TOP

جريدة المدى > عام > السنغالي فلوين سار يروي قصة رحلاته في (نكهة المسافات الأخيرة )

السنغالي فلوين سار يروي قصة رحلاته في (نكهة المسافات الأخيرة )

نشر في: 24 مايو, 2021: 11:01 م

ترجمة : المدى

يعد الفيلسوف السنغالي فلوين سار أحد كبار المفكرين في جيله ، وهو مؤلف مشارك في تقريرعن الفن الأفريقي والاقتصادي ،

كما أنه كاتب مقالات وروائي وشاعر وموسيقي أيضاً . لقد نشر سار للتو كتابين جديدين..ويعبرسار عن مزيج من الإرادة والتصميم والتواضع والوداعة ، ويبدو أن الأزمة الصحية لم تؤثر عليه ، كما يتضح من الجوائز التي حصل عليها وخططه التي تشكلت في خضم جائحة كوفيد -19. ففي كانون الأول من عام 2020 ، ظهر اسمه - إلى جانب اسم بيندكت سافوي، كمؤلف مشارك في تقرير استعادة التراث الأفريقي – وتم اختياره في المركز الثالث ضمن تصنيف أنشأته مجلة الفن بين 100 شخصية مؤثرة في العالم.

وفي تموز الماضي ، وبعد ثلاثة عشر عامًا من الخدمة الجيدة والمخلصة في جامعة جاستون بيرجر في سانت لويس ،في السنغال ، انضم إلى جامعة ديوك في دورهام بولاية نورث كارولينا ، حيث يقوم الآن بتدريس الفلسفة الأفريقية المعاصرة. وفي كانون الثاني للعام الجاري ، نشر كتابه الجديد (نكهة المسافات الاخيرة )عن دار فيليب راي للنشر ، والذي يروي قصة رحلاته عبر الكوكب ، ومواجهاته واكتشافاته للمناظر الطبيعية أو الداخلية، وفي شهر آذار من هذا العام ، نشرت دار نشر " أكت سود" ، نص مسرحي بعنوان "خطاب إلى الأمم الأفريقية": وتدور أحداثه حول رجل ، عاد إلى موطنه الأصلي ، ليأمر إخوانه الأفارقة "باستعادة حريتهم وكرامتهم ، لمواصلة السير وتوسيع الآفاق ". وأخيراً ، وفي أيلول المقبل ، ستصدر دار نشر غاليمار رواية جديدة بعنوان "الأماكن التي تسكن أحلامي" ، وهي قصة عن "التحول والأخوّة والمسارات التي تؤدي إلى الرضى".

ولد فلوين سار ، وهو ابن عقيد في الجيش السنغالي وأسرة مكونة من 12 طفلاً ، قبل 48 عاماً في جزيرة نيودور الواقعة جنوب داكار ، مقابل غامبيا، ويتمتع سكان هذه الجزيرة من - الصيادين والمزارعين - بسمعة طيبة بسبب شخصياتهم القوية وشعورهم القوي بالتضامن، ولايبدو أن هذه الصفات مفقودة في أستاذ الاقتصاد السابق الذي واجه تقريره "استعادة التراث الأفريقي"غضب وهجمات مديري المتاحف وتجار الفن الفرنسيين، وفي مواجهة الانتقادات ، يحافظ الرجل الذي لا يرفع صوته أبداً على هدوئه الشديد ..ويقول عنه محمدو بوي ، وهو صديق وباحث ومحامي يبلغ من العمر ثلاثين عاماً يعيش في سانت لويس بالسنغال: "لديه عقل مضمون صاغه من خلال ممارسة فنون الدفاع عن النفس وتأمل الزمن". بينما يجيب فلوين سار ، على منتقديه: "لماذا لا يحق للأفارقة ، الذين حُرموا من ما يقرب من 90٪ من أعمالهم المحفوظة خارج القارة ، الحصول على تراثهم؟ تلك الأشياء الموروثة عن أسلافهم والتي تحكي قصة القارة وإبداعها وعبقريتها؟ أرى أن هذا ضروري للغاية لأن التاريخ والتراث يلعبان دوراً أساسياً في بناء المجتمع. وسوف يفهم الأوروبيون عاجلاً أم آجلاً أنه في حركة التاريخ يجب علينا تغيير العصر ، وتغيير النموذج "..

بعد حصوله على البكالوريا العلمية في داكار ، ذهب فلوين سار لدراسة الاقتصاد في فرنسا في كلية أورليان، وهو اختيار شاب حريص على الأدب والفلسفة، يقول :"اخترت تخصصاً يمكن أن يكون مفيداً للقارة. قيل لنا أن أفريقيا كانت متخلّفة، وسمحت لي دراستي بفك رموز أسرار الاقتصاد ، وبالتالي تفكيك مفهوم التنمية "،. وفي أوقات فراغه،يقرأ للفلاسفة والإغريق القدماء ، ونيتشه ، والحكماء الهنود والصينيين ، والصوفيين المسيحيين ، وكريشنامورتي ، وكونديرا ، وبوبن ، وكوينارد. كما أسس فرقة موسيقى الريغي التي تجول معها في أوروبا وأصدر ألبومين.وفي عام 2007 ، عاد إلى إفريقيا حاملاً دكتوراه في الاقتصاد. وسوف يقوم بالتدريس لمدة ثلاثة عشر عاماً ، حتى عام 2020 ، في جامعة جاستون بيرجر في سانت لويس في السنغال. وفي عام 2011 ، يتم تعيينه عميداً لكلية الاقتصاد والإدارة ويصبح مديراً للوحدة الجديدة للتدريب والبحث في الحضارات والأديان والفنون والاتصالات ، التي أنشأها. يقول نافيساتو ديا ضيوف ، كاتب ومدير تنفيذي سنغالي يعمل في باريس ، "إن شغفه الحقيقي هو التدريس ، وهي مهنة يقوم بها بسخاء كبير ، والأدب ، وهو مجال لم ينته من استكشافه"،كما ستقوده أبحاثه حول الوجه الخفي للاقتصاد إلى التساؤل عن سرديات التطور والتقدم والحداثة، وستتوج في عام 2016 بنشر مقال (افروتوبيا)، والذي سيكون له تأثير عالمي ، إذ تم بثه بعدة لغات، ويهدف الكتاب قبل كل شيء إلى استثمار مجال التخيلات الذي ابتكره الغرب ، للتنديد بالتشاؤم الأفريقي والواقع المرير المرتبط بصورة إفريقيا ، وهي قارة يفترض أنها في بداية سيئة ، للتخلص من ثرواتها البشرية والفلسفية والطبيعية والاقتصادية وحيويتها.

وفقًا لفلوين سار ، يرى أنها مسألة تصور للحياة وقد كتب "أفريقيا ليس لديها من تلحق به". ولا ينبغي لها أن تجري بعد الآن على المسارات المشار إليها ، بل أن تمشي بسرعة على الطريق الذي اختارته ". ويعمل الفيلسوف الأخلاقي فلوين سار، البطل السنغالي لإفريقيا على إيضاح الطريق من خلال "بناء حضارة أكثر مسؤولية ، وأكثر اهتماماً بالبيئة ، والتوازن بين مختلف الأنظمة ، والأجيال القادمة ، والصالح العام والكرامة الإنسانية" ، من أجل "أخذ الإنسانية" إلى مستوى آخر "، لقد اشتهرالكتاب على نطاق واسع في أوروبا ، وحقق نجاحاً في إفريقيا ، حيث يتولى الشباب على وجه الخصوص مطالبه ونضالاته. وقد شارك فلوين سارفي تأسيس مشروع (فكر داكار) في عام 2016 مع أشيل مبيمبي من أجل إعادة التفكير في مكانة إفريقيا في العالم ، ولكن أيضاً لإعادة التفكير في العالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram