صبيح الحافظنحن نتحدث في موضوعنا هذا عن اتفاقية الإطار الستراتيجي لعلاقة الصداقة والتعاون بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأميركية ، ولم نعن الاتفاقية الثانية المتعلقة بانسحاب القوات الأميركية من العراق.
إن واقع العراق في هذه المرحلة وهو يعاني مشكلات عديدة ومتنوعة ، منها ما ورثها من النظام السابق ومن تداعيات عملية تغيير النظام وما أفرزته هذه العملية من تدمير دوائر ومؤسسات الدولة وإلغاء وجودها وبالتالي أصبحت عاجزة أو قاصرة عن تنفيذ مهامها في المجالات كافة: سياسية واقتصادية وأمنية وغيرها.ولمعالجة هذه المشكلات خطت حكومة العراق المنتخبة خطوة بالاتجاه الصحيح وذلك من خلال عقد شراكه مع الولايات المتحدة الأميركية ، وفعلاً تم إعلان مبادئ علاقة وصداقة طويلة الأمد بين الجمهورية العراقية وبينها وتم توقيع الإعلان المذكور آنفاً في 26 تشرين الثاني 2007 ، إن تبني تلك المبادئ التي احتواها الإعلان المذكور سوف يساهم في تعزيز وتنمية الديمقراطية في العراق وإنجاح العملية السياسية من خلال تعزيز المصالحة الوطنية وبناء اقتصاد متنوع ومتطور يضمن اندماج العراق في المجتمع الدولي.وبناء على تلك المبادئ تم إبرام اتفاقية للعلاقة المستقبلية بين الدولتين العراقية والأميركية في السابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 2008 ، وقد حظيت هذه الاتفاقية بموافقة البرلمان بالإجماع على أن تكون نافذة المفعول في اليوم الأول من عام 2009.لقد تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بموجب هذه الاتفاقية بمجموعة من المهام والمساعي في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية كافة وغيرها وذلك لجعل العراق دولة قوية ومتكاملة ، ففي مجال السياسة نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تعهدت بتدعيم جهود حكومة العراق في إقامتها علاقات ايجابية مع دول المنطقة قائمة على أساس الاحترام المتبادل ومبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر والحوار الايجابي بين الدول والحل السلمي للخلافات بما في ذلك المسائل المترتبة على ممارسات النظام السابق التي لا تزال تلحق الضرر بالعراق.وفيما يخص تعزيز الأمن والاستقرار في العراق فان الحكومتين تواصلان العمل على وضع الترتيبات الدفاعية والأمنية من خلال تعزيز قدرة جمهورية العراق على ردع جميع التهديدات الموجهة ضد سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها ، وفي مجال التعاون الثقافي والاجتماعي تقوم الحكومة الاميريكية بوضع برامج الزمالات الدراسة للطلبة العراقيين في مجالات العلوم والهندسة والطب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإدارة العامة والتخطيط الستراتيجي مع تسهيل عملية الطلبات للحصول على التأشيرات الأميركية من اجل تفعيل مشاركة المؤهلين العراقيين في النشاطات العلمية والتعليمية مع تبادل زيارات الفرق الرياضية وإجراء المباريات وغيرها من النشاطات الأخرى.ومن اجل تحسين صحة مواطني العراق تعهدت أميركا بالعمل لوضع برامج تبادل الأطباء الاختصاصيين وتشجيع نقل الخبرات في المجال الطبي والمساعدة في إقامة علاقات بين المؤسسات الطبية مع حماية البيئة الطبيعية وتقديم الخدمات والأجهزة الصحية الأميركية ، ومكافحة الأمراض والوقاية منها ، مع تقديم كل ما يعزز ويقوي المؤسسات الصحية في العراق ، وفي مجال الزراعة وتنميتها وتطويرها القيام بتشجيع ووضع البرامج التي تؤدي الى زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بهدف تحقيق دخول أعلى وزيادة العمالة الزراعية مع تشجيع صادراتها وقد تضمنت الاتفاقية أيضاً التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف النمو الاقتصادي وتنمية صناعة وسائل الاتصالات في العراق وذلك من خلال تبادل المعلومات وتشجيع مشاركة العراق الفعالة في اجتماعات ومبادرات منتدى إدارة الانترنت ، وكذلك دعم وتطوير آلية وامن نظام العدالة الجنائية بما في ذلك الشرطة والمحاكم والسجون إن الاتفاقية تشمل الكثير من المبادرات البناءة التي تعهدت بها الحكومة الأمريكية لمساعدة العراق في مجالات عديدة في التجارة والاقتصاد والتنمية والإعمار والبناء وإقامة المصانع والمشاريع الخدمية الأخرى مثل توفير مياه الشرب وإنشاء السدود وإحياء الأراضي البور والمساعدة في تنمية الثروة الحيوانية بما فيها الثروة السمكية وغيرها من مجالات التطور والبناء بهدف جعل العراق من الدول المتقدمة إقليمياً ودولياً. ورغم مرور أكثر من سنة ونصف السنة على إقرار هذه الاتفاقية لم تفعل مبادئها بصورة كلية من قبل وزارتنا والدوائر الأخرى ذات العلاقة ، لذا نؤكد ضرورة مفاتحة الولايات المتحدة الأمريكية وبالطرق الدبلوماسية على إبداء المساعدة من اجل التنمية والتطوير ومعالجة المشكلات في المجالات كافة، وبالأخص مجال الصحة وصناعة الأدوية ، وكذلك تنمية الثروة الحيوانية والزراعة والمياه وغيرها.
ضرورة تفعيل اتفاقية التعاون والصداقة
نشر في: 24 مايو, 2010: 05:08 م