًً من المولدة. rnمتصالحون مع المولدات أحمد كامل مواطن آخر من الجمهوريّة زعل على المولدة الأهليّة كما يقول بسبب عدم انتظام عملها، وأوشك أن يتخلّى عن الاستعانة بها، بالاعتماد على مولدة صغيرة داخل البيت، لكن بعدما تبيّن له أنّ هذه تكلفه كثيراً،عاد فتصالح مع صاحب مولدة الحيّ، لأنه اكتشف كما يذكر أنها أقل تكلفة من مولدته. جاسم حسين متصالح آخر مع أصحاب المولدات يسكن (خمسه ميل) يقول عنهم إنهم بشر مثلنا، يقدمون لنا خدمة حرمنا من منافعها، ولا داعي لأن نستكثر عليهم أجورهم التي يحصلون عليها لقاءها، لأنّها خدمة تُكلفهم مالاً ليس قليلاً فضلاً عن أعباء القيام بتشغيل المولدة والسهر عليها، وتحمّل نفقات موادها الاحتياطيّة، وأجور العامل عليها. لكن جاسم يعود فيتحفظ على عدد من أصحاب المولدات الذين يتعمدون تقليل ساعات التشغيل في مولداتهم. rnأصحاب المولدات يدافعون يقول أحمد خليل صاحب مولدة كهرباء في حيّ الجمعيات مدافعاً عن أقرانه تشتغل مولدتي على مدى سبع ساعات منتجة للكهرباء يوميا، ويتعذر عليّ زيادتها في أغلب الأوقات بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تستهلك المولدة في الصيف. وتحتاج المولدة يومياً إلى برميل وقود يساوي 220 لترا وهذا يعني أنني بحاجة إلى 30 برميلاً من الكاز كل شهر، والواقع أن دائرة توزيع المنتجات النفطية تزودنا بسبعة براميل لكل 100 ميكاواط، وكمية الوقود هذه لا تكفيني، فأضطر إلى شراء ما ينقصني من السوق السوداء، أو ألجأ إلى تقليل ساعات تشغيل المولدة مكرهاً.  ويضيف:» عملنا موسمي يتعلق بالصيف، ففي الشتاء يسحب أغلب زبائننا خطوطهم ما يقلل من مواردنا في هذا الفصل. ويشكو خليل من تباطؤ بعض مستهلكي كهرباء مولدته في دفع أجورها في مواعيدها فيضطره ذلك إلى الاستدانة ليسدد مبالغ الوقود الذي تستهلكه. وفي منطقة الأصمعي قال لنا صاحب مولدة اسمه ثائر مجبل إن عدم انتظام ساعات إمداد المواطنين بالكهرباء الوطنية يجعلنا نشغل المولدة ونطفئها في أوقات متقاربة في كثير من الأحيان وهذا من شأنه أن يستهلكها. فضلا عن معاناتنا من قاطع الدورة (الجوزة)، فبعضها بسبب رداءته من المنشأ لا يتحمّل أعباء الاشتغال كثيرا. ويعترف ثائر بأن بين أصحاب المولدات من يتحايل ويقوم بتقليل الفولتية بطرق فنيّة يزعم أنه لا يعرفها! ويعترف أيضاً بأن بعضهم يعمد إلى التجاوز على خطوط الكهرباء الوطنيّة فيقوم بسحب خطّ ثانٍ منها بصورة غير مشروعة. rnالحكومة المحليّة تتدخل وحرصاً منها على المواطن الذي يتزوّد بالكهرباء من المولدات الأهليّة، وضمان حقه في الحصول على قدر من التيار يعادل ما يدفعه من أجور، ومن أجل تذليل معوقات عمل المولدات تدخلت الحكومة المحليّة،ودعت أصحاب المولدات في عموم المحافظة إلى اجتماع ترأسه المستشار الأمني للسيد محافظ البصرة عقيل يوسف الذي استمع إلى شكاواهم من ضآلة ما يحصلون عليه من وقود،ووعد بتذليلها من خلال التنسيق مع دائرة توزيع المنتجات النفطيّة وض

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram