اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الروائي كورماك مكارثي: خيال رؤيوي لما بعد الكارثة

الروائي كورماك مكارثي: خيال رؤيوي لما بعد الكارثة

نشر في: 23 مايو, 2010: 05:19 م

 ترجمة: نجاح الجبيليهناك رجال ينظرون إلى أطفالهم الذين ينامون بهدوء في منتصف الليل ويشعرون بالأمن بمعرفة كل شيء على ما يرام في هذا العالم. وكورماك مكارثي ،نبي أمريكا المتوحد الذي يبلغ الآن 76 سنة، ليس من هذا النوع من الرجال.حين نشرت روايته "الطريق" عام 2006
وصف كيف ظهرت بهذا الشكل:" قبل أربع أو خمس سنوات ذهبنا أنا وابني جون الذي كان يبلغ حينئذ الثالثة أو الرابعة إلى مدينة "إل باسو" في ولاية "تكساس" نزلنا في فندق قديم هناك. وفي إحدى الليالي وبينما كان جون نائماً وكانت الساعة تشير ربما إلى الثانية بعد منتصف الليل خرجت أنا وألقيت نظرة على هذه البلدة من خلال النافذة. لم يكن هناك شيء يتحرك لكني استطعت أن أسمع القطارات وهي تدخل، وكان صوتاً موحشاً. وتكونت في ذهني حالاً صورة لهذه لما يؤول مصير هذه المدينة بعد 50 أو 100 سنة .. تحترق على التل وكل شيء يؤول إلى الخراب. وفكرت كثيراً بابني الصغير. لهذا كتبت صفحتين ثم بعد أربع سنوات أدركت بأن ذلك كان صفحتين من كتاب، كان كتاباً وكان يدور حول ذلك الرجل وابنه".هذا الكتاب حول الرجل وابنه جعل مكارثي يفوز بجائزة بوليتزر من بين الآخرين واختير على نحو متباين كونه أعظم روائي خلال العقد الذي مضى. وقد أطلق فيلم معد عن الرواية في فجر غامض لعقد جديد من بطولة "غيغو مورتنسن" في دور الرجل و "كودي سمتمكفي" في دور الابن.وزعم مكارثي في مقابلاته النادرة بأن رواية "الطريق"  هي قصة "عن الطيبة"، لكن بما أنها تصور أمريكا ما بعد الكارثة التي تحكمها قبائل وحشية من أكلة لحوم البشر ويهاجمها مرض مهلك وذوبان جوي فإن هذا يصدق فقط بالعلاقة بروايات مكارثي الأخرى مثل "خط زوال الدم" و"لا وطن للرجال المسنين" بالأخص- إذ الرعب والموت لا نظير لهما.يقال في هذه الأيام حول فشل السياسيين في قمة كوبنهاكن على الاتفاق على استجابة جوهرية للكابوس الأسوأ لعلماء المناخ بأنهم  بحاجة إلى الخيال لتحري ذلك المستقبل. وقبل انعقاد القمة ربما كان يجدر بهم أن يقرأوا رواية "الطريق".  إن مكارثي الذي غالباً ما يبدو متحدياً للعهد القديم، ليس لديه أي مشكلة مع تخيل ما هو أسوأ. إن الحدث المحدد الذي يسحب اللون كله من العالم الأمريكي ويتركه غارقاً في الدم ومغطى بالرماد "أراضي جرداء" لم يجر تفصيله في الكتاب على الرغم من أنه في الفيلم ،حسب وصف المخرج الأسترالي جون هلكوت، يصبح حكاية عن "انتقام الطبيعة: إننا بالتأكيد ضاعفنا التحذير البيئي".يقضي مكارثي أكثر وقته في معهد سانتا قرب بيته في نيو مكسيكو وهو معهد متعدد المعارف أسسه طبيب من "لوس ألموس" اسمه "موراي جيل-مان" لدراسة "الأنظمة المعقدة". يبدأ مكارثي هناك ويعد عدداً من العلماء أصدقاء له. وحين سأل مؤخراً في لقاء مع صحيفة "وول ستريب جورنال" عن طبيعة الكارثة في رواية "الطريق" أجاب بالقول:" ليس لديّ فكرة. يمكن أن تكون أي شيئ- نشاط بركاني أو يمكن أن تكون حرباً نووية. الأمر ليس مهماً في الواقع. والمسألة برمتها الآن هي ماذا سنفعل؟ المرة الأخيرة التي انفجرت فيها عين البركان في "يلوستون" كانت قارة أمريكا الشمالية برمتها تحت حوالي قدم من الرماد. الناس الذين غطسوا في بحيرة "يلوستون" يقولون أن  هناك انتفاخاً في الأرضية ارتفاعه الآن حوالي 100 قدم والمسألة برمتها هي مجرد نوع من النبض أو الذبذبة. تحصل على أجوبة مختلفة من أناس مختلفين فيمكن أن تحدث خلال ثلاثة أو أربعة آلاف سنة أو ربما تقوم يوم الخميس..". غير أن رؤاه المرضية جوهرية جداً في قصها أنها أقنعت أولئك الذين راهنوا خارج المنطقة الأكثر فروقاً دقيقة. ليس هناك شيء عام سوى المجتمع في كتب "مكارثي" – أو الكثير في طريق العائلة أو الحياة المنزلية- وكأنه ليس هناك أحد على نحو متكرر في حين كان في سن الرشد. ولم يبدأ الأمر بتلك الطريقة: كان الابن الأكبر لمحام بارز من شرق تنيسي. كان لديهم بيت كبير اكرات من الأرض والخدم.  تمرد مكارثي ضد أبيه مبكراً؛ لم ير قيمة في المدرسة وفضل السعي المكرس وراء أشيائه الغريبة. ويتذكر قائلاً:" أتذكر في مدرسة النحو المعلم وهو يسأل إن كان أي واحد لديه هوايات. كنت الوحيد الذي لديه هويات وكان لديّ كل هواية هناك.. سمّ إي شيء مهما كان سرياً. استطيع أن أعطي أي إنسان هواية ولا تزال لديّ 40 أو 50 للعودة إلى البيت".تم طرده من جامعة تنيسي وانخرط في أعمال ويتركها لمدة طويلة بعد ذلك. التحق بالقوة الجوية سنتين وبدأ يقرأ الكتب فقط حين أرسل إلى ألاسكا حيث كان هناك القليل لعمله. وعلى الرغم من إنه تزوج مرتين ( المرة الثانية في الستينيات من مغنية بريطانية في رحلة بالباخرة)، ولديه ابنان فإنه قضى معظم حياته في طريق وآخر يعيش في النزل الفقيرة (في عام 1992 حين ظهر أول جزء من "ثلاثية الحدود" عن الغرب ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram