بغداد المدى
أعلن عدد من مؤسسي الإتحاد العراقي للعمل والحقوق، انسحابهم من مشرعوهم، عازين ذلك إلى استحالة الاستمرار مع أطرف تمانع وضع سياق واضح، أو نظام داخلي رصين يؤسس لبناء هيكل ديمقراطي.
وجاء نص البيان:
نحن عدد من المؤسسين وأعضاء وكوادر الإتحاد نعلن إنسحابنا من مشروع الإتحاد العراقي للعمل والحقوق، بعد استحالة الاستمرار في مشروع يمانع بعض أطرافه وضع سياق واضح، أو نظام داخلي رصين يؤسس لبناء هيكل ديمقراطي، يشارك الجميع فيه في بناء القرار وبلورته. كما جاء إعلان انسحابنا لرفضنا الإنجرار الى صراعات داخلية توقعنا أنها ستكلفنا الكثير وتشغلنا عن معركتنا الأساسية ضد أحزاب السلطة.
لقد أكد الأعضاء المؤسسون منذ انطلاقة هذا المشروع على ضرورة تحويله الى مؤسسة راسخة يقع في صلب أهدافها تنظيم العملية الإحتجاجية وإعداد كوادر سياسية تنقل صورة الشباب المدني المحتج، وتشارك في صناعة القرار، ويكون لها رأي مسموع. وكنا نعتقد أن بعض زملائنا في المشروع (رغم تسجيلنا تحفظات منذ البداية بشأن عدم مرونتهم) أنهم قد وصلوا مرحلة من النضج بحيث نستطيع احتوائهم إيماناً منا بمبادئ الإتحاد وأهدافه، وتجاوزنا بعض الأخطاء التي سجلناها من باب الحرص على المسيرة ودعمها فعلياً. لكن الجمود ورفض التغيير بأي صورة كانت، وحتى عدم الإلتزام بالعهود، وتغليب الرأي الأحادي على رأي المجموعة؛ دفعنا للإعتقاد أن استمرار العمل وفق هذا النسق يعني النكوص عمّا اتفقنا عليه منذ البداية وسنكون كمن سبقنا؛ شعارات رنانة لمواقف، بالحقيقة نحن لا نتبناها أو نطبقها على أرض الواقع. ولا نخفي إخفاقنا في إيجاد حلول وسطية لإقناع الطرف الآخر بتقديم تنازلات مقابلة، غير أن المرونة من جانبنا تم مجابهتها بالتشدد من الجانب الآخر، الأمر الذي عقّد استمرار العمل وفق أسس ديمقراطية، فوضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما؛ أما أن يمضي المشروع برؤية الفرد، أو أن لا يمضي المشروع على الإطلاق ونحن فيه جميعاً. لهذا اتخذنا موقفا نبيلاً بالإنسحاب وبشكل نهائي للأسباب التي وضحناها، ولا نهدف من خلال هذا الإعلان لممارسة أي ضغوط على الأمانة العامة بقدر تجنب الصراع والسماح للمشروع بالإستمرار، ولكي يعلم الجميع أن الغاية منه ليست شخصية بقدر أنها مسؤولية وموقف أخلاقي.
ورغم اختلافنا الجوهري مع هذه الطريقة لإدارة المشروع لكننا مازلنا نؤمن به، كفكرة قادرة أن تؤسس لشيء جديد، و بشبابه الذين عملنا معهم طوال الفترة الماضية، ووجدنا فيهم الحرص والمحبة لتقديم كل ما يستطيعون، ولهذا قررنا أن لا نتخذ اي موقف سلبي تجاه مشروعهم، متمنين لهم التوفيق والنجاح والسير بخطى ثابتةً نحو تحقيق الأهداف والإلتزام بالمبادئ التي وضعناها سويةً في أدبيات الإتحاد العراقي، وتصحيح المسار، وهذا التزامنا الأخلاقي، وبناءً على ذلك وقع المنسحبون على هذا البيان في 24 أيّار 2021.