عامر القيسياتصلت باحد الاصدقاء العرب من المهتمين بالشأن العراقي، وشكوت له حقيقة، ان الصفحة الاسبوعية التي نتناول فيها القراءة العربية للوضع العراقي، نعاني فيها من عدم موضوعية التناول العربي للشأن العراقي اعلاميا، بعد ان غسلنا ايدينا من الناحية السياسية والاقتصادية والارهابية!
وبينت له ان الصحفيين العرب يتناولون الشأن العراقي، كما لوانه في جزر القمر أو جزر الواق واق، أو ان الاطلاع على الاحداث العراقية والتجربةالعراقية من الامور المحرمة أو المستحيلة، ورحت"افضفض"قهر قلبي من رؤية اخوتنا واولاد عمومتنا الصحفيين العرب الذين يتناولون الوضع العراقي بنوع من الاستخفاف،ربما من باب الجهل، غير متصورين، ان الكلمة عندنا، قد يكون ثمنها دما!كان صاحبي صامتا، واعتقدت لوهلة ان الخط قد انقطع بيني وبينه، لكنه فاجأني بنبرة مختلفة وقال، كلامك يارجل بلا معنى وحكيك بلا طعم ونرفزتك فارغة ومسقعة". اندهشت صراحة، فانا لم اتعود منه هذه اللهجة، حتى في اعز لحظات"الميانة"التلفونية، سألته، مابك يأخي.. شبيك كلي شبيك"قال لي الصديق العربي الذي كان يبكي يوم كان الدم العراقي يساح على الارصفة."يارجل قبل ان تحكي على العرب، شوف الفضائيات تبعكم، البعض منها اتعس من اعلام الارهابيين، يقدمون لنا خطابا،يبدو فيه العراق شعبا وارضا وكانه يسير الى الهاوية، وان الحياة فيه متوقفة، او انها تسير بحكم الضرورة وبقدرة قادر، فالانتخابات فاشلة، والقاعدة في كل مكان والاميركان يعبثون بالبلاد والعباد، لاأطبا ولا مهندسين ولا معلمين، الجميع يغادر البلاد بلا عودة. هذا هو مايقدم لنا، اما صوتكم فمبحوح والاعلام الذي ينبغي ان تمارسه السفارات لتوضيح الصورة يكاد ان يكون معدوما.. فلا تعتب على أحد، واقول لك اذا عرف السبب بطل العجب! عالجوا الموضوع بينكم لكي يراكم الآخرون بصورة أخرى.انهيت المكالمة مع صديقي العربي حزينا، ونسيت حتى الاسباب الحقيقية للمكالمة وشكرته على ملاحظته التي نعرفها جيدا ونغض الطرف عنها،لاسباب عديدة، واقول حقيقة، ان بعض الفضائيات العراقية، لايسبقها حتى تنظيم القاعدة في تحريضاته، وتكمن خطورة هذا النوع من الاعلام انه يبرقع نفسه بعباءة الوطنية والحرص على العراق، واذا كنت تجد مجالا لرفض الخطاب المفضوح، الا ان الخطاب الذي يظهر ويبث باعتباره وطنيا لاوحريصا يجد طريقه الى عقول الناس والى قناعاتهم وبالتالي يؤثر على موقفهم من العملية السياسية في العراق. اما مسألة قصور السفارات في القيام بواجباتها، فهذه مسألة مؤشرة وقد كتبنا عليها أكثر من مرّة وقلنا ان الدور الاعلامي الذي من الممكن ان تقوم به السفارة، وتحديدا في البلدان العربية، بامكانه ان يغير الكثير من القناعات، بما فيها القناعات الشعبية، لترى الوضع العراقي على حقيقته. وحتى ذلك الحين لايسعنا الا ان نقول كل الحق على الطليان.
كتابة على الحيطان: الحق على الطليان..
نشر في: 23 مايو, 2010: 07:13 م