TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الأمن ليس شركة مساهمة

العمود الثامن: الأمن ليس شركة مساهمة

نشر في: 17 مايو, 2021: 10:19 م

 علي حسين

منذ البداية كان الخبر الذي يصدر من الجهات المختصة مادة للتندر والضحك، ودليلاً على أن المواطن يعيش في دولتين واحدة في الخضراء تقودها الحكومة وأخرى تتوزع حصصها على الأحزاب السياسية. وفي النهاية تبين أن الحكومات الثانية تتكاثر باستمرار وتتحول إلى دويلات لها قانونها الخاص.

وأذكر أنني كتبت في هذا المكان عن العشائر والجهات السياسية التي تهدد الحكومة في كل صباح ، وكيف انها تثور وتعترض على أي إجراء أمني تحاول فيه الحكومة البحث عن قتلة شباب الاحتجاجات، وقبل أن تسأل عزيزي القارئ ما هي الإجراءات التي تتخذها العشائر ومعها بعض القوى السياسية ضد الحكومة؟، أحيلك إلى حادثة خطف الشاب سجاد العراقي الذي لا يزال مختطفاً ومغيباً في واحدة من مناطق الناصرية، وحين قررت الحكومة البحث عنه أصدرت إحدى العشائر بياناً طالبت فيه بسحب قوات الأمن وأن تعود إلى مكانها، والسبب أنها لم تستأذن رئيس العشيرة وهي تقوم بالبحث عن شاب مخطوف، تتستر العشيرة على الخاطف، فلا يجوز في عرف العشيرة صاحبة البيان "الثوري" أن تدخل القوات الأمنية دون إذن مسبق من شيخ العشيرة، ولهذا لا بد للحكومة من الرجوع عن قرارها " الجائر " بتحرير الشاب المخطوف وإعادة الهيبة إلى العشيرة، أما ماهي هذه الهيبة فهي في نظرهم أن يستمر مسلسل الخطف، وأن تأخذ القوات الأمنية موقف المتفرج، وأن يتولى رئيس العشيرة إدارة الملف، المهم أن تبقى أمور العباد والبلاد بيد العشيرة.. قبل أيام أعيد استنساخ حكاية سجاد العراقي ولكن هذه المرة في البصرة، حيث قامت إحدى العوائل بمهاجمة القوات الأمنية بعد محاولة اعتقال أحد المتهمين .. وهددت وتوعدت بل اطلقت الرصاص على مقر الاجهزة الامنية تحت شعار " بيتنه ونلعب بيه " .

لا بد من أن مواطناً مثل جنابي لا يجد غرابة في بيان هذه العشيرة، وهي تجد نفسها فوق الدولة والقانون، لا أدري ماذا سيقول العالم المتحضر وهو يسمع ويشاهد دولة لا يقبل رئيس عشيرة فيها أن تدخل قوات أمنية المنطقة التي يسكنها، ولا أدري هل من أساسيات بناء الدولة، التي يتشدق بها النواب الطائفيون والقبليون، أن نقف في وجه مؤسسة أمنية تريد القصاص من مجرمين؟.

إنها دولة عشائر واحزاب ومواعظ وإرشادات، يعتقدون انها س تكون علاجاً لمشاكل العراقيين.. حكاية "وحوش الشاشة" ون يقف ورائهم تثبت لنا بالدليل القاطع كيف سرق منا حتى الحلم بمجتمع مستقر مزدهر. وتعالوا نتساءل لماذا أصبحت غالبية الناس لا تصدق بيانات الاجهزة الامنية ؟

إن النتيجة المباشرة للاستسلام لمنطق العشيرة والجماعات السياسية وفلسفة اعتبار الامن شركة مساهمة بين العشيرة والدولة ، لا بد ان تجرنا الى الخراب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

 علي حسين دائما ما يطرح على جنابي الضعيف سؤال : هل هو مع النظام السياسي الجديد، أم جنابك تحن الى الماضي ؟ ودائما ما اجد نفسي اردد : أنا مع العراقيين بجميع اطيافهم...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان البحر الاحمر فسيفساء تتجاور فيها التجارب

 علاء المفرجي في دورته الخامسة، يتخذ مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي شعار «في حب السينما» منهجًا له، في سعيه لإبراز هذا الشغف الكبير والقيمة العليا التي تعكسها كل تفصيلة وكل خطوة من خطواته...
علاء المفرجي

لمناسبة يومها العالمي.. اللغة العربية.. جمال وبلاغة وبيان

د. قاسم حسين صالح مفارقة تنفرد بها الأمة العربية، هي ان الأدب العربي بدأ بالشعر أولا ثم النثر، وبه اختلفت عن الأمم التي عاصرتها: اليونانية، الفارسية، الرومانية، الهندية، والصينية.. ما يعني ان الشعر كان...
د.قاسم حسين صالح

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

جورج منصور في عالمٍ يتسارع فيه كلُّ شيء، ويكاد الإنسان أن ينسى نفسه تحت وطأة الضجيج الرقمي والركض اليومي، يظلُّ (معرض العراق الدولي للكتاب)، بنسخته السادسة، واحداً من آخر القلاع التي تذكّرنا بأن المعرفة...
جورج منصور
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram