إياد الصالحي
خدعوك وقالوا (كاتانيتش لا يُبالي .. ومنتخبنا بالعلالي) محاولة يائسة لمشاعر أدمنت مسايرة الظروف كيفما وقعت هرباً من المساءلة فيما لو قطعت المنامة تذاكرعودة الأسود للوطن مساء السادس عشر من حزيران بخيبة أمل لن يجد السلوفيني خياراً هو الآخر غير العاصمة (يليوبليانا) يتوارى فيها عن الانظار لعلّ العراقيون ينسوه ويلعنوا حظهم التاسع العاثر في طريق المونديال!
مَنْ يستَبعِدَ هذا السيناريو في خِضم أزمة تعويض كاتانيتش لتسعة لاعبين مهمّين ينتسبون لنادي الشرطة الرياضي تركوا معسكر البصرة تنفيذاً لأمر إداري مرتبط باستحقاق بطولة الكأس بستة بدلاء، أثنان منهم فقط يتمتّعون بالخبرة؟ لا أحد يمكنهُ ذلك، بل وصل حدّ توتر العلاقة بين النادي والهيئة التطبيعية الى تمسّك كل طرف بموقفهِ كأنهما يخوضان معركة (سحق العظام) مثلما وصفها أغلب متابعي حرب بياناتهما المقروءة أو المرئية، وليس في وسط رياضي يتّسم بروح التعاون من أجل تحقيق هدف مشترك يسمو بسُمعة منتخبات الوطن في التنافس الخارجي.
نحرص أشدّ من إدارة نادي الشرطة على ظهور فريقهم بكامل التشكيلة أمام الميناء ضمن الدور رُبع النهائي لكأس العراق كأستحقاق طبيعي في ثاني بطولة من ناحية الأهمية ضمن مسابقات الكرة العراقية، ومواصلة مشواره في حال الفوز، وكذلك نشدُّ على أيدي رئيس وأعضاء لجنة المسابقات لنجاحهم في إقامة هذه البطولة بانتظام يُصاحب منافسات الممتاز والرديف والشباب والناشئين والصالات، برغم تحدّيات وباء كورونا، فيما عجزت دول أخرى تمتلك أفضل الملاعب والنظام الصحّي المتطوّر عن مواصلة مسابقاتها وقرّرت إلغاء الموسم أملاً بتحسّن الظروف في الربع الأخير من العام الحالي.
مَنْ غدر بمَنْ؟ سؤال يبحث عنه الجميع حال انتشار خبر عاجل يفيد بطلب إدارة الشرطة سحب لاعبيها من معسكر المنتخب بعد ساعة واحدة من إعلان الموقع الرسمي للهيئة التطبيعية مواعيد بطولة الكأس عقب انتهاء الوحدة التدريبية الأولى للأسود يوم التاسع عشر من أيار الجاري، أي أن توقيت خبر التطبيعية لم يكن بريئاً بعدما استغلّ التحاق جميع لاعبي الفرق الجماهيرية الثلاثة القوة الجوية والشرطة والزوراء بالمهمة الوطنية في البصرة، وفي الوقت ذاته لم تتناسب ردّة الفعل السريعة للنادي بارسال باصه صباح اليوم التالي لسحب اللاعبين مع حراجة موقف المنتخب الذي تنتظره مباراتين إعداديتين تؤهّلانه كما يفترض للدخول في الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم قطر 2022 بحذر كبير!
لن نتهم أحداً بمحاولة النيل من مكانة الآخر أو اخضاع إرادة فلان وقهر علان لغايات شخصية، لكن نستغرب أن تهمِل لجنة المسابقات لقاء ممثلي ثلاثة أندية مهمّة وملزمة بأداء واجبين مع (المنتخب والكاس) ولا تعرض عليهم خيارات مواعيدها المثبّتة لبطولة الكاس قبل استدعاء لاعبيهم لمعسكر البصرة بوقت مبكّر لتفادي مثل هذه الأزمة غير المسبوقة بالتوقيت وأسلوب سحب اللاعبين وأهمية منهج التحضير!
ونستغرب أكثر من ممثلي الأندية المذكورة، وهم يتركون مصائر فرقهم ومواعيدها ضمن البطولات المحلية عُرضة للصدفة دون المتابعة مع لجنة المسابقات، وهي مهمة (المدير الفني) الحلقة المفقودة في جميع الأندية كونه المسؤول عن كل فعّاليات كرة القدم ويضع ستراتيجية النادي وفقاً للاستحقاقين المحلي والخارجي وتحديد نوعية اللاعبين المطلوبين.
لا نريد لأزمة الكأس أن تقطع حبل الوصل بين لاعبي الشرطة التسعة، أسود اليوم الموعود لمنتخبنا الوطني في المنامة، وبين المدرب كاتانيتش، بل يجب أن يلتحقوا اليوم قبل الغد لمواجهة ودّيتي طاجيكستان والنيبال، ويستعدّوا للتصفيات معاً، ويُمكن للجنة المسابقات أن تُرجىء مواعيد الكاس الى الأيام العشرة الأولى من شهر آب بعد انتهاء دوري الكرة الممتاز في السابع والعشرين من تموز المقبل، فلجان الاتحاد أو الهيئة تشكّل وتفعّل لخدمة المنتخب الأول مهما كانت أولويات روزنامتها لبقية الانشطة.
أهدي إدارة نادي الشرطة الرياضي، المقولة المؤثرة لأحد رجالات مؤسّسته العريقة د.عبدالقادر زينل يوم سألته عن أبرز المواقف التي واجهها أثناء قيادته نادي الشرطة لاعباً ومدرباً وإدارياً خلال عقدي الستينيات والسبعينيات :(واجه نادي الشرطة آنذاك أسوأ سيناريوهات الحروب من اتحاد كرة القدم بذريعة دعم صفوف المنتخب الوطني بنجوم دوليين حُرموا من تمثيلنا في الدوري أو استبعاد فريقنا من المسابقة لأسباب عسكرية شملت فريق الجيش أيضاً، لكنني والراحل عادل بشير كنا نسارع لمد يد العون للاتحاد، ونخفي مشاعرنا الناديوية مهابة لعلم العراق الذي يُزيّن صدور اللاعبين، ونعتبرهُ واجباً وطنياً يُشفي جراح النفوس) .