TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (سدارة)

هواء فـي شبك: (سدارة)

نشر في: 23 مايو, 2010: 07:51 م

عبدالله السكوتيوهذه كناية عمن يتزيا بزي اهل العلم والافندية وهو لايعلم شيئا سوى لبس (السداره) والسدارة غطاء للرأس كان مألوفا في بغداد يلبسها الافندية والمثقفون، ويروى عن احدهم انه كان من الفضل والعلم والذكاء على جانب كبير، وصادف انه كان ماشيا في الطريق فتقدمت اليه امرأة عجوز وسلمت اليه رسالة وطلبت منه ان يقرأها لها،
 ولما فتح الرجل الرسالة وجد الخط الذي كتبت به من الرداءة بحيث لم يتمكن من قراءته، فاعاد الرسالة الى العجوز، واعتذر لها قائلا: انا لا اعرف القراءة والكتابة، فعجبت العجوز منه وقالت له:اذا كنت لاتقرأ ولاتكتب، فلماذا تلبس هذه السدارة، فما كان من الرجل الاان خلع السدارة ووضعها على رأس العجوز وقال لها: اذا كانت القراءة بالسدارة فتفضلي انت واقرئي الرسالة، وآخرون يروون انه كان يلبس العمامة وليس السدارة.الكثيرون غشتهم السدارة وتصوروا ان من يرتديها سيخرج البلاد من محنتها ولم يعلم هؤلاء ان التخصص مهم جدا ولايمكن لعالم الرياضيات ان يجري عملية جراحية وان امكن ان يعزف احدهم بنفس الوقت على آلتين سيعزف ولكنه من المؤكد سيضيع اللحن الاصلي وسيدخل الى دهاليز كثيرة ويدخل الناس معه، وبالامس وفي مكان ما حاورت احد الاطباء فتمنى هذا الطبيب ان تكون الميزانية المخصصة لوزارة الصحة ضعف ماهي عليه، وان يعاد العمل بالتعيين المركزي لخريجي كلية الطب، وان ينقل الطبيب الى المحافظات بحوافز معقولة والايكون النقل عقوبة، وآخر ماتمناه الطبيب ان يكون وزير الصحة متخصصا بالباطنية، وليس من الضروري ان يرتدي الوزير سدارة ولا من الضروري ان يرتديها من يدفع به الى سدة الوزارة. ان نظام المحاصصة نظام بغيض واستطيع ان اقول انه سبب كل ماوقعنا به من اشكالات، فهذه الوزارة لفلان وتلك الدائرة لعلان وتركنا الكفاءات الجيدة وراء ظهورنا او شملناهم بقانون لاخراجهم خارج حدود اللعبة، ولا اخفي خوف الشعب من المرحلة المقبلة اذ انها تبشر بمحاصصة مقبلة ايضا، ومنذ الان بدأ التوزيع وبدأت الاتفاقات، ومع هذا ومع وجود المحاصصة، تبقى المشكلة مرهونة بالاختيارات، فربما يكون عالم الذرة وزيرا جيدا للعلوم والتكنلوجيا، وسيرفع رأس الكتلة التي جاءت به، وسيكون القاضي الجيد وزيرا جيدا للعدل وان جاءت به المحاصصة الى ان نستطيع ان نتخلص منها خطوة خطوة، اما ان نتهم المحاصصة ونأتي بشخصيات غير كفوءة، فاننا سنكون في هذه الحالة قد جمعنا على الشعب نارين ؛ نار المحاصصة ونار سوء الاختيار ؛ لقد بشر السياسيون بحكومات مطعمة بالتكنوقراط، وفعلا كان وزير التعليم العالي ناجحا وقد وضع الخطط ونفذ الكثير حتى يشاركني الرأي من لديه طالب في الهندسة او الطب ان الدراسة عادت كما كانت امتحانات حقيقية، كشف للمزورين والمتلاعبين ومحاسبتهم، دقة في اختيار الاساتذة والكفاءات، نعم هناك ضغط ولكنه في صالح الطالب كي يكون بعد التخرج مهندسا ناجحا او طبيبا كفوءا، هذا الرجل لم تكسبه السدارة هيبته وانما بالعلم فقط استطاع ان يحقق الكثير، ويبقى الوزير اللامنتمي لكتلة ضعيفا لكنه يعمل بعيدا عن التوجيهات الخارجية والتأثيرات التي تأتي من فلان وفلان ومهما يكن ابو السدارة عليه ان يعمل لخدمة الناس فقد قالوا قديما:(ياحلو يابو السداره            متيمك سويله جاره)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram