TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: مقترح يسبق الحدث!

معالي الكلمة: مقترح يسبق الحدث!

نشر في: 5 مايو, 2021: 10:11 م

 عمــار ســاطع

نعرف جيداً حجم الجهود الكبيرة التي بُذِلت من العديد من الشخصيات الرياضية المسؤولة والنجوم المؤثّرين بهدف استضافة مدينة البصرة لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم بنسختها 25، مثلما ندرك تماماً أن خطف البصرة لهذا الحق الغائب، منذ خمس نسخ سابقة، وأرجِئ الإعلان الرسمي عنها حتى قبل أيام في الدوحة، لم يكن سهل المنال أبداً، بل جاء ليكتب نصراً عراقياً على الصعيد الخليجي، والذي لم يكن ليحصل إلا بدعم الأشقاء وموقفهم المساند للعراق وجمهوره التوّاق لاستضافة تأجلت 42 عاماً!

ووفقاً للأجندة التي رَسمَتْ ملامح النجاح المؤطّر بمواقِف كتبها التأريخ، حيث موعد احتضان مدينة البصرة، ثغر العراق الباسم، لأخوتنا الأحبة، فإن من بين تلك المقترحات أن تقام بطولة الخليج خلال شهر تشرين الثاني المقبل، وهو موعد مميّز من حيث التوقيت وأحوال الطقس والأجواء المثالية وتسبق المونديال العربي الذي تضيّفه العاصمة القطرية الدوحة بشهرٍ واحدٍ، وتتلاءم مع فترة التحضيرات الرسمية للمرحلة الحاسمة من التصفيات المزدوجة لمونديال 2022 كأس آسيا في الصين عام 2023 التي تقام على أغلب التقديرات مطلع العام القادم.

وحتى نكون على المحكّ في كافة الاتجاهات، ونتجاوز العراقيل والارهاصات بأمكانياتنا، وندشّن الاستضافة الخليجية بطريقة استباقية للحدث الإقليمي، مُختبرين قدراتنا الإدارية والإعلامية والجهود الواقعية والدعم اللوجستي المُقدَّم لكافة اللجان المُشكلة والدوائر العاملة، باحثين عن فرصة إثبات الجدارة بالشكل الأكمل والأمثل الملتحقين بركب الدول التي تُنظّم الاستحقاقات لتصل الى درجة النجاح الفعلي على أرض الواقع، فإن مقترح تنظيم بطولة أقليمية وبمشاركة فعّالة، أصبحت مهمّة ومؤثّرة في تلك الفترة التي تسبق بطولة إقامة كأس الخليج في مدينة البصرة!

أجل.. من المهمّ جداً أن تقوم وزارة الشباب والرياضة وبالتنسيق مع اتحاد كرة القدم والجهات الإدارية في محافظة البصرة أن تُفعّل مقترح تنظيم بطولة تضم منتخبات المنطقة أو على الأقل دول الجوار وأن يكون تمثيلها بمنتخباتها الوطنية الأولى، وأن تُخصّص جوائز مهمّة للمشاركين والفائزين، كسراً للجمود الذي غَلبَ الواقع وتجاوزه بمسافات شاهقة، وكل ذلك من أجل إعادة العراق الى الواجهة، مثلما سيكون تأثير هذه البطولة فرصة مثالية مهمة لتقييم مدى التواجد بشأن هكذا حدَثْ شريطة أن ترتبط اسم البطولة المقترحة أو تكون معنية بأسم السلام ليضمن حينها كيفة تأدية رسالة الرياضة وترسيخاً لمفهوم المحبة والتسامح!

اعتقد أن مدينة البصرة وإمكاناتها ستَختبُر نفسها بنفسها من خلال الدخول في امتحان مُهم باستضافة بطولة ودية وبمشاركة العديد من المنتخبات مثل الأردن وإيران وتركيا والسعودية والكويت وسوريا وقطر ولبنان والإمارات وعُمان والبحرين وفلسطين وغيرها من دول أفريقية وآسيوية تؤكّد أن العراق يلعب دوراً رياديّاً في لمّ الشمل، مثلما ستكون فرصة فنية مثالية للمنتخب الوطني في معرفة موقعه من حيث المستوى مع بقية الدولة المتنافسة ودول المنطقة وتمنح فرصة إيجابية للملاك التدريبي للمنتخب في الوقوف على برنامج استعدادي في غاية الإيجابية قبل بطولة كأس الخليج التي تضيفها فيحاء الوطن!

من المهم جداً أن نستعيد الريادة عبر بوابة البصرة، وأن ندعم المنتخب الوطني، ونُقيّم أنفسنا بأنفسنا ونصل الى مرحلة النضوج في احتضان الضيوف، وكيفية إيجاد طرق تسهم في تحريك الشارع الرياضي باتجاه يُغيّر من بوصلة اللعب خارج حدود الوطن، بعد أن سئِمنا الترحال هنا وهناك لسنين طويلة، وإضافة لكل ذلك، فإن حجم التحرّكات ودرجات النجاح المتحقّقة والتُقارب معه، قد تجعل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA جياني إنفانتينو أن يكون حاضراً في محفلٍ ودّي قد يصل الى اعتماد البطولة دولية وتدخل ضمن روزنامة الاتحاد الدولي إذا ما وصلت الى المعيار الدولي وتقطَع أوصال الحظر الذي نال منّا الكثير، مع المساندة المُقدّمة من قبل رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة وتبنيه مع إنفانتينو قضية رفع الحظر عن كافة الملاعب العراقية لانتفاء الحاجة تماماً من استمراره.

وفي رأينا أن العراق سيضربُ أكثر من عصفور بحجر إقامة بطولة دولية تسبق كأس الخليج وتمنح فريقنا الوطني فرصة مثالية للتجمّع وخوض مباريات تحضيرية لكأس الخليج وبطولة العرب بالتصفيات المزدوجة بفترات مثالية للغاية، هذا الى جانب دعم قضية رفع الحظر وتوجيه رسالة السلام الى كل العالم.. مقترح أضعهُ أمام الدولة العراقية متمثّلة برئيس الحكومة ووزير الشباب والرياضة بهدف دراسة الأمر وتحقيقه على أرض الواقع، مع اعتبار البصرة عاصمة الرياضة العراقية بفعل وجود ثلاثة من الملاعب الجديدة وبالمواصفات التي تستحق أن تضيّف بطولة ودية قبل الحدث الخليجي المرتقب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram