 الناصرية/ حسين العامل عشرات الشاحنات المحملة بمحاصيل الحبوب تتزاحم أمام بوابة سايلو الناصرية وهي بانتظار استكمال إجراءات معقدة للسماح بتفريغها بعد انتظار طويل يمتد في معظم الأحيان الى سبعة أيام يتحمل من جرائها الفلاحون المزيد من المتاعب وأجور النقل الإضافية .
يقول خالد ناصر وهو يتحدث عن مكابداته ومكابدات أقرانه من تعقيدات وروتين عملية تسويق المحاصيل الزراعية: كنت في العام الماضي أسوق محاصيلي من الحنطة والشعير الى سايلو الرفاعي الذي لا يبعد عن ناحية الدواية التي اسكنها سوى 25 كم اما هذا العام فقد حولوني الى سايلو الناصرية الذي يبعد اكثر من 60 كم عن ناحية الدواية وهذا ما حملني اجور نقل مضاعفة حيث ما زلت ومنذ سبعة ايام انتظر دوري امام سايلو الناصرية لغرض استكمال الموافقات الرسمية لتفريغ الشاحنة . مشيرا الى ان كل يوم تاخير يكلفه 75 الف دينار اضافية يدفعها لصاحب الشاحنة فضلا عن اجور النقل المتفق عليها .  ويعزو رئيس لجنة السحب والرقم السري في الشركة العامة لتجارة الحبوب في ذي قار إبراهيم علي جبر أسباب التاخير في استلام محاصيل الحبوب من الفلاحين الى الإجراءات المتبعة في سحب النماذج من الحبوب وتحديد الرقم السري الذي استحدث مؤخراً لتجنب حالات الرشوة عند فحص محاصيل الحبوب في مختبرات الشركة مشيرا الى ان السايلو وبإمكانات متعهد التفريغ المتواضعة ( قطاع خاص ) لا يتمكن الا من تفريغ نحو 40 شاحنة في اليوم الواحد لافتا الى ان عملية التفريغ تتم بصورة يدوية بعد ادخال منظومة التفريغ في سايلو الناصرية للصيانة. ومن جانبه يشير محمد حسن  (فلاح) الى حجم الخسائر التي تكبدها الفلاحون في الموسم الزراعي الحالي قائلا :ان تسويق محاصيل الحبوب بالسعر الحكومي المعتمد حاليا فيه خسارة كبيرة للفلاح حيث جرى تخفيض سعر الطن هذا العام الى ما يقرب النصف مما كان عليه في العام الماضي منوها الى انه سوق الطن الواحد من الشعير في العام الماضي بسعر 725 ألف دينار في حين جرى تسويقه هذا العام بسعر 450 الف دينار للطن لافتا الى ان ذلك تسبب بخسارة مالية كبيرة للفلاح الذي اخذ يواجه المزيد من المصاعب والمعوقات سواء في تامين المستلزمات الزراعية او في عملية تسويق محاصيله الى الشركة العامة لتجارة الحبوب مشيرا الى تأخر الشركة المذكورة في إطلاق المستحقات المالية للفلاحين منوها الى ان الفلاحين ورغم مضي اكثر من 20 يوما على المباشرة بتسويق المحاصيل الا ان الشركة لم تسلم ايا منهم  ثمن المحاصيل المسوقة مبينا أن إجراءات استلام أثمان محاصيلهم في العام الماضي استغرقت نحو عام كامل وعبر أربع دفعات .وعن الاجراءات التي ستتخذها الحكومة المحلية  في ذي قار لتخفيف الاعباء عن الفلاحين قال نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الهادي موحان الذي زار سايلو الناصرية للاطلاع ميدانيا على إجراءات تسويق المحاصيل الزراعية :ان لدى مجلس المحافظة عدة اجراءات لتخفيف الأعباء عن الفلاحين ولا سيما في عملية التسويق حيث تقرر تشكيل لجنة لهذا الغرض كما اتخذنا اجراء اخر  يتمثل بتامين مواقع تخزين اوسع تستوعب المحاصيل المسوقة حيث ان المواقع المخصصة لاستلام الحبوب في السايلو لا تستوعب كامل الكميات وهذا هو احد عوامل تأخر الاستلام من الفلاحين.