عمــار ســاطع
لا أجد أن هناك أي تفسير منطقي لتأجيل مسابقة دوري كرة القدم الممتاز لمدة تصل الى أكثر من ثلاثة اسابيع، نتيجة ارتباط عدد من لاعبي فرق الأندية في استحقاق المرحلة المرتقبة من التصفيات الحاسمة المؤهلة الى المحطة الأهم في المنافسات الآسيوية المزدوجة؟!
وحينما نقول أنه لا يوجد أي تفسير منطقي، فإننا نعني هنا تحديداً عدم التأثير الكبير الذي سيخدم فريقاً على حساب فريق آخر من عملية التأجيل لكون أغلب اللاعبين الذين تمّت دعوتهم من قبل السلوفيني كاتانيتش لمواجهات المنامة الثلاثة أمام كل من كمبوديا وهونغ كونغ وإيران والتي ستقام في النصف الأول من الشهر المقبل، لن يؤثر غيابهم على أنديتهم خاصة وأن هناك نوعاَ من أنواع التوازن في عملية الاستدعاء بين الفرق!
قد يكون المسوّغ الذي تذهب اليه تطبيعية الكرة هو إضفاء حالة منح الفرص للفرق التي أعطت لاعبيها للمنتخب في مهمّة وطنية خالصة، غير أن الجولات السبع المتبقية والمباريات المؤجلة من جرّاء المشاركة الفقيرة للقوة الجوية والشرطة في دوري أبطال آسيا، تعطينا ملامح أكثر نُضجاً من القادم، كون الدوري سيتوقف للمرة الثالثة هذا الموسم وربّما يصل ختامه الى منتصف شهر تموز المقبل، وهو أمر يُذكّرنا بما كان عليه واقع لجنة المسابقات باتحاد الكرة حينما كانت الدوري يزحف في تاريخه ليصل الى أشهر ترتفع فيه درجات الحرارة وتقلّ فيه معدلات عطاء اللاعبين!
من حقنا أن نُعلّق على موضوع تأجيل مسابقة الدوري، وهو تأجيل غير مُبرّر بصورته المنطقية، إذ أن لجنة المسابقات وهي اللجنة الأكثر اشراقاً في تطبيعية الكرة في يومنا هذا سارت في طريق مميّز ونجحت في التنظيم بالشكل الذي أعاد الى أذهاننا فترة الثمانينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي، يوم كان هناك احترام للمسابقة واحترام لأجندة المباريات، بمقابل أن يتم ايقاف المسابقة بسبب مشاركة 18 من اللاعبين الذين تمّت دعوتهم للمنتخب وهم موزّعون على أندية النخبة بشكل متقارب من حيث عدد اللاعبين من كل نادٍ، فأعتقد أنه أمر سلبي قد يتسبّب في إضعاف روحية المنافسة بين الفرق من جهة ويخلص فيما بعد الى أن يضعنا أمام مؤشرات قد تؤثر حتى على انطلاق المسابقة في الموسم المقبل!
نقول.. بالتأكيد إن مهمّة منتخبنا الوطني مهمة كبيرة، ومهمة نطمح أن نواصل فيها المشوار بالشكل الذي يجعلنا متسيّدين للمجموعة الثالثة ونكون في وضع أفضل حتى في عملية الدخول بمستوى التصنيف في المرحلة اللاحقة، لكن أن يتم إيقاف المسابقة وهي تسير وفقاً لما هو مخطّط لها، فهذا هو ما قد يُخدش الصورة الحقيقية للدوري الذي ما لبث أن عاد الى شكله ومضمونه الذي كُنا جميعاً نبحث عنه منذ أمد طويل!
وفي رأينا أن الهيئة التطبيعية لا تتحمّل وزر ما حدث من تأجيلات قارية لمنافسات التجمّع، قبل أن تصل الى محطة لا يمكن أن تؤجّل مرّة رابعة، وكل ذلك جاء بسبب جائحة كورونا التي عطّلت جداول الاستحقاقات، بمقابل أن تكون التطبيعية أكثر عزماً وإصراراً على إبقاء المنافسات قائمة دون تأجيل، مثلما كان عليها أن تُقرّ باستمرار منافسات بطولة الكأس والتي وصلت الى مراحل متقدّمة، وهو ما يعني أنها تحترم المسابقتين ولا تُفرّق بينهما، وألا كيف أبقتْ التطبيعية على إقامة مباريات مسابقة الكأس، بغياب اللاعبين الدوليين المسحوبين من فرق القوة الجوية والشرطة والزوراء وغيرها من فرق، بمقابل تأجيلها للدوري لمدة تقترب من الشهر، في ظلّ ما تعانيه الأندية من ضائقة مالية وتقترب عقود بعض اللاعبين المحترفين في الأندية من انتهاء تواريخها، هذا الى جانب دخولنا في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة!
ندرك جيداً ما تواجهه التطبيعية من ضغوطات، لكن الحق يجب أن يُقال، إذ أن الإبقاء على عطاء اللاعبين لما تبقّى من عُمر الدوري مهم، خاصة وأن المنافسة بدأت تشتدّ أكثر في ظلّ تقارب فرق القمّة من بعضها في النقاط ودخول فريق النجف ضمن ثلاثي المقدمة، وهو ما يعني أن الحاجة أصبحت مُلحّة بخصوص الاستمرار على نكهة الصراع بين الفرق على المسابقة، مثلما أضحت الفرق التي تحتل المواقع المتأخّرة في منافسة من أجل الهروب من شبح الهبوط الى دوري الدرجة الأولى للموسم المقبل! .
اتمنّى أن تصل الفكرة لأهل الشأن دون الدخول في دهاليز المزايدات الوطنية والتي تُبعدنا فيما بعد عن مختصرات نتمنى أن تصبّ في نهايتها لصالح المنتخب، الذي لن يتأثر كثيراً في استمرار الدوري وإبقاء المنافسة قائمة بين اللاعبين، خاصة وأن مدرب المنتخب اختار عناصره التي يعتقد أنها الأفضل أو ربّما أكثرها تحقيقاً لأفكاره في الأديم الأخضر!